كشفت الممثلة البريطانية كيت وينسلت، أنها لا تعرف وزنها الحقيقي، لأنها ببساطة لم تزن نفسها منذ أكثر من 12 عاماً، وهو ما ينصح به العديد من خبراء اللياقة البدنية الذين يرغبون بشدة أن يتخلص الناس من الميزان الذي لا يخلو منه أي بيت.
وقالت كيت في معرض حديثها عن أحد مشاهد فيلمها الجديد The Mountain Between Us، وهو من إخراج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والذي تطلب بحسب ما نشر موقع "عربي بوست" أن يسحبها بطله ومواطنها إدريس إلبا من تيار مائي لإنقاذها "كان الأمر صعباً عليه للغاية. وأنا لا أعرف كم أزن، فلم أزن نفسي منذ 12 سنة. وذلك هو الأمر الأهم".
Idris Elba and Kate Winslet are stranded survivors in 'The Mountain Between Us' trailer. Watch: https://t.co/i4l8Ypdxne pic.twitter.com/t7aIzXdbOa
— Yahoo Entertainment (@YahooEnt) June 4, 2017
وحتى يعلم الناس كيف تغير جسد الممثلة الهوليوودية، فما عليهم سوى المقارنة بين أبرز أفلامها، حين لعبت دور روز في فيلم تيتانك عام 1997، والآن حيث انتقل قياس ملابسها من 10 إلى 14 مروراً بـ 12 على مدى العقدين الماضيين.
الجدير بالذكر أن وينسلت في عمر الـ16، كانت تعاني من السمنة المفرطة حيث كان وزنها 85 كيلو غراماً، حتى أنها قالت خلال كلمتها في حفل جوائز "البافتا" عام 2016، أن معلم الدراما الخاص بها أخبرها وهي في عمر الرابعة عشر بأنها ستؤدي أدوار الفتاة السمينة فقط.
وأضافت في كلمتها على المسرح أن هوليود تسعى لتأسيس جيل يعاني من فقدان الشهية والاضطراب الغذائي، ولكنها بالرغم من ذلك خضعت في بدايتها الفنية لريجيم قاس لفقدان الكثير من الوزن قبل فيلمها الأبرز "تيتانيك" الذي شاركت بطولته مع ليوناردو ديكابريو وحقق نجاحاً غير مسبوق على مستوى العالم.
رأي الاختصاصيين
صحيفة Independent البريطانية أفردت تقريراً لبحث صحة النهج الذي تتبعه الممثلة التي تعتبر من أنجح بنات جيلها في هوليوود، والتي تخالف الصورة النمطية للممثلات اللاتي يتبعن الحمية ويراقبن أوزانهن بشكل مرضي، مؤكدة من خلال البحث أن العديد من خبراء اللياقة البدنية أيدوا إمكانية الحفاظ على اللياقة البدنية والمرونة الجسدية دون محاولة إنقاص الوزن، "لذا فإنَّ كيت قد تكون محقة في ما تفعله" حسب التقرير.
المدرب الرياضي ريتش تيدمارش، وهو أحد المدربين الشخصيين لنخبة الرياضيين والنجوم في العالم قال لـ Independent "لا ينبغي عليك أن تفقد الوزن، بل الأمر الأمثل هو أن تحتفظ بوزنك في حين يقل حجمك".
فالبحث يقول أنه إذا كنت ترغب في الحصول على صحة أوفر، يجب عليك إذن زيادة العضلات وفقدان الدهون، وبالتالي تصبح أصغر حجماً، لكن ليس بالضرورة أخف وزناً.
العضلات أكثر كثافة من الدهون، ومن هنا أتى القول المأثور بأنَّ "العضلات تزن أكثر من الدهون": فرطلٌ واحد (0.45 كجم) من الدهون يأخذ مساحة أكبر بكثير من رطل من العضلات.
فيما أوضح المدرب الشخصي نيكولا أديسون أنَّ "كثافة العضلات تبلغ ثلاثة أضعاف كثافة الدهون (ولذلك تصبح أثقل)".
وأضاف: "لكنَّ الوزن ذاته من الدهون سيشغل في الجسم مساحة أكبر مما يشغله نفس الوزن من العضلات بنسبة 19%. ولهذا، فإنَّنا (ومعظم خبراء اللياقة البدنية) نوصي باستخدام شريط قياس للحجم بدلاً من الميزان في كل مرة!"
وتكمن المشكلة في أنَّنا مصابون بهوس الأرقام الظاهرة على الميزان.
لكن مع ذلك، ووفقاً لخبير اللياقة البدنية والتغذية غاف غليبراند، فإنَّ الميزان يُعد الوسيلة الأقل فعالية لتقييم التقدم الذي تحرزه حين يتعلَّق الأمر بفقدان الدهون في الجسم.
