اعتمد الكثير من الكُتاب على أحداث حقيقية في كتابة أعمالهم، فمنهم من يذكر الزمان والمكان بشكل مباشر، وهذا لا يعيبهم في شيء، لكن هناك من فضل أن يبتكر مكاناً خاصاً تدور فيه أحداث الرواية التي يكتبها، فظهر لنا ما يُعرف بالمدن الخيالية، والتي تُعد عالماً خاصاً له مقوماته التي يمنحها لها الكاتب.
في هذا التقرير رصد لأشهر المدن الخيالية، والتي نتمنى أن تكون حقيقة حتى نستطيع زيارتها.
أرض العجائب – wonder land
ظهرت في رواية "أليس في بلاد العجائب" للكاتب لويس كارل أو تشارلز دودجسون عالم الرياضيات الإنكليزي، عام 1865.
تدور أحداثها حول أليس الفتاة الصغيرة، التي تتبع أرنباً كان يتحدث مع نفسه بالحديقة، فتسقط خلفه في الجحر حتى تصل إلى مدينة تحت الأرض تعرف بمدينة العجائب، وفيها تدخل عالماً يضرب بكافة قوانين الفيزياء والطبيعة عرض الحائط.
ففي أرض العجائب، تعيش أليس مغامرة عجيبة، في بلاد مكسوة بالغابات، وبيوتها مميزة، مع مجموعة من الحيوانات الغريبة الاستثنائية التي تمتلك قدرة على التحدث، هذا إلى جانب تميز الرواية بأنها ساخرة في طبيعتها، مما يجعل الكبير قبل الصغير يحلم بأن يعيش فيها.
هوغسميد – Hogsmeade
هي القرية التي يعيش فيها السحرة فقط، والتي نسجتها من الخيال ج. ك. رولينج، الكاتبة البريطانية في سلسلة روايات هاري بوتر الشهيرة، وتمتاز تلك القرية بأنها يمنع فيها دخول أي أشخاص غير السحرة.
هوغسميد عالم مغلق يعيش فيه السحرة معاً، وتحتوي على البيوت والمتاجر والحانات الخاصة بهم، وهذا يجعلها مكاناً غير مسموح بزيارته للطلاب في مدرسة هوغوورتس إلا بإذن كتابي، لذلك يتمنى الكثير لو كانت تلك المدينة حقيقة، بهدف تملك الأدوات والكتب الخاصة بالسحر، والعيش على طريقتهم ومعرفة حياة السحرة عن قرب.
مدينة الزمرد – The Emerald City
في الكتاب السادس من سلسلة قصص أوز، للروائي الأميركي فرانك بوم، والذي حمل اسم مدينة الزمرد في أوز، الصادر عام 1910، تمتاز بأنها عالم مليء بالألوان، يعيش فيه السحرة والأقزام والكائنات العجيبة.
هذا العالم بطلته الفتاة دوروثي وكلبها توتو، الذي يحملهما إعصار من منزلها بولاية كانساس الأميركية إلى أرض أوز، وهناك ينصحها الأقزام الطيبون بالذهاب لساحر أوز العجيب في مدينة الزمرد.
وفي طريقها لإيجاده، تتعرف على خيال المآتة ورجل القصدير والأسد الجبان، الذين يساعدونها في تخطي عقبات الطريق، وعندما تجده تكتشف أنه شخص حكيم وليس ساحراً، وما يميز عالمها هو روح التعاون والصداقة بين سكان المدينة.
مملكة نارنيا – Narnia
هي ذلك العالم الساحر الخلاب المفعم بالصراع بين الخير والشر في سلسلة روايات سجلات نارنيا، والتي تتكون من 7 أجزاء للروائي الإنكليزي سي. إس. لويس.
تلك الملحمة الخيالية تدور في عالم يوجد فيه السحر والسحرة والمخلوقات الأسطورية، والحيوانات المتكلمة والسفن والقلاع والسيوف، بالإضافة إلى عجائب البحر الساحر، وعادات وألعاب سكانه، والتي تدفع الجميع أن يتمنوا دخول خزانة الملابس مع الأطفال الأربعة، الذين عاشوا فيها وتعرفوا على الملك الحكيم "الأسد أسلان".
