نقاد هوليوود يجلدون فيلماً بطله “إيموجي”، فهل سيؤدي للوقيعة بين الآباء وأبنائهم؟

إذا كنت من عشاق الإيموجي فقد يسعدك أن تعلم أن هوليوود صنعت لك فيلم رسوم متحركة جديداً بطله "إيموجي".

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/02 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/02 الساعة 12:13 بتوقيت غرينتش

إذا كنت من عشاق الإيموجي فقد يسعدك أن تعلم أن هوليوود صنعت لك فيلم رسوم متحركة جديداً بطله "إيموجي".

لكن قد تصاب بالإحباط قليلاً من تقييمات الفيلم الذي قوبل بآراء متضاربة غلب عليها النقد السلبي، إذ رأى كثيرون أنه غير ممتع بالنسبة للكبار الذين أصبحوا جمهوراً مهما لمثل هذه الأفلام.

ولكن قد يكون الأمر مختلفاً بالنسبة للأطفال الذين قد يستمتعون بفيلم The Emoji Movie المثير للخيبة أكثر من الجدل، ويبدو أن الفيلم سيؤدي للوقيعة بين الآباء وأبنائهم.

وتزعم التقييمات الأولية للفيلم إلى أنَّ المشاهدين قد يستمتعون بالرموز التعبيرية، أو ما يُعرَف برموز الإيموجي، الموجودة على هواتفهم الذكية أكثر من استمتاعهم برموز الإيموجي التي تصوَّر على الشاشة الكبيرة، حسب تقرير لموقع Hollywood Reporter.



وينهمر النقد كالسيل على فيلم The Emojie Movie للمخرج توني ليونديس، وهو الأمر لا يبدو جيداً بالنسبة لفيلم الرسوم المتحركة الكوميدي.

ويتتبَّع الفيلم مغامرات جين، وهو إيموجي لديه قدرة غير عادية لإظهار أو التعبير عن عدد لا متناه من المشاعر، وذلك في أثناء سعيه لأن يصبح رمزاً تعبيرياً "عادياً". وقام بأداء هذا الدور صوتياً الممثل تي جي ميلر، بطل مسلسل Silicon Valley.

مزيج رائع يؤدي للغباء!




ووفقاً لجون ديفور، الناقد بموقع Hollywood Reporter، فإنَّ أي مقارنة مع أي فيلم رسوم متحركة مماثل كفيلم The Lego Movie أو فيلم Inside Out، لن تؤتي أكلها هنا.

فيقول: "إذا حصلت على المزيج الأمثل من الإلهام والذكاء والفنانين الموهوبين، فبإمكانك تحويل أي شيء في غاية الغباء إلى فيلم ممتع. بيد أنَّ فيلم The Emojie Novie للمخرج توني ليونديس، ما هو إلا شيء في غاية الغباء، ولا يقترب تماماً من هذا المزيج السحري. إنَّه يتمتع بالسرعة والألوان الكافية لجذب الأطفال الصغار، لكنَّه لا يقدم أي شيء للآباء".

وقد وجد ديفور مشكلةً خاصة مع سيناريو الفيلم، الذي وصفه بأنَّه "غير مقنع على نحوٍ غريب".

ويقول إنَّ الحوار أكثر حتى ضعفاً عندما يُصوِّر كُتَّاب الفيلم الثلاثة حياة أليكس، طالب المدرسة الثانوية الذي يمتلك الهاتف الذي يسكنه الإيموجي "جين".

وأردف قائلاً "يا إلهي، لم يتمكنوا حتى من الإتيان بمزحةٍ جديدة حول إيموجي كومة البراز "poop icon" الذي يظهر بالفيلم".

ويخلص ديفور إلى أنَّه في حين "لم يكن الفيلم دوماً إبداعياً أو مهضوماً"، إلا أنه لابد أنَّ المشاهدين الأصغر سناً لايزالون يستمتعون به.

ويكتب: "ولكن حتى مع هذا، سيقضي بعض البالغين في السينما وقتاً صعباً محافظين فيه على شعورهم غير المبالي المستمر الذي واجه جين صعوبةً معه".

