ذكرت صحيفة "ذا ستاندرد" في زيمبابوي الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أن الرئيس السابق روبرت موغابي، بكى وأبدى فجيعته في "الخيانة التي جاءت من ضباطه" عندما وافق على التنحي الأسبوع الماضي تحت ضغط من الجيش وحزبه لينهي بذلك 37 عاماً قضاها في الحكم.
وأدى إمرسون منانجاجوا (75 عاماً)، النائب السابق لموغابي والذي كان حليفه، اليمين الدستورية رئيساً للبلاد يوم الجمعة والتركيز منصب الآن على ما إذا كان سيشكل حكومة تتسم بالتنوع أم أنه سيختار شخصيات من عهد موجابي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل الدائرة المقربة من موجابي قولها إن الرئيس السابق، وهو كاثوليكي متدين، أقام صلاة المسبحة الوردية فيما قال للمقربين منه وفريق من المفاوضين في مقر إقامته المسمى بالبيت الأزرق في العاصمة هاراري إنه سيستقيل. وأعلن موجابي عن قراره فيما كان البرلمان ينظر مقترحاً لعزله ومساءلته قانونياً.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله "نظر إلى الأسفل وقال: كان الناس مخادعين كالحرباء'".
ونقلت صحيفة (صنداي ميل) الرسمية عن الأب فيديليس موكونوري، وهو قس يسوعي وصديق مقرب لموغابي توسط بينه وبين الجيش بشأن الاستقالة، قوله أن وجه موغابي "أشرق" بعد أن وقع خطاب الاستقالة.
وأضاف للصحيفة "لذلك نحن لا نتحدث عن رجل يشعر بالمرارة. لقد قلت له إن من الخير له أن يرى شخصاً آخر يدير البلاد".
ولم يتسن الوصول للأب موكونوري ولا أي من مساعدي موجابي المقربين للتعليق.
تفاصيل الصفقة مع موغابي
وكشف مسؤول كبير في حزب "زانو الحاكم" في زيمبابوي تفاصيل الصفقة التي تنازل بموجبها موغابي عن حكم زيمبابوي.
ووفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، فإن موغابي وزوجته سيحصلان على "مصافحة ذهبية" تقدر بملايين الدولارات في إطار اتفاق تم التفاوض عليه قبل الاستقالة في الأسبوع الماضي.
والمصافحة الذهبية وفقاً للقواعد الأميركية، تنص على أنه حين يريد صاحب العمل التخلص من أحد العاملين لديه ضد إرادته، فهو يدفع له مبلغاً ضخماً.
ولا تزال المبالغ التي يتعين دفعها للرئيس السابق وزوجته غريس غير واضحة، على الرغم من أن أحد كبار المسؤولين الحزبيين المطلعين على تفاصيل الصفقة قال إن المجموع لن يقل عن 10 ملايين دولار.
وقال المسؤول إن موغابى الذي مُنح الحصانة ضد المحاكمة وضمان عدم اتخاذ أي إجراء ضد المصالح التجارية الواسعة لأسرته سوف يحصل على "دفعة نقدية قيمتها 5 ملايين دولار" على الفور، مع دفع المزيد من الأموال فى الأشهر القادمة.
وتتضمن الصفقة كذلك أن يتلقى موغابي البالغ من العمر 93 عاماً راتبه الشهري البالغ 150 ألف دولار، حتى وفاته، كما ستحصل السيدة الأولى البالغة من العمر 52 عاماً على نصف هذا المبلغ لبقية حياتها.
وترك حكم موغابي الذي استمر 37 عاماً زيمبابوي بعملة لا قيمة لها، وديون ضخمة، وسكان فقراء، ومعدل بطالة يقدر بأكثر من 80٪، وكهرباء منعدمة في العديد من المجتمعات الريفية، وتعليم أساسي ورعاية صحية شبه منعدمة، وفقاً لتقرير الصحيفة البريطانية.
العائلة كلّها محصنة
وسوف يكون الزوجان قادرين على البقاء في قصرهما الكبير المعروف باسم "السقف الأزرق" في هراري، وستتكفل الدولة تكاليف الرعاية الطبية، والموظفين المحليين، والأمن، والسفر إلى الخارج.
وتمتد الصفقة أيضاً إلى المصالح التجارية الواسعة لموغابي وأفراد عائلته، التي تشمل سلسلة من مزارع الألبان. وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات "لن يتم الاستيلاء على أيٍّ من هذه الأمور بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن التفاوض حول تلك الأصول كان سبباً في تأخر الاستقالة".
وقال ثيمبا مليسوا، النائب المستقل، "ليس هناك دولة ترغب في رؤية رئيس سابق في حالة من الفقر، ولكن ما يجب على القادة فهمه أنهم مسؤولون، ومن ثم يجب أن تكون هناك سابقة، بحيث لا يفكر أي رئيس بعد ذلك في أنه لن يحاسب على خطاياه.
ويذكر أن غريس موغابي، سكرتيرة الرئيس التي تزوجته عام 1996، اشتهرت بإنفاقها الضخم وإسرافها ملايين الدولارات على شراء سيارات فاخرة وممتلكات في جنوب إفريقيا، كما أن ابنها بيلارمين شاتونغا (25 عاماً) نشر فيديو مؤخراً أثار غضب الشعب، حين ظهر يسكب زجاجة شمبانيا ثمنها 200 جنيه إسترليني فوق ساعة يده التي تقدر بـ45 ألف جنيه إسترليني وهو يقول "بابا يدير البلاد كلها".
أما الابن الأكبر، راسل غوريرازا (33 سنة) من زوجها الأول، فله حصة كبيرة فى صناعة التعدين المربحة في زيمبابوي، وقد استورد سيارتين من سيارات رولز رويس في سبتمبر.
وأكد أحد أقارب موغابي، الذي يعيش في هراري ولديه مزرعة كبيرة في غربي زيمبابوي، أنه "مشمول" بالاتفاق وأنه لن يغادر زيمبابوي، مضيفًا: "كنت قلقاً بشأن التغييرات، ولكني مطمئن الآن إذ بإمكاني العيش في بلدي".
وجاء سقوط موغابي بعد استمراره 37 عاماً في السلطة عقب معركة لخلافته وضعت منانجاجوا الذي سانده على مدى 52 عاماً في مواجهة زوجته جريس البالغة من العمر 52 عاماً.
وحثت صحيفة ذا ستاندرد الخاصة، التي كانت تنتقد موغابي وحكومته على مر السنوات، منانجاجوا على "تنفيذ ما قال بشأن محاربة الفساد".
وخلال مراسم تنصيبه يوم الجمعة الماضي، قال منانجاجوا إنه يعلي شأن الديمقراطية والتسامح وحكم القانون ووعد بمواجهة الفساد وحث المواطنين على الإحجام عن الأفعال الانتقامية.