تحظى شاحنة صهريج مياه باستقبال الأبطال لدى وصولها إلى مخيم شاسع للاجئين في منطقة ريفية شمال حلب.
فالأطفال يهرولون خلفها على طريق ترابي وهم يمنون أنفسهم برشفة ماء غير آسن.
ووصف نازح من سكان المخيم القريب من الحدود التركية الحالة التعسة التي يعيشها سكان ذلك المكان الكئيب فقال أبو عمر "نحن بحاجة للماء ولكن ما في ماء.
الأولاد يذهبون ثلاثة أربعة كيلومتر بناء على كلمة في ماء ، وما في ماء. نذهب كيلومتراً من أجل التواليتات (الحمامات) فهو بعيد عنا.
ويضيف بلهجته السورية "مياه نغسل حمامات نحمم الأولاد ما في. بالطشت بيحمموهم هاي ما هي عيشة".
مليونا شخص
وتفيد الأمم المتحدة بأن نحو مليوني شخص في حلب لا يحصلون على ماء نقي وعُرضةً للإصابة بأمراض بسبب ذلك.
كما أن هناك حاجة لتوصيل إمدادات غذائية وطبية ولوصول فنيين من أجل إصلاح شبكات الكهرباء التي تشغل محطات ضخ المياه، التي تعرضت لأضرار جسيمة في الهجمات التي استهدفت حلب في وقت سابق من شهر أغسطس/آب 2016.
وناشد نازح آخر يدعى محمود الخالد ويعيش مع عائلته في المخيم العالم من أجل مساعدتهم فقال "الماء بعيد ولا يأتينا، والمياه المتوفرة فيها أمراض كلسية. لا تصلح للشاي ولا للشرب.
وأضاف أنها تسببت في إصابة الأطفال بالإسهال، وجراء هذا الوضع فإن سيارات الإسعاف تنقل المصابين للمشفى طول الليل".
الأطفال
وقال كريستوف بوليراك وهو متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن الأطفال الصغار على وجه الخصوص عرضة للإصابة بأمراض الإسهال وغيرها من الأمراض التي تنتقل عن طريق الماء بسبب تلوثه مع اعتماد سكان المخيم على ماء يستخرجونه من آبار "يحتمل أن يكون ملوثاً بالبراز وغير آمن للشرب".
وتقدر الأمم المتحدة أن ما بين 250 ألف شخص و275 ألفاً حوصروا في شرق حلب في أعقاب إغلاق طريق الكاستيلو، وهو الطريق الوحيد الذي يؤدي للمناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة من حلب في يوليو/تموز2016.
وكثفت طائرات حربية روسية وسورية ضرباتها الجوية للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب منذ حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في شهر يوليو/تموز 2016 حيث نجحوا في كسر حصار تفرضه القوات الحكومية على مناطقهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القتال داخل وحول حلب تسبب في مقتل 448 مدنياً منذ بداية شهر أغسطس/آب 2016.