الأرض الوسطى – Middle-earth
عالم الأرض الوسطى، ذكره الروائي البريطاني ج.ر.ر. تولكين في سلسلة روايات الهوبيت وسيد الخواتم.
يمتاز بتنوع الأجناس، واللغات، والثقافات، حيث نجد البشر والجن والأقزام والأوراك والغوبلن والغيلان وغيرها من المخلوقات العجيبة، هذا إلى جانب طبيعته الجغرافية الساحرة، وهيئة المنازل والقلاع فيه.
أيضاً، المغامرات التي تدور على تلك الأرض، والصراع بين الخير والشر، وفكرة العمل الجماعي من أجل تحقيق الهدف، تدفع الكثير أن يتمنى العيش في تلك الأرض.
قارتا ويستروس وإيسوس – Westeros and Essos
هما المكان الذي تدور فيه أحداث سلسلة رواية أغنية الثلج والنار للروائي الأميركي جورج مارتن، الذي يمنح القارئ وجبة دسمة في التاريخ والجغرافيا.
استطاع مارتن كسر كافة قواعد الكتابة الخيالية (الفانتازيا)، وذلك عندما تحدث عن مخلوقات سحرية عجيبة؛ مثل السائرين البيض والتنانين، والصراع بين الممالك من أجل العرش، بالإضافة إلى العادات والتقاليد الخاصة بالأجناس الموجودة في الرواية، ونمط معيشتهم وأزيائهم، حيث نجد بعضهم يفضل تناول الفواكه عن اللحوم.
كما أن قارة ويستروس تتشابه مع جزيرة المملكة البريطانية، ويوجد جدار كبير عند المنطقة الشمالية لها، وتنشر فيها السلاسل الجبلية، وتعيش فيها الممالك السبع، التي تحكي ملحمة ليس لها مثيل في أي رواية أخرى.
مملكة روريتانيا – Ruritania
هي مملكة خيالية في وسط أوروبا، ابتكرها المؤلف البريطاني أنتوني هوب، وظهرت في ثلاثية سجين زندا، وتحكي عن الحياة السياسة والاجتماعية في أوروبا قبل منتصف القرن التاسع عشر.
وروريتانيا، تمتاز بأنها ذات طبيعة خلابة، تنتشر فيها القلاع، ويعيش فيها الملوك والأمراء، والخونة والفرسان الشجعان، الذين يحاربون الدسائس والمؤامرات في البلاط الملكي.
حارة الجبلاوي
في رواية أولاد حارتنا، للكاتب المصري نجيب محفوظ، يحكي قصة الجبلاوي، الذي بنى لنفسه بيتاً في الخلاء وأسس حارة حملت اسمه، وعاش فيها أبناؤه جيلاً بعد جيل.
وفيها يسرد الصراع بين الخير والشر، ورغبة أبناء الجبلاوي في القضاء على ظلم الفتوات، ونشر العدل بين الناس، والحق والسعادة، حتى تكون تلك الأخلاق النبيلة هي السائدة فيما بينهم، وهي تلك الحياة التي يحلم بها كل إنسان.
حارة عاشور
تجربة أخرى لنجيب محفوظ في رواية ملحمة الحرافيش، تمزج بين الرمزية والتصوف بعد رواية أولاد حارتنا، حيث يستعين بالحارة كنموذج مصغر للعالم، بكل ما فيه من خير وشر، وسعي الإنسان الدائم للخلاص من كافة صور الشر، ورغبته في الوصول إلى عالم يكون فيه مستقراً نفسياً بعيداً عن الصراعات.
فمن خلال عشر حكايات، متصلة، يسرد فيها سيرة عائلة عاشور الناجي في عالم الفتوات داخل الحارة، وتفاعل الأجيال المتعاقب مع الأحداث الجارية فيها، يؤكد أن طريق النجاة للإنسان في هذه الحياة يجب أن يكون من داخله، وأن الحق دائماً قوي بثبات صاحبه عليه، ودفاعه عنه، ورفضه للظلم حتى وإن كان واقعاً على غيره.