البحث عن زوج أو زوجة في المجتمعات الغربية لأبناء الجالية العربية والمسلمة ليس بالأمر الهين، لأن الاختيار يكون صعباً أو وجود المواصفات التي يتمناها الزوج أو الزوجة، إضافة إلى أن كل ذلك يدور في محور الصراع والبحث عن هوية الشخص وكيفية الحفاظ عليها.
والسؤال، هل يفضل الشباب الكنديون العرب الزواج من بنت كندية عربية تربت في كندا، أم يفضل أن يعود لبلده لاختيار الزوجة من هناك، وفي المقابل ماذا تفضل البنت الكندية من أصول عربية؟
أفضلها أن تكون من كندا
جعفر عبدالعزيز، كندي عراقي، يقول لـ"هافنغتون بوست عربي "أفضلها أن تكون ولدت وتربت بكندا، ويرى أن السبب في ذلك كونه يعيش ونشأ في هذا المجتمع، فيرى أن توافق الأفكار والبيئة والعادات، تحتاج إلى وقت لكي تتأقلم البنت إذا ما جاءت من بلدها العربي وربما أيضاً لا تتأقلم .
يضيف عبدالعزيز، "إن اللغة عامل مهم للتفاهم بين الزوجين وللعيش والحصول على فرصة جيدة للعمل في المجتمع الكندي، لذا فإنه يفضلها أن تكون عاشت وتربت بكندا وحصلت على شهادتها من كندا، لأنها ستجد فرصة عمل بشكل أسرع من التي ستأتي وتدرس وتعادل شهادتها وتتعلم اللغة، ويضيف أفضلها أن تشاركني بناء حياتي الاقتصادية والاجتماعية سوية، وهذه سمة الحياة المشتركة بين الزوجين في كندا أن يتعاونا في كل شيء".
يختتم جعفر حديثه قائلاً، "ليس عيباً أن يساعد الزوج زوجته كما يتصور البعض في المجتمعات الشرقية فكلانا سيعمل، وإذا أردنا أن نبني حياة سعيدة، لا بد من المشاركة في حلوها ومرها، ولكني في نفس الوقت أحرص أن تكون زوجتي تحمل عاداتنا وتقاليدنا التي من بينها احترام حقوق المرأة، وأيضاً أن تكون أماً صالحة وتربي أولادنا تربية تحفظ هويتنا العربية والإسلامية، إضافة إلى هويتنا الكندية، فمزج الثلاث هو أساس استقرارنا في كل جوانب الحياة".
يتزوجوهن من أجل الجنسية
منى الهروس، كندية جزائرية متزوجة من ثمان سنوات، زوجها كندي جزائري تزوجها من الجزائر ثم جاءت للعيش بكندا، تقول الهروس "أفضل للزوج أن يجلب زوجته من بلده الأصلي، لأننا نريد أن نبني أسرة وفق عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، وهو يتحمل مسؤولية الأسرة لحين ما تتأقلم الزوجة وتشاركه في الأمور المالية".
تضيف الهروس، "لكن بالنسبة للبنت لا أفضل أن تجلب زوجاً من بلادها، لأن معنى ذلك أنها هي من ستنفق عليه وتتحمل المسؤولية، وهذا صعب عليها جداً، وكثيراً ما رأيت حالات لصديقات تركهن أزواجهن وتزوجوا عليهن زوجات أخريات، لأن أغلبهم يكون الدافع هو الدخول لكندا والحصول على الإقامة والجنسية، وبعد أن يتحقق له ذلك، يترك زوجته التي أدخلته إلى كندا.
وتوضح المواطنة الكندية، "بالطبع أفضل لابني زوجة من الجزائر عندما يكبر، لكن طبعاً الأمر متروك له في المستقبل وهو سيختار".
تقول الهروس من خلال ملاحظتها للمجتمع العربي في كندا، "أجد أن من تزوج من خارج كندا كثير منهم للأسف فشلت زيجاتهم، لأنهم لم يتعرفوا على بعض بشكل كافي، أو أن الزوجة صعب عليها ترك أهلها وتعيش في بلد آخر وقد تتأقلم معه وربما لا".
عقلية الرجل الشرقي هي السبب
تختم منى حديثها قائلة، "عقلية الرجل الشرقي هي الدافع الرئيس الذي يدفع الكندي من أصل عربي إلى أن يجلب زوجته من خارج كندا".
المستشاره النفسية داليا مصطفى، قالت لـ"عربي بوست"، "إن المرأة التي تعيش في كندا وأميركا تكون أكثر تأقلماً مع الزوج في حياته بكندا، لأنها عاشت هذه الحياة وتربت فيها"
فيما ترى المستشارة النفسية، أن البعض ممن يجلب الزوجة من البلاد العربية، فقد تتأقلم الزوجة مع البيئة وفي أحيان كثيرة يصعب عليها ذلك، وهذا يؤدي إلى قلة فرص نجاح الزيجات للبنات اللائي يتم جلبهن من الدول العربية للزواج في كندا.
وتوضح مصطفى، أن فترة الشهر التي ينزل فيها الزوج لبلده لاختيار الزوجة ليست كافية، إذ إن المرحلة الأولى تكون الانجذاب والتعرف، وبعد ذلك يكون الارتياح والتعود، ففترة الشهر ليست كافية للوصول لهذا.
تقول مصطفى، "البنت التي تربت وعاشت بكندا تفهم جيداً حقوق المرأة، كما أن طبيعة القوانين الموجودة في كندا تحفظ لها ذلك، فهي لن تتنازل عن حقوقها، في الوقت الذي تخيف كلمة حقوق المرأة الكثير من الرجال".
وتشير مصطفى إلى أن 60% من الشباب الذكور من أصول عربية يفضل العودة الزواج ببنت من بلده، وفي المقابل نجد أن 40% يفضل الزواج من بنت عاشت وتربت بكندا، وهذه النسبة آخذة بالتزايد، لأنهم بدأوا يطلعون على أخطاء المجموعة الاولى ويستفيدون منها.
وتوضح مصطفى المشاكل التي تواجهها الزوجة القادمة من بلد عربي، مثل الغربة، والحنين لأهلها ووطنها، صعوبة اللغة، معادلة الشهادة، والتأقلم مع الحياة الجديدة، اختلاف العادات والتقاليد، كلها عوامل قد تؤدي إلى فشل الزواج من زوجة تم اختيارها من البلاد العربية، لذا فإن البعض من الشباب الذكور بدأوا ينتبهون لتلك الأخطاء لذا يحرصون الآن على اختيار الزوجة من كندا.
وتشير المستشارة النفسية، إلى أن المساجد والمراكز الإسلامية والعربية، لا تقيم أنشطة تتيح للأسر التعرف على بعضها البعض، والذي من بينها تعرف الشباب على الشابات في إطار العادات والتقاليد العربية، مما قد يساعد في إيجاد نوع من التعارف بينهم.
تختتم مصطفى حديثها لـ"هافنغتون بوست عربي"، على الشباب والشابات الكنديين من أصول عربية أن يكتشفوا أنفسهم، ما هي قيمهم ومبادئهم، وما هي هويتهم قبل أن يقدموا على الزواج، لأن ذلك سيسهل طريقهم لإنجاح حياتهم الزوجية والأسرية.