يعتقد بعض الأزواج أنه من الأفضل إخبار بعضهما بعضاً بكل شيء؛ لأن ذلك يُعد علامة على الثقة المتبادلة، بينما يرى أزواج آخرون أن للانفتاح حدوداً.
فأي الفريقين على صواب؟ وما الموضوع الذي يجب أن تشارك شريك حياتك الحديث عنه وما الذي يجب تجنبه؟
هذه الأسئلة يجيب عنها تقرير نشر على موقع Good House الروسي، إذ ألقى الضوء على بعض أسس التواصل بين الأزواج وما يمكن أن يحدث حين يفقده البعض.
لماذا يجب التحدث عن المشاعر؟
الانفتاح العاطفي هو الأساس الذي لا تصح من دونه العلاقة الزوجية، ويتمثل في القدرة على تحديد المشاعر، والتعبير عنها ومشاركتها مع الشريك.
لأن الأفكار والمشاعر السلبية تبني تدريجياً جداراً بين الشريكين، وكلما زادت هذه المشاعر صار الجدار أعلى.
وبالمناسبة، فإن إظهار المشاعر لا يعني أن يقول أحد الشريكين: "أشعر بكذا" فقط؛ بل يجب أن يضيف ما يتوقعه أو ينتظره من شريكه.
فإذا لم نفعل: سينمو سخط الشريكين بعضهما على بعض، فبعض الأزواج يعتقدون أنه إذا كان يوجد حب، فذلك يعني أن الشريك يستطيع أن يخمن ما الذي يحدث، ثم يغير سلوكه، ويعطي شريكه ما يريد، حتى وإن كان هذا الشريك لا يعرف بعد ما الذي يريد!
لماذا يجب الحديث عن المخاوف؟
إذا أخفى الشريكان مخاوفهما لأي سبب كان، فلن يعلم أحدهما عن مخاوف الآخر أبداً، ولا عن أسباب هذه المخاوف، ومن ثم فلن يستطيع أن يقدم المساعدة، حتى لو أراد ذلك.
وتعتبر الصراحة الطريقة التي يصبح بها الزوجان جاهزيْن لمشاركة ذاتيهما ومخاوفهما، واعتراف أحد الزوجين بضعفه تجاه مسألة معينة، وتقبّل الشريك الأمر يعطي الزوجين الشعور بالأمان، ثم بعد ذلك يمكنهما مناقشة أي مشاكل والبحث عن حلول لها.
فإذا لم نفعل: لكل واحد منا أمور تسبب له الألم، مثل المال والمسؤولية، والعلاقات مع العائلة، والتربية.
وعند التفكير في هذه الأمور، نشعر بالوهن الشديد، إذا لم يكن الشريك على معرفة بما لدى شريكه من مخاوف بشأن تلك الأمور، أو لم يكن حريصاً في كلامه حولها، فإن الشريك يتلقى الكلمات كانتقادات واتهامات مؤلمة.
لذلك فإن مناقشة الأمور المؤلمة لكلا الشريكين تُعد مخاطرة دائماً، لكن تجنُّب الحديث عنها يؤدي إلى ما هو أخطر؛ ألا وهو التباعد بين الشريكين.
لماذا يجب أن نتحدث عن السخط؟
الصراحة تساعد في الحفاظ على التواصل بين الشريكين، حتى لو كان الأمر صعباً.
فلا يوجد حياة زوجية من دون صراع، المهم أن نعرف كيف نتشاجر وكيف نعترف بحق الشريك في السخط.
فإذا لم نفعل: على سبيل المثال، إذا لم يرغب أحد الزوجين في مناقشة جودة الحياة الجنسية أو القضايا الملحة المتعلقة بالجنس، فسيؤدي ذلك إلى اختفاء الجنس تماماً من الحياة الزوجية.
فإذا أظهر الشريكان أن كل شيء على ما يرام دائماً، فإن التوتر والاستياء سيتراكمان، وتختفي العلاقة الجنسية بينهما ببطء.
لماذا يجب أن نحاول فهم الزوج؟
الصراحة يجب أن تكون متبادلة، وأفضل طريقة لجعلها تصبح عادة هو أن تبدأ الزوجة بنفسها.
تحدَّثي مع زوجك عن المشاعر والقلق الذي تشعرين به، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التحدث عن مشاعركِ أنت فقط مع الزوج لا يعد كافياً؛ بل من المهم أيضاً استيعاب مشاعر الزوج، ورغباته، وكذلك مخاوفه.
لا تنتقدي الزوج، ولا تحاكميه، ولا تصرِّي على تقمّص دور الناصح له، فمن شأن ذلك أن يخلق حواجز جديدة بينكما؛ لأن التشجيع والدعم سيساعدان شريكك في أن يكون صريحاً ومنفتحاً.
