استقبل البابا فرنسيس الإثنين 5 فبراير/شباط 2018 رجب طيب أردوغان الذي يقوم بأول زيارة لرئيس تركي إلى الفاتيكان منذ 59 عاماً، وذلك في أوج هجوم عسكري تشنه أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
ومنع وصول المتظاهرين إلى منطقة واسعة في وسط روما طوال 24 ساعة، منذ وصول الرئيس التركي مساء الأحد وحتى مغادرته مساء الإثنين. وقد تم نشر زهاء 3500 شرطي.
غير أنه من المتوقع أن ينفذ مئتا شخص اعتصاماً احتجاجياً صباح الإثنين في مكان غير بعيد عن الفاتيكان، في حدائق قلعة سانت أنجيلو، وذلك بمبادرة من منظمة إيطالية مؤيدة للأكراد. حسب هذه المنظمة.
ووصلت السيارة الرئاسية التي تقل أردوغان إلى ساحة القديس بطرس التي أحاط بها الشرطيون وخلت من المارة.
وتقول تركيا إن هدف عمليتها هو طرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها "منظمة إرهابية" عن حدودها، لكن هذه الوحدات متحالفة مع واشنطن في حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
موقف واحد تجاه القدس
وسيعمد أردوغان بدون شك إلى شكر البابا على اعتراضه على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الرئيس التركي في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية "نحن الاثنين نؤيد الدفاع عن الوضع القائم ولدينا الرغبة بحماية ذلك". ويدافع أردوغان مثل البابا عن حل الدولتين في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وكان البابا الأرجنتيني المدافع عن الحوار بين الأديان قام برحلة إلى تركيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2014 لكن في أجواء اتسمت بالفتور. واستفاد أردوغان من فرصة الزيارة للتنديد "بمعاداة الإسلام" والتطرق إلى مسؤولية الغرب عن تصاعد الأصولية الإسلامية.
تجنب الصحافة
في حزيران/يونيو 2016، وخلال زيارة إلى أرمينيا استخدم البابا كلمة "إبادة" للإشارة إلى مزاعم ارتكاب مجازر بحق الأرمن خلال حكم السلطنة العثمانية، مثيراً غضب أنقرة التي نددت آنذاك "بعقلية صليبية".
وسيجتمع الرئيس التركي أيضاً الإثنين مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء باولو جنتيلوني ليبحث معهما مسائل الهجرة غير الشرعية وصناعة الدفاع وعملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
والأحد، استبعد في المقابلة مع لاستامبا أي خيار آخر "غير انضمام" تركيا إلى الاتحاد الأوروبي رافضاً الاقتراح الفرنسي بعقد مجرد "شراكة" بين الطرفين.
وقال "نرغب في انضمام كامل إلى أوروبا. أي خيارات أخرى لن ترضينا" مذكراً بالدور الأساسي الذي لعبته تركيا في مسألة تدفق المهاجرين الوافدين من الشرق الأوسط إلى أوروبا.
ولم يستبعد أردوغان عملاً مشتركاً إيطالياً-تركياً في ليبيا وهو ما يجري بحثه حالياً ضمن مجموعة عمل.
ولم يتم الإعلان عن أي لقاء مع الصحافة الإثنين.