أثار وصول دونالد ترامب للرئاسة الأميركية قلقاً في العالم كله، لا سيما في المنطقة العربية؛ نظراً لخطابه العدائي تجاه العرب المسلمين وموقفه شبه المؤيد لبشار الأسد. لكن أكثر ما شغل أصدقاء واشنطن كان تهديده بالتخلي عن التزامات أميركا تجاه حلفائها إذا لم يسهموا في تحمّل أعباء هذه التحالفات، وهو الأمر الذي يمكن أن يشمل دول الخليج.
هل وصول ترامب إلى دفة القيادة يهدد علاقات الصداقة والتحالف بين دول الخليج وواشنطن؟ وهل الحديث عن أن سياساته وتحالفاته ستصبح أكثر عمليةً وتقاسماً للأعباء يعني تغييرات جوهرية في علاقة واشنطن بالسعودية وقطر والكويت؟
وبصفته قائداً أعلى للجيش، هل يعزِّز ترامب القدرات العسكرية الأميركية في الخليج، ومع أي الأطراف سيتحالف ضد من؟
السؤال الرابع والأخير هو: هل يجب على الخليج أن يقابل "عصر ترامب" بالحماسة والتفاؤل، أم بالمخاوف من عصر أميركي مختلف عن كل ما سبق؟
"عربي بوست" حملت هذه التساؤلات الأربعة من كبار المحللين بدول الخليج، في محاولة لرسم سيناريوهات حول السياسة الأميركية المرتقبة وأثرها على أمن دول الخليج وموازين القوى مع إيران.
السؤال الأول: هل ينتهي التحالف الخليجي – الأميركي؟
"لا أعتقد ذلك"، يقولها بحسمٍ أستاذ العلوم السياسية الإماراتي مستشار ولي عهد أبوظبي عبد الخالق عبد الله، ويضيف لـ"عربي بوست" أنها علاقة عمرها 60 أو 70 عاماً، "علاقة عميقة ومتشعبة وبلغت درجات كبيرة من التداخل والتشابك على المستوى الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي وحتى الثقافي، ولا يمكن لرئيس -مهما كان راغباً في التغيير- أن يستطيع مسّ أسس هذه السياسة العميقة جداً".
أما المحلل السياسي الكويتي والأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، فبدا أكثر يقيناً في تفاؤله؛ إذ رأى أن الآراء والأفكار التي طرحها ترامب عندما كان مرشحاً للرئاسة، تختلف كلياً عن القرارات التي سيتخذها وهو رئيس للولايات المتحدة الأميركية، خاصة أن السياسات الأميركية واستراتيجيات العمل لا تقف عند رؤى وأهواء الرئيس فحسب؛ بل هناك الكثير من المراحل ومصادر القرار التي يتم استشارتها والأخذ برأيها.
وقال: "لذلك، في يقيني أن تحالف الخليج وأميركا سيستمر، ليس بالشكل الذي تحدده أميركا فحسب؛ بل بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين". وأضاف: "لقد رأينا تاريخياً هذه العلاقة كيف كانت متغيرة من وقت لآخر لأسباب عديدة، وسيستمر معيار المصلحة التي يقود تلك العلاقة، وهو معيار سليم ومنطقي ويحقق نتائج عادلة".
وصول ترامب إلى البيت الأبيض سيسهم في إعادة المياه إلى مجاريها بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية. توقعات متفائلة تأتي أيضاً من الكاتب السياسي والأكاديمي البحريني الدكتور محمد مبارك، "خصوصاً أن العلاقة بين الطرفين في عهد الرئيس أوباما لم تكن على ما يرام أصلاً منذ عام 2011، وتحديداً بعد نهج الولايات المتحدة الأميركية نهجاً داعماً لوصول بعض الجماعات الدينية إلى السلطة في الدول العربية.
وعلى رأس هذه الجماعات (الإخوان المسلمين)، وخصوصاً أيضاً أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد أعلن أنه لن يدعم سياسة إسقاط الأنظمة، وهو ما يشير إلى إدراكه التام أن الإدارة الأميركية الحالية، التي سوف تغادر في 20 يناير/كانون الثاني 2016، قد دعمت هذا التوجه، وتسببت في مشاكل عدة مع حلفائها في الخليج.
قبل أيام، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقريراً عما وصفته باستياء دول الخليج من سياسات باراك أوباما، وأثره على توقعاتها من الرئيس الجديد. "بغض النظر عن أي مخاوف لدى قادة الخليج حول ترامب، فإن القادة الإقليميين ينتظرون رحيل الرئيس أوباما على أحرّ من الجمر، والذي يقولون عنه إنه تخلَّى عن الرئيس المصري حسني مبارك إبّان الربيع العربي وتفاوض حول الصفقة النووية السرية مع عدوهم الأكبر إيران".
