تجمع مئات من المعارضين للرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وسط العاصمة الإسكتلندية إدنبرة في مسيرة توجهت إلى البرلمان الإسكتلندي السبت 4 فبراير/شباط 2017.
ورفع المحتجون شعارات تندد بسياسات ترامب تجاه المهاجرين وخصوصاً قرار منع رعايا سبع دول إسلامية من دخول البلاد، والذي قرر قاض أميركي أخيراً إيقافه. وقد دعت للمظاهرة عدة جمعيات ومنظمات محلية إسكتلندية معنية بمناهضة العنصرية ودعم الأقليات الدينية والعرقية واللاجئين.
كما طالب المتظاهرون بمنع ترامب من دخول بريطانيا حتى يتراجع عن قراراته التي وصفوها بالعنصرية والفاشية والتي لا مكان لها في إسكتلندا.
وانتقدوا أيضاً الزيارة التي قامت بها رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي للبيت الأبيض قبل أيام، معتبرين أنها لا تمثل الشعب البريطاني في هذه الزيارة. ودعوا إلى استكمال المظاهرات والضغط الشعبي من أجل محاصرة سياسات ترامب التي يقولون إنها تحاول إحياء ميراث سياسي سيئ طالما عانت منه أوروبا. وأضافوا أن ما يحدث في الولايات المتحدة يؤثر بشكل كبير على بريطانيا.
ولا تعد هذه المظاهرة هي الاحتجاج الأول ضد الرئيس الأميركي الجديد في إسكتلندا، فقد سبقته عدة احتجاجات منها يوم الاثنين الماضي حين دعت هيئات مختلفة إلى مظاهرة طارئة في العاصمة إدنبرة وكبرى المدن غلاسكو بالإضافة لمدن أخرى مثل أبردين ودندي.
وقد شهدت المظاهرات مشاركة آلاف المحتجين غداة حادث إطلاق النار الذي استهدف رواد مسجد في مقاطعة كيبك الكندية.
أصول إسكتلندية
وتنحدر والدة ترامب من جزيرة إسكتلندية قبل أن تهاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية لاحقاً. ويزور ترامب إسكلتندا من وقت لآخر بسبب مشاريعه التجارية التي يشرف عليها ومنها منتجعات وملاعب لرياضة الغولف.
لكن ترامب لا يحظى بحفاوة رسمية أو شعبية في البلاد، خصوصاً في الفترة الأخيرة وسياساته المثيرة للجدل التي أعلن عنها بعد ترشحه للرئاسة. وتحتفظ الحكومة المحلية لإسكتلندا على مسافة مع ترامب وسياساته. كما أن قادة أبرز الأحزاب الرئيسية في البلاد يعارضونه بشكل صريح.
معارضة رسمية
وأعربت الوزيرة الإسكتلندية الأولى نيكولا سترجن عن معارضتها استقبال بريطانيا لترامب في زيارة رسمية بعد قراره حظر دخول مسافرين لبلاده على أسس دينية.
وتوقع الوزير الأول السابق لإسكتلندا أليكس سالموند أن يأتي الرئيس الجديد إلى إسكتلندا في زيارته الرسمية لبريطانيا بدلاً من العاصمة لندن لسببين، أولهما تجنباً للحرج الذي سيسببه مئات الآلاف من المتظاهرين أثناء الزيارة والتي ستشمل تحركه وسط المدينة وثانياً لأن إسكتلندا بها مساحات شاسعة ومنتجعات يصعب للمتظاهرين الوصول إليها.
وقدم سالموند، الذي ينتمي للحزب القومي الإسكتلندي الحاكم، طلباً للبرلمان الإسكتلندي لتخفيض مستوى الزيارة لمستوى أقل من الزيارة الرسمية.
وكانت جامعة روبيرت غوردون بمدينة أبردين الإسكتلندية قد سحبت الدكتوراه الفخرية عام 2015 بعد خمس سنوات من منحه إياها بسبب خططه لمنع المسلمين التي أعلنها إبان ترشحه للرئاسة في ذلك الحين.
كما جردته الوزيرة الأولى الإسكتلندية نيكولا سترجن من لقب السفير الاقتصادي لإسكتلندا. وقبل أيام شاركت سترجن رئيس الوزراء الكندي ترحيبه باللاجئين الذين فروا من مناطق الصراعات بغض النظر عن دينهم عبر إعادة تغريدته معلقة بالقول "مرحباً بكم في إسكتلندا أيضاً"، وذلك رداً على قرارات ترامب الأخيرة.
?#WelcometoScotland too. https://t.co/ICmmBgr8Rf
— Nicola Sturgeon (@NicolaSturgeon) January 28, 2017
وقد زار ترامب إسكتلندا في يونيو/حزيران 2016 لافتتاح أحد ملاعب الغولف التي يملكها في منطقة أبردينشاير، ووجه مسجدان بإدنبرة له الدعوة لزيارتهما أثناء وجوده في البلاد، إلا أنه لم يعر الدعوة أي اهتمام.
وحين سئل خلال الزيارة عن موقفه من دخول مسلمي إسكتلندا للولايات المتحدة إذا ما وصل إلى البيت الأبيض، قال إن الأمر لا يشكل إزعاجاً له لأنه حريص على عدم دخول رعايا دول وصفها بالإرهابية.