تسجل مدينة نيويورك خطوة مهمة في نضالها من أجل المساواة بين مواطنيها، الخميس 24 سبتمبر/ أيلول 2015، حيث ستغلق المدارس الرسمية للمرة الأولى بمناسبة عيد الأضحى.
رئيس بلدية المدينة الديموقراطي بيل دي بلازيو، أعلن عن هذا القرار في مارس/ آذار الماضي قائلا نريد أن "نعكس بذلك قوة مدينتنا وتنوعها".
وكان دي بلازيو أعلن عن إضافة يومين من العطل بمناسبة عيد الأضحى، وابتداء من صيف 2016، بمناسبة عيد الفطر.
1,1 مليون تلميذ في حوالي 1800 مدرسة في نيويورك سيحصلون على إجازة الخميس، بعد يوم عطلة الأربعاء بمناسبة عيد الغفران اليهودي.
وتغلق المدارس في نيويورك أبوابها الآن بمناسبة عدد كبير من الأعياد اليهودية والمسيحية.
ومنذ إعلان رئيس بلدية المدينة، أضيف يوم عطلة آخر إلى أيام العطل المدرسية، للسنة القمرية الجديدة المعتمدة في الصين وفي عدد كبير من البلدان الآسيوية، وسيحتفل به 8 فبراير/ شباط 2016.
ليندا صرصور عضو الاتحاد من أجل إجازات الأعياد المسلمة في المدارس، والأم لـ3 أولاد، قالت إن إقرار هذا اليوم عطلة يعد انتصار كبير.
وأعلن الإمام شمسي علي مدير "مركز جامايكا المسلم" في حي كوينز أنه بصفته إماما ورب عائلة، يشعر بسعادة كبيرة لتطبيق القرار.
وأضاف أعتقد أن هذا النوع من السياسة سيساهم في حمل المسلمين على الشعور بالانتماء.
وكان الأهالي المسلمون يواجهون مشكلة حتى الآن: إما إبقاء أولادهم في المنزل، وهذا يعني حرمانهم من يوم دراسي، أو إرسالهم إلى المدرسة، وهذا يعني ألا يحتفلوا بالعيد.
ويشكل الأطفال المسلمون أقل بقليل من 10% من تلامذة المدارس الرسمية في نيويورك، كما تقول السلطات.
ويعيش ما بين 7 و10 ملايين مسلم في الولايات المتحدة، منهم حوالى مليون في نيويورك.
ولا تعتبر نيويورك سباقة على هذا الصعيد، فبعض المدارس في ولايات فيرمونت وماساشوستس ونيوجيرزي وجميعها في شمال شرق الولايات المتحدة تغلق في أعياد المسلمين.
ومنذ بضع سنوات، كان قادة الجالية المسلمة في نيويورك يطالبون بأيام العطل هذه، ويأمل البعض في أن يساهم أخذ أعياد المسلمين في الاعتبار في مكافحة الخوف من الإسلام.
وقالت صرصور إن "هذه الفترة متوترة جدا، فلا يستطيع أحد أن يتحدث عن الإسلام من دون أن يربطه بالإرهاب".
ففي 8 سبتمبر/ أيلول، انهال شاب بالضرب المبرح على أميركي من السيخ قرب شيكاغو، لأنه اعتبره "إرهابيا" بسبب سواد بشرته وعمامته.
وفي ديترويت، رفضت السلطات المختصة اعطاء رخصة لبناء مسجد، وفي تكساس، اعتقل مسلم في 14 من عمره، ابن مهاجرين سودانيين، لأنه صنع ساعة حائط ظن معلموه أنها قنبلة.
وتسبب أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة، بن كارسون، هو جراح أعصاب أسود متقاعد، بمزيد من التوتر أيضا، عندما أكد في نهاية الأسبوع أن المسلم لا يمكنه أن يكون رئيسا للولايات المتحدة.
وقال إبراهيم هوبر المتحدث باسم "مجلس العلاقات الأميركية-الإسلامية"، وهو أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، إن يوم العطلة الممنوح للتلامذة في عيد الأضحى، يأتي في الوقت الملائم "في هذا المناخ المشحون بالمشاعر المعادية للمسلمين ويؤججه الخطاب المعادي للمسلمين".