فيما تتواصل القصص المروعة والمحزنة تنكشف شيئاً فشيئاً عن مبنى جرينفيل في لندن الذي شبّ فيه حريق فجر الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2017، وأودى بحياة ما لا يقل عن 12 شخصاً حتى اللحظة، قال زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين، إن منازل الأغنياء في منطقة كنسينغتون قد تتمّ مصادرتها لصالح الناجين المشردين من الحريق.
وأضاف بأن الحي الذي يقع فيه برج جرينفيل، كان أشبه بـ"مدينتين، في الجنوب للأغنياء، وفي شماله للفقراء".
ووفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، اقترح كوربين مصادرة منازل الأغنياء الشاغرة لسدّ النقص في المساكن المتاحة لسكان مبنى جرينفيل.
"يجب إيجاد منازل لهم، يتم الاستيلاء عليها إذا لزم الأمر، للتأكد من حصول السكان على أماكن السكن مجدداً".
وتابع: "كيف يمكن أن نقبل بأن يكون هناك مبان وشقق فاخرة فارغة في لندن، في حين أن المشردين يبحثون عن مكان للعيش؟".
وجاءت دعوات كوربين، بعد إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، عن إجراء تحقيق عام شامل في الحريق المروع ببرج جرينفيل.
وقالت رئيسة الوزراء إن الناس "يستحقون سماع إجابات" حول سبب انتشار الحريق بسرعة كبيرة، مشيرة إلى أن التحقيق "سيعطيهم" تلك الإجابات.
وأضافت ماي، التي قامت بزيارة خاصة قصيرة إلى مكان الحادث في وقت سابق: "أخبرتني [خدمات الطوارئ] بأن طريقة انتشار النار والتهامها للمبنى كانت سريعة وشرسة وغير متوقعة."
وتابعت: "لذلك، فإنه من الصائب -بالإضافة إلى التقرير العاجل للحريق الذي سيصدر وأي تحقيق محتمل للشرطة- أن نجري تحقيقاً عاماً شاملاً لمعرفة ما حدث."
وكان كوربين، الذي زار أيضاً المبنى غرب لندن، قد قال للسكان المحليين والمتطوعين: "سوف نطالب بالحصول على إجابات".
وأمضى الزعيم العمالي وقتاً في الحديث مع العائلات النازحة والمتطوعين في كنيسة "سانت كليمنت" القريبة، وهي إحدى المراكز التي تنسق في تقديم دعم للمجتمع المحلي.
وتابع كوربين حديثه أمام الوزراء قائلاً: أشعر بالغضب الشديد لأن الكثير من الأشخاص فقدوا أرواحهم في برج سكني، لم تنجح فيه الاحتياطات ضد الحرائق".
ويطالب الكثير من النقاد بأجوبة حول السبب في عدم وجود رشاشات المياه الإلزامية في المباني الشاهقة.
ووفق ما ذكرت الصحيفة البريطانية، يُعتقد أن 4000 مبنى سكني في أنحاء بريطانيا لا تملك أنظمة الرش المذكورة.
وقال كوربين: "إذا تم تجاهل مطالب السلطات بالحصول على التمويل، سيكون هناك ثمن يدفعونه".
وكشف زعيم العمال المعارض، أنه تم تجاهل الدعوات إلى إمداد المباني بالرشاشات اللازمة للحرائق، عقب حريق كبير اندلع في جنوب لندن عام 2009.