يتواجه المرشحان للرئاسة الأميركية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2016، في أول مناظرة تلفزيونية تشكل تحدياً معقداً للمرشحة الديمقراطية التي ستكون في مواجهة خصم لا يمكن توقع سلوكه ويعتبر شخصية استعراضية أكثر مما هو ممسك بالملفات.
والتحدي أكبر بالنسبة لكلينتون، لا سيما وأن نتائج استطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى فوزها أصبحت متقاربة جداً قبل أقل من 7 أسابيع من انتخابات 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
وسيتابع عشرات ملايين الأميركيين المناظرة التي تستمر 90 دقيقة وتنظم في جامعة هوفسترا قرب نيويورك، ويمكن أن تحطم الأرقام القياسية من حيث نسبة المتابعة.
تحدٍّ لكلينتون
ويرى خبراء أن التحدي بالنسبة لكلينتون التي تحظى بخبرة واسعة لكن لا تثير حماسة كبرى، أعلى مما هو عليه بالنسبة لترامب الشعبوي المعتاد على الأدلاء بأقوال تثير الصدمة ولا يتوقع منه أحد أن يكون مطلعاً بشكل جيد على ملفاته.
ووزيرة الخارجية السابقة وعضو مجلس الشيوخ سابقاً والسيدة الأميركية الأولى سابقاً البالغة من العمر 68 عاماً، أُضعفت في الآونة الأخيرة من جراء إصابتها بالتهاب رئوي وتعتبر بمثابة استمرارية لرئاسة باراك أوباما.
وقد حضرت كلينتون ملفاتها بشكل دقيق واستعدت عبر التدرب على مناظرات وهمية وقامت بدراسات معمقة للمناظرات التي قام بها خلال الانتخابات التمهيدية فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنها وصلت إلى حد الاستعانة بأطباء نفسيين لدرس شخصية ترامب من أجل الاستعداد بشكل أفضل لمواجهته.
وقالت كلينتون في نهاية آب/أغسطس خلال حفل جمع أموال في هامبتونز بولاية نيويورك "لا أعلم أي دونالد ترامب سيكون موجوداً. قد يحاول أن يعطي لنفسه ميزات رئاسية كما أنه يمكن أن يأتي ويحاول توجيه الإهانات لتسجيل نقاط".
لكن المناظرة ستكون معقدة بالنسبة لكلينتون. وقالت ويندي شيلر الخبيرة السياسية في جامعة براون إن "أنصارها يريدونها أن تواجهه بشكل مباشر وأن تثير غضبه وأن تدفعه إلى فقدان صبره".
وأضاف "لكن الناس يتوقعون أيضاً أن تتحلى بالصفات الرئاسية ما يعني أن تكون متحفظة ومهذبة، وقد لا تكون هذه الاستراتيجية الأفضل للفوز بمناظرة".
وبعد إصابتها بالتهاب رئوي "سيكون عليها أيضاً أن تثبت أنها في صحة جيدة ودينامكية ومستعدة للقيام بحملتها بشكل شفاف" كما تضيف جنيفر لوليس الخبيرة في الجامعة الأميركية.
مناظرة منحازة؟
العبء قد يكون أخف على ترامب (70 عاماً) المرشح غير التقليدي والمندفع والذي لا يحظى باحترام كبير لدى قاعدة الحزب الجمهوري ولم يمارس قط أية مهام سياسية. هو لم يواجه قط ضغوط مثل هذه المناظرة لكن الظهور تحت الأضواء لا يثير قلق ترامب، النجم السابق لبرنامج تلفزيون الواقع.
وقالت شيلر "يجب عليه تذكير الجمهوريين بأنه جمهوري وبأنه سيكون رئيساً جمهورياً.
من جهتها قالت لوليس "يجب عليه أيضاً أن يظهر أنه يتمتع بالأطباع التي تخوله أن يكون رئيساً" مضيفة "يجب ألا ينجر إلى الغضب أو أن يهاجم هيلاري كلينتون. ويجب أيضاً أن يكون دقيقاً أكثر بالنسبة لسياسته".
وحذر ترامب في حديث مع شبكة "فوكس نيوز" بالقول، "سأعاملها باحترام كبير، إذا قامت بالمثل"، مضيفاً "لكنني سأنطلق من فكرة أنني أريد أن أعاملها باحترام كبير".
من جهته أكد المستشار الإعلامي لهيلاري كلينتون بريان فالون لشبكة "إم إس إن بي سي" أنها "لن تسعى إلى استفزاز دونالد ترامب" مضيفاً "ستثبت أنها ممسكة بملفاتها وأن لديها السلطة والقوة لكي تكون قائدة أعلى للقوات المسلحة".
لم يكشف دونالد ترامب عن استعداداته، لكنه وجه استمارة إلى أنصاره عبر البريد الإلكتروني طلب فيها مساعدتهم.
وبين الأسئلة الـ30 التي طرحها: ما هي المواضيع التي يريدون التطرق اليها، وهل يجب عليه أن يستخدم عبارة "هيلاري الفاسدة" وأي خطوط هجوم يفضلونها؟ (السياسة الخارجية أو الهجرة أو البريد الإلكتروني أو حول مؤسسة كلينتون).
وكتب "سأظهر على الشاشة لكي أكون صوتكم. هذه المناظرة هي معركة بين الشعب الأميركي والآلة السياسية التي تمثلها هيلاري كلينتون الفاسدة".
والمناظرة، الأولى من سلسلة 3 مناظرات على 3 أسابيع، ستنظم حول 3 مواضيع: قيادة أميركا والازدهار والأمن.
وسيدير المناظرة الصحفي ليستر هولت (57 عاماً) الشخصية التي تحظى باحترام شديد، ومقدم نشرة الأخبار المسائية على شبكة "إن بي سي" الأوسع انتشاراً في الولايات المتحدة.
وسبق أن عبر المرشح الجمهوري عن مناظرة منحازة ضده. وقال مساء الإثنين لشبكة "فوكس نيوز"، "ليستر ديمقراطي. إنهم جميعاً ديمقراطيون". وقبل أيام طالب بمناظرة بدون إعلامي يديرها معتبراً من الآن أنها "ملفقة".