ومن جانبه، كتب فاديم ريزوف، الكاتب بموقع A. V. Club، والذي وصف الفيلم بأنَّه "نسخة أقل جودة كثيراً من فيلمInside Out، تدور أحداثها داخل هاتف ذكي"، إنَّ "الحبكة ما هي إلا مجرد ذريعة للقفز من تطبيقٍٍ إلى آخر؛ إذ يعج الفيلم بالقفز ما بين تطبيقات "كاندي كراش – Candy Cruch،وي تشات – WeChat،جاست دانس- Just Dance، إنستغرام،سبوتيفاي – Spotify، وتطبيق دروب بوكس – Drop Box (من أجل الأطفال)".

هل يحاول التسويق للتطبيقات؟




وحسبما يرى ريزوف، فإنَّ فيلم The Emojie Movie يُعد "نقطة انطلاقٍ أكثر ضعفاً حتى من فيلم الرسوم المتحركة الأخير The Angry Birds Movie من إنتاج شركة سوني بيكتشرز للرسوم المتحركة"، وفي نهاية المطاف، "ربما لم تكن هناك إمكانية أبداً لإخراج نسخةٍ أكثر قبولاً من هذا الفيلم، نسخةٍ يشعر أحدهم بالشغف حيال تقديمها لأسبابٍ تكون فنية".

وبدورها، تُعبِّر إيميلي يوشيدا، الناقدة بموقع Vulture، هي الأخرى عن رأيها بصراحة دون أية مواربة، واصفةً الفيلم بأنَّه "أحد أكثر الأفلام التي رأيتُها كآبةً وإرباكاً، وهو ليس فيلماً مُخصَّصاً للأطفال كما يُفترض أن يكون".

كما وجدت يوشيدا مشكلةً تتعلَّق بالتسويق الصارخ للتطبيقات في الفيلم، فقالت: "بلى، الجوهر الحقيقي لفيلم The Emojie Movie لا يمت بأي صلةٍ لرموز الإيموجي نفسها، فكل ما يتعلَّق به الفيلم هو الحديث عن التطبيقات التي لديها مكانة تسويقية رئيسية في خدمة جوجل أدووردز Google Adwords".

البلاهة العصرية



ويوضح غلين كيني، الناقد بصحيفة NY Times، أنَّ "هوليوود، ولفترةٍ طويلة، كانت تروِّج للفكرة القائلة بأنَّ البلاهة العصرية يمكن أن تبدو أخف وطأة، عن طريق تلميعها باستخدام مظهرٍ لامع برَّاق والاستعانة بالفنانين والكتاب الموهوبين.

ويستدرك قائلاً "ولو أنَّي لا أثق كثيراً في صحة تلك المقولة فإنه يبدو، أنَّ فيلم The Emojie Movie بالفعل يأخذ هذا المفهوم خارج إطار المصداقية".

وجاءت مراجعة سكوت ميندلسون، الناقد بمجلة Forbes الأميركية، أقل حدة نوعاً ما، قائلاً: "سأكذب إن ادَّعيت أنَّ فيلم The Emojie Movie عمل سينمائي مغمور ومكروه. فهو خفيف بصرياً، وذكي أحياناً، ولا يُسبِّب أي مشكلة نسبياً. لكن مع ذلك يبرز شعورٌ بأنَّه يخشى الذهاب إلى حيثما يريد الذهاب"، حسب تعبيره.

ويوضح ميندلسون أنَّ القصة تبدو وكأنَّها "حكاية رمزية ذات مغزى واضح تماماً للشباب الصغار المرحين الذين يكافحون داخل خزانة في عالمٍ من شأنه أن يقضي عليهم حال اقترافهم الخطأ قولاً أو فعلاً.

غير أنَّ الفيلم "يفقد الزمام" في نهاية الأمر عندما ينجرف نحو "نهج الفيلم النمطي"، وخلُص ميندلسون إلى أنَّه "بالوضع جانباً قيم فيلم The Emojie Movie باعتباره ينتمي إلى أفلام الخيال الضمني التي تحمل رسالة ضمنية، فإنَّه فيلمٌ مسلٍ على مستوى سطحي".

كلام النقاد والأرباح المالية


الجدير بالذكر أن كل هذا النقد السلبي لم يمنع نجاح الفيلم من الناحية التجارية، فقد حقق العمل في أول عطلة نهاية أسبوع أرباحًا تعادل ما حققه فيلم Dunkirk للمخرج البريطاني كريستوفر نولان في أسبوع كامل، وذلك حسب تقرير موقع Forbes الذي جاء فيه رصد للأفلام المعروضة في ذات القترة.

علامات:
تحميل المزيد