هكذا قد ينتهج ترامب مساراً تصحيحياً للسياسة الأميركية حول العالم، وبالأخص مع الحلفاء وعلى رأسهم دول الخليج. حسب وجهة نظر المحلل السياسي ومؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية-الأميركية سلمان الأنصاري، فإن "هنالك تفاؤلاً يشوبه الحذر من فريق ترامب، ولكن بشكل عام ترامب رجل براغماتي، وبالإمكان التفاهم معه فيما يخدم المصالح المشتركة لدول الخليج وأميركا، وعقيدة أوباما السياسية ستبدأ في التلاشي مع مرور الوقت، ولكن ليس بشكل سريع".
السؤال الثاني: هل تزيد واشنطن من استثماراتها العسكرية بالمنطقة؟
الإجابة غالباً بالنفي. الخليج بدأ يدخل في مرحلة ما بعد أميركا، في رأي أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله، الذي قال لـ"عربي بوست" إن "هذا لا يعني أن واشنطن سوف تنسحب خلال 24 ساعة. ولكن على المدى البعيد، احتمال أن الولايات المتحدة سوف تخفف وتراجع وجودها السياسي والعسكري في الخليج وارد جداً، إلا أن ذلك لن يتم إلا على مراحل زمنية بعيدة المدى، مما يعني أن على دول الخليج أن تبحث عن سبل سد أي نقص محتمل في الحماية الأميركية".
دليل آخر على أن الخليج دخل فعلياً إلى مرحلة ما بعد أميركا، وهو "هذا الاستعداد البريطاني للعودة مجدداً بشكل تدريجي".
يستطرد عبد الله قائلاً بأن "هناك خيارات متعددة لدى الخليجيين، أولها: دعم القدرات الذاتية لكل دولة خليجية وتطويرها وهذا يحدث والإمارات مثالاً،. ثانياً: الخيارات تعميق التعاون والتنسيق العسكري والأمني بين دول الخليج وهذا يحدث، وهناك تدريبات مشتركة ومناورات مشتركة وكذلك نظم عسكرية مشتركة".
يضيف: "رأينا ذلك في حرب اليمن، ثالثاً: الاستعانة ببعض البدائل مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا وغيرها، وذلك لتنويع مصادر الحماية".
ولا يعتقد العربي ماضي الخميس أن ترامب سيسعى إلى تعزيز القوات العسكرية الأميركية في الخليج، "فما هو موجود يكفي، وقد يتم تجديد بعض الاتفاقيات والمعاهدات وفقاً للمتغيرات وبمعيار المصلحة الذي ذكرناه سابقاً".
عكس الرأي المتحفظ السابق، فإن الكاتب السياسي والأكاديمي البحريني محمد مبارك يتوقع أَن يعزز ترامب القدرات العسكرية الأميركية في الخليج، وخصوصاً أنه يأتي من خلفية اقتصادية بحتة، ويريد للشركات الأميركية أن تنجح وتزدهر، ويرغب في أن يقنع المواطن الأميركي بأنه قادر على خلق وظائف في السوق الأميركية، ولذلك فسوف يدعم بقوة صفقات مبيعات السلاح، حسب قوله
وأردف قائلاً: "أضرب مثالاً على ذلك بأن متحدثاً باسم مصانع لوكهيد مارتن الأميركية قال مؤخراً إن عدم إنجاز صفقة مبيعات طائرات (إف16) لمملكة البحرين قد يؤدي إلى إغلاق خط إنتاج هذا النوع من الطائرات المقاتلة، ومما لا شك فيه أن سياسة الرئيس ترامب لن ترغب في حدوث أمر كهذا؛ لأنه يخالف تماماً ما يريده من انتعاش اقتصادي".
السؤال الثالث: هل يحشد ترامب قواته في الخليج ضد إيران؟
"ترامب تحدث في أكثر من مناسبة عن الخطر الإيراني، ليس في منطقة الخليج فحسب وإنما في العالم أيضاً، وتحدث عن النواتج السلبية والخطيرة الناجمة عن الاتفاق النووي مع النظام الإيراني"، هكذا يذكرنا مبارك بآراء الرئيس المنتخب العلنية. "لهذا، أتوقع أن إدراكه هذا سوف يدفعه إلى تأمين اللوازم الدفاعية لدول مجلس التعاون، وخصوصاً أن وزير الدفاع الأميركي الجديد، جيمس ماتيس، يعتبر نوعاً ما صديقاً لدول الخليج ومتشدداً تجاه النظام الإيراني. من المؤكد أن وزير الدفاع الجديد سوف يكون له دور في تمرير صفقات السلاح وتعزيز القدرات الدفاعية والعسكرية لدول مجلس التعاون".
