بين ركام الحرب في اليمن.. أجواء العيد تعود لعدن

يحاول التاجر محمد مهيوب، على عجل، ترتيب ما بعثره الزبائن خلال عرض بضائعه المقتصرة على الملابس ومستلزمات العيد، في محل تجاري تبدو جدرانه متهالكة بفعل الحرب التي استمرت طوال 5 أشهر في عدن.

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/23 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/23 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش

يحاول التاجر محمد مهيوب، على عجل، ترتيب ما بعثره الزبائن خلال عرض بضائعه المقتصرة على الملابس ومستلزمات العيد، في محل تجاري تبدو جدرانه متهالكة بفعل الحرب التي استمرت طوال 5 أشهر في عدن.

تعويضاً عن خسارة كبيرة

مهيوب كغيره من البائعين اليمنيين يعمل في محله متجاهلاً الفوضى والفجوات التي أحدثتها الانفجارات فيه، فهمه الوحيد، بيع بضاعته للنازحين، الذين عادوا إلى منازلهم، الأمر الذي انعكس بشكل ايجابي على الحركة التجارية، المتوقفة منذ أشهر في المنطقة العتيقة (كريتر) وفي سوقها القديم.

مهيوب يقول في حديثه لـ "عربي بوست" إن "الزبائن يحاولون تعويض أسرهم وأطفالهم عن عيد الفطر الماضي، الذي أحجم الكثير منهم خلاله عن شراء مستلزمات العيد، بسبب ظروف النزوح، وهو ما جعل سوق الملابس يشهد إقبالاً كبيراً حالياً بعكس عادته خلال الأعوام الماضية، على الرغم من ارتفاع أسعارها".

الحرب كانت سبباً لإغلاق ميناء عدن عن العمل مدة 5 أشهر متواصلة، بعد سيطرة الحوثيين عليه، ولكنه عاود ممارسة نشاطه التجاري والاقتصادي في 21 من أغسطس/ آب الماضي، فاستقبل حتى 10 من سبتمبر/ أيلول الجاري قرابة 12 سفينة محملة بـ 17000 حاوية، بمعدل 850 حاوية يومياً، وذلك وفق تصريحات محمد علوي الزربة رئيس موانئ خليج عدن.

من مركز قنص إلى مركز بيع

محلات قليلة لا تتعدى 6 محلات هي التي بقيت أبوابها مفتوحة في سوق "الطويل" المعروف في عدن خلال الحرب، ولقد كانت تغلق أبوابها قبل غياب الشمس، لتتحوّل لأماكن يتمركز فيها المسلحون مستهدفين أي شخص يتحرك ليلاً، وذلك وفق شهادات متعددة لمدنيين في عدن.

إلا أن هذا الوضع تغير تماما اليوم، حيث تشهد المدينة حركة كبيرة وعلى وجه الخصوص هذا السوق الذي يعتبره "معاذ اسماعيل" أحد القاطنين بالقرب منه أنه "مقياس للحركة في المحافظة ككل وخاصة أن له مكانة مميزة لدى العدنيين".

ويضيف "اسماعيل" أن "التجوّل في سوق الطويل خلال الأشهر التي كانت المدينة تقبع خلالها تحت سيطرة الحوثيين مخيف جدا، وخاصة في ساعات الليل المتأخرة لأن أي شخص هدف سهل لرصاص القناص".

وبعد عمليات السهم الذهبي التي أطلقتها الحكومة اليمنية وقيادة التحالف العربي المشترك لتحرير مدينة عدن، التي أنجزت في منتصف يوليو/ تموز الماضي، باتت المدينة التجارية والاقتصادية عاصمة مؤقتة للبلاد.

المحلل السياسي اليمني، عضو مؤتمر الحوار الوطني، زيد السلامي، يرى أن عودة الرئيس وحكومته إلى عدن، تضفي اطمئنانا إلى أهالي المدينة، ويضيف "المدينة ستكون عاصمة للبلاد مثلما كانت طوال الأشهر الماضية، عاصمة المقاومة، وأن الدولة عازمة على إعادة أعمار هذه المدينة وتضميد جراح سكانها، وأن مشروع الدولة موجود".

علامات:
تحميل المزيد