ويقول إنَّه من الأفضل التركيز على ثلاثة عوامل أخرى:
1. أبعاد الجسم وقياسه
2. الدهون في الجسم
3. الأداء
وأوضح في حديثٍ له مع الصحيفة "بمقدور أي شخص أن يحد من السعرات الحرارية و"يفقد الوزن"، مضيفاً أنَّ "معظم الوزن المفقود في الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى خسارة الوزن بطريقة سريعة يأتي من فقدان الماء والعضلات".
ويعتقد أنَّه عوضاً عن النظر إلى الرقم الظاهر على الميزان، ينبغي علينا أن نحاول تحسين أدائنا، مثل القيام بزيادة عدد التمرينات أو زيادة الأوزان في كل تمرين.
ويقول غاف: "ركِّزوا على بناء العضلات وعلى أن تصبحوا أقوياء"، ويضيف: "فهذا، جنباً إلى جنب مع اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من البروتين، والدهون المفيدة، والكربوهيدرات ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، هو المفتاح لاستمرار فقدان الدهون في الجسم".
لكن على مدى عقود، انتابتنا حمى الحديث عن فقدان الوزن. ونحن بحاجةٍ إلى تغيير ذلك الحديث.
ومن جانبه، قال ديفيد فالنتين جونز، مالك شركة Sculpt Fitness للياقة البدنية "بصفتي مالكاً لشركةٍ ناجحة للتدريب الشخصي في لندن، فإنَّ أحد أكثر الأهداف التي يطلبها مننا العملاء شيوعاً خسارةُ الوزن، غير أنَّ ما يرغبه 99% منهم حقاً هو تغيير شكل جسدهم، كأن يحصلوا على معدةٍ مُسطَّحة وفخذين أصغر على سبيل المثال".
ومن ثَمَّ، فنحن بحاجة إلى إعادة التفكير من جديد في مسألة كون فقدان الوزن هو الغاية التي نرمي إليها.
وكما يشير المدرب الشخصي توم مانز، عندما يعرب الناس عن رغبتهم في إنقاص الوزن، يكون ما يعنونه حقاً هو فقدان الدهون. لكن مع ذلك يكون كل ما نتحدث بشأنه هو فقدان الوزن.
أحد المتدربين لدى توم مانز يبدو بجسد صحي دون فقدان الوزن بعد التدريب
ويتفق توم على أنَّ الأشخاص الذين يعانون من زيادةٍ مفرطة في الوزن أو البدناء سيرون أنَّ الرقم الظاهر على الميزان ينخفض بمجرد أن يبدأوا التدرُّب، لكن بالنسبة لمعظم الناس، سيبقى وزن الجسم "على حاله ربما، أو لن يتغير جذرياً".
وأوضح لصحيفة Independent أنَّه "يتعامل مع عملائه ممن يرغبون في تقليل حجمهم وفقدان بعض الدهون عن طريق استخدام أسلوب عرض الصور قبل/بعد. فهذا يمنح صورة أفضل عما إذا كانوا يفقدون الدهون أم لا".
ويُوضِح جونز قائلاً إنَّ "الأمر الذي لابد أن نتذكَّره حول التركيز فقط على الميزان من أجل تتبع النتائج هو أنَّ الوزن سيتأرجح بشكل طبيعي صعوداً وهبوطاً من يوم إلى آخر اعتماداً على عوامل عدة، منها في المقام الأول احتباس الماء في الجسم".
ويستطرد: "وهذا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج مضللة بالنسبة للأشخاص الذين بدأوا في سعيهم لإنقاص أوزانهم، وانهمكوا في ممارسة الرياضة بشكل جدي، فضلاً عن التحكم في الطعام طوال الأسبوع فقط ليجدوا بعد ذلك أنَّ وزنهم زاد بمقدار رطل، وهي على الأرجح زيادة ناتِجة عن الماء".
لكن في نهاية المطاف، لا ينبغي على أي حال أن ينصبّ جل العمل على فقدان الدهون فحسب؛ فثمة الكثير من الفوائد الأخرى لممارسة الرياضة التي تذهب إلى ما هو أبعد من الفوائد الجمالية لشكل الجسم.
فيوضح مانز: "إن حافظتم على لياقتكم وصحتكم، فمن المحتمل أن تعيشوا لفترةٍ أطول، وينخفض ضغط جسمكم، وتزيد كثافة عظامكم، ويقلل التوتر لديكم، وتتعزَّز ثقتكم، ويتحسَّن نومكم، وتزيد شهيتكم".
وختاماً، فإنَّ مراقبة وزنك ليست بالضرورة أمراً سيئاً، وعلى حد قول جونز، فإنَّ أفضل نهج هو أن تزن نفسك مرة واحدة كل أسبوعٍ أو أسبوعين على الأكثر، في نفس التوقيت من اليوم وعلى نفس الميزان، لكن عليك التوقُّف عن الهوس بشأن فقدان الوزن.
ففقدان الدهون وتحسين الصحة هي أهدافٌ أفضل بكثير.