وكان تقرير "نيويورك تايمز" قد لفت إلى أن الاختيارات المحتملة للمناصب البارزة في الأمن القومي تخفِّف بعضاً من القلق بشأن نزعاته التهديدية لبعض البلدان.
وركزت الصحيفة، في هذا الإطار، على اختيار الجنرال السابق بالجيش وأحد المحاربين القدامى مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي، واختيار الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية والقائد السابق للقيادة المركزية للبنتاغون جيمس ماتيس لمنصب وزير الدفاع، والرئيس والمدير التنفيذي لشركة إكسون موبيل ريكس تيلرسون لمنصب وزير الخارجية.
وأشارت إلى أنه مِثل رئيسه الجديد، يُنظَر لتيلرسون على أنه من المرجَّح أن يقوم بعقد الصفقات بدلاً من اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد ما يوصف بانتهاكات حقوق الإنسان، وهي نقطة حسَّاسة للبحرين؛ إذ إن إدارة أوباما كانت قد وجَّهت سهام النقد للحكومة لسجنها معارضين سياسيين.
كما أن لدى "إكسون موبيل" علاقات قوية مع شركة النفط الوطنية في قطر.
ونقلت الصحيفة عن يوسف العُتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، في إحدى الرسائل الإلكترونية: "إذا ذهبتُ في أي وقتٍ من الأوقات إلى معركة، فإني سأكون بحاجة إلى الجنرال ماتيس إلى جواري". وأضاف أن الجنرال "سيكون شريكاً عظيماً لحلفائه".
رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية-الأميركية سلمان الأنصاري مع الرأي السابق، ويرى أن "إيران ستكون -بلا شك- في موقف حرج جداً مع الإدارة الأميركية القادمة، وذلك واضح من خلال فريق ترامب المعروف عنه بأنه لا يتسامح مع الإرهاب الإيراني بأي شكل من الأشكال، وبأنه يسمي الأمور بمسمياتها ويعمل بمقتضاها، ومن ثم من المتوقع تعزيز القدرات العسكرية الأميركية في المنطقة".
وتعد العلاقة مع إيران النقطة الأكثر سخونة في سياسة ترامب المتوقعة تجاه المنطقة؛ إذ اعتبرت "نيويورك تايمز" أن انتخابه وضع الإيرانيين بوضوح على حافة الهاوية. ونقلت تحذير وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول، من أن أية مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين ستؤول إلى نهاية كارثية للدول العربية الصغيرة وإسرائيل.
ولكن العميد دهقان استدرك قائلاً، وفقاً لما نقلته عنه وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية، إنه "مع الوضع في الاعتبار شخصية ترامب وتقييمه لتكلفة كل شيء بالدولار، فليس من المرجَّح أن يتخذ إجراءات قوية ضد بلدنا".
السؤال الرابع: هل يجب على دول الخليج أن تقلق أم تتحمّس لعصر ترامب؟
مخاوف الخليج، وكذلك وجهات النظر الأكثر تفاؤلاً حول الرئيس ترامب، انعكست في الكلمات الرسمية والأحاديث غير الرسمية التي أُلقيَت في منتدى حوار المنامة في منتصف ديسمبر 2016، وهو مؤتمر يُقام برعاية المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسب تقرير "نيويورك تايمز".
وكان لافتاً أن خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، قدم خلال المؤتمر تعليقاً متفائلاً بعد أن أنهى كلمته: "إنَّنا نتوقع استمرارية هذه الصداقة والتحالف طويل الأمد" مع الولايات المتحدة.
بينما قال الأدميرال في البحرية الأميركية كيفن دونيغان، الذي يقود الأسطول الخامس المتمركز في منطقة الخليج، إن "المنطقة هنا تتخذ وضع الانتظار والترقُّب، إنهم يترقَّبون بقلقٍ بالغٍ رؤية ما إذا كان ذلك سيؤدِّي إلى حدوث تغيير في بعض المناطق".