فإذا لم نفعل: إذا وجدتِ صعوبة في الانفتاح على الزوج، فابدأي بتقديم الشكر: "شكراً جزيلاً على إخبارك إياي، من المهم جداً لي أن أعرف ماذا يعني لك هذا الأمر…"، ستكون هذه هي الخطوة الأولى نحو الانفتاح. وبعد ذلك، كل شيء سيكون أسهل.
لماذا يجب أن نتحدث عن الخيانة الزوجية؟
يعتقد بعض علماء النفس أنه يجب التزام الصمت بشأن الخيانة الزوجية إذا كانت عابرة؛ لأن ذلك يعني أنك تتخلص من الشعور بالذنب في حق الشريك، وكأنك تقول: "ها أنا صادق معك وجيد"، بينما تترك الشريك يعاني آثار فعلتك.
ولعل أفضل خيار هو أن تتعامل مع إحساسك بالذنب سواء بنفسك أو بمساعدة طبيب نفسي، وبهذه الطريقة، تكون قد راعيت مشاعر شريكك.
والأفضل من كل هذا، أن تتوقف لتفكر في كون الخيانة الزوجية علامة واضحة على أن هناك مشكلة ما في الزواج، وأنه ينبغي أن تبدأ في التعامل مع هذه المشكلة.
لماذا نصمت؟
لأننا نخشى من الإحباط، فنحن دائماً ما نتجنب الحديث بصراحة عن شكوكنا؛ لأننا نكون خائفين من رد فعل الشريك، عندما يرى أننا خيبنا ظنونه.
وعندما يكون هناك خوف من فقدان الحب، فلا يكون هناك مكان لمشاعر أخرى.
كما أننا قد نخشى من جرح مشاعر الشريك، أو أن يفضل بعد المكاشفة عدم الاستمرار في العلاقة.
أو لأننا نخشى من الرفض.. فالخوف من السؤال، من طلب المساعدة، حتى لا تكون الإجابة الرفض، وهنا نعتبر الرفض علامة على أننا لم نعد عند حسن ظن الشريك، ولكننا ننسى أن الرفض ليس دائماً رفضاً مطلقاً.
وربما نفضل الصمت، لأننا نخشى أن نُظهر ضعفنا، وننسى أن تقاربنا مع الشريك يولد من رحم لحظات الضعف هذه، وهذه طبيعة البشر.
وعلينا أن ندرك أنه عندما يكون كلا الشريكين منفتح على الآخر، ولديه القدرة على الاعتراف بضعفه، تختفي الأقنعة، وتظهر شخصياتنا الحقيقية، حتى ولو كانت تبدو ساذجة وغير مثالية، ولكنها حقيقية جداً.
الثقة أم الصراحة؟
تقول خبيرة علم النفس، ماريا شوميخينا: "إنهما شيئان مختلفان. في بعض الأحيان، توجد ثقة من دون صراحة، عندما يختار الزوج أو الشريك ألا يبحث عن الأخطاء، كأنه يقول أعلم أنك شخص جيد، وأحترم مساحتك من الحرية، وسنبقى معاً".
كذلك، يوجد العكس؛ صراحة من دون ثقة، مثلاً: أن يجرح الشريك مشاعر شريكه، بأن يقول كلاماً جارحاً، ولا يأبه لعواقب ما يقول.
كما يوجد صراحة وثقة معاً، عندها تجد الشريكين يناقشان معاً كل تفاصيل الحياة.
ويوجد أيضاً شركاء ليس بينهم لا صراحة، ولا ثقة، بينما يبقى الشريكان معاً على أي حال؛ إذ توجد بينهما مشاعر السيطرة، والحذر، وإخفاء جراحهم، ويتجاهل كلاهما ضعف الآخر، لكن في الوقت نفسه يحتاج كل منهما للآخر.
وكقاعدة عامة، فإن أعلى درجات الصراحة بين الزوجين، تكون قبل الزواج، حينها يمكن لكلا الشريكين أن يعرف إلى أي درجة سيكون شريكه المستقبلي منفتحاً.
وهنا، لا ينبغي إغفال حقيقة أن إجبار الشريك على أن يكون أكثر صراحة مما هو عليه أمر مكروه، لأن أي ضغط في تلك الحالة، يولد انغلاقاً للشريك على نفسه.
لأنه، أحياناً ما يطارد البعض شريكه "أرني ماذا تخبئ عني؟" حتى لو لم يكن هذا الشريك يخفي أي شيء، في هذه الحالة، فإن انفتاح الشريك الذي يبادر بمطاردة شريكه أولاً سيكون نافعاً، عندما يبدأ بتعريف شريكه عن نفسه وعن مشاعره.
لكن، هذا قد يؤدي إلى نتائج غير مضمونة، فإما أن تنمو الثقة، وإما أن تكون هذه الطريقة بداية المشاكل في العلاقة.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Good House الروسي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.