فهل وجود دونالد ترامب رئيساً لأميركا يثير قلق قادة دول الخليج؟
يقول سلمان الأنصاري إن "تركيز ترامب على الشأن الاقتصادي وخلق الوظائف سيشكل بوجهة نظري فرصة جيدة للقيادات الخليجية لتعميق العلاقات الاقتصادية بين الكتلة الخليجية وأميركا. فمعظم دول الخليج لديها رؤى اقتصادية طموحة وستنسجم مع رؤى الإدارة الأميركية القادمة، ومن هنا أرى أن وجوده يثير الحماسة وليس القلق".
لكن تقرير "نيويورك تايمز" وضع الكثير من الأسئلة الصعبة على لسان حال الخليج: هل سيكون ترامب هو الرئيس الذي تعهَّد بإيقاف المساعدات الأميركية لمجموعات المعارضة السورية التي تدعمها كثيرٌ من دول الخليج في معركتها ضد الحكومة السورية؟ أم سيكون الرئيس ترامب الذي يَعِد بأن يكون أكثر صرامةً مع إيران، البلد الشيعي الذي يُمثل مصدر إزعاج كبير للممالك العربية السنية؟
الكاتب السياسي البحريني الدكتور محمد مبارك، يرى أن دول مجلس التعاون الخليجي نجحت في بناء علاقات متينة وقوية مع الولايات المتحدة الأميركية في مختلف الأزمنة والمراحل، ونجحت في بناء شراكات فاعلة حتى في أسوأ الظروف ومع أصعب المتغيرات. "هناك بوادر تدعو إلى التفاؤل بالمرحلة القادمة، وخصوصاً أن ما مر على منطقة الشرق الأوسط ما بين 2011 و2016 ليس من المتوقع أن يكون هناك في المستقبل المنظور ما هو أسوأ منه. لذلك، أتصور أن وصول ترامب إلى سدة الرئاسة أمر يدعو إلى التفاؤل وليس إلى القلق".
من جانبه، قال المحلل السياسي الكويتي ماضي الخميس، إن دول الخليج اليوم هي أكثر الدول العربية استقراراً، ولديها من التجارب التاريخية ما يمكن أن تستند إليه في تعزيز علاقاتها ومصالحها بالأشكال كافة.
وأضاف: "لا يمكن أن نعتبر أن تغيير الرئيس الأميركي ووصول شخص مثل ترامب إلى سدة القرار يثيران قلق قادة الخليج، خاصة أن -مثلما ذكرنا سابقاً- ترامب المرشح يختلف عن ترامب الرئيس.
إضافة إلى أن الخلفية الاقتصادية لرجل الأعمال ترامب تساعد على استيعاب فلسفة المصالح المتبادلة التي ذكرناها سابقاً، وهو صاحب قدرة على قياس المصلحة وعقد الصفقات.
ويبقى السؤال المهم، وفقاً للخميس، وهو: كيف سيتعامل ترامب شخصياً مع دول الخليج وقادتها بعد هجومه المكثف عليهم في أثناء الحملات الانتخابية؟ وكيف سيجد مخرجاً لكل تصريحاته المستفزة ضد دول الخليج، بعد أن أصبح رئيساً وصار محتّماً عليه التعامل مع دول الخليج وقادته الند بالند، هنا تكمن الأسئلة العالقة؟ حسب تعبيره.
أخيراً، يبدو مستشار ولي عهد أبوظبي، عبد الخالق عبد الله، أقل تفاؤلاً؛ إذ قال: "أنا في تقديري، ترامب يثير القلق أكثر من الحماسة؛ لأنه غير معروف وغير متوقَّع في خطواته، وتصريحاته"، حسب تعبيره.
وأردف قائلاً: "وهذا يشكل عامل قلق، ليس لدول الخليج وحسب، ولكن للعالم أجمع، فترامب لا يدرك تأثير خطواته وتصريحاته فحسب؛ بل يتضح أيضاً أنه يتجه بأميركا نحو عنصرية ونحو مواقف عدائية تجاه الآخر مثل المسلمين والصين وغيرهما، ومن هنا أميركا ستكون غير مطمئنة بسبب هذه العنصرية والعدائية"، حسب قوله.
ويبدو أن إجابة هذه التساؤلات لدى ترامب نفسه، فهل يزعزع العلاقات الأميركية القديمة مع دول الخليج تطبيقاً لتصريحاته المنتقدة لتحالفات أميركا التاريخية واتساقاً مع توجّهه اليميني المناهض لكل الغرباء وخاصة المسلمين والعرب، أم تتغلب نزعته العملية وعداؤه للطموح الإيراني فيعيد ترميم العلاقات مع دول الخليج انطلاقاً من المصالح والمخاوف المشتركة؟