تصاعدت وتيرة المعارك، السبت 29 يوليو/تموز 2017 بين القوات السعودية ومسلحي جماعة "الحوثي"، على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن، فيما أعلن الحوثيون، مساء اليوم ذاته، عن فتح جبهات داخل الأراضي السعودية.
وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، في خبر عاجل على شريطها الإخباري، إن مقاتلي الجماعة "شنوا عملية هجومية على مركز جبل (العالي) في قطاع الداير بمنطقة جازان (جنوبي السعودية)".
وأشار الحوثيون إلى أنهم قصفوا بالمدفعية تجمعات جنود سعوديين في جازان، كما تمكنوا من "قتل 3 جنود منهم في منطقتي عسير وجازان".
ولم يتسن التحقق من مزاعم الحوثيين، كما أن السلطات السعودية أو وسائل إعلامها، لم تتحدث، السبت، عن هجمات حوثية عند الشريط الحدودي.
ويأتي الإعلان بعد يوم من هجوم كبير شُنّ على جبل آخر في المنطقة ذاتها، قالت وسائل إعلام سعودية إنه تم إفشاله، وقَتل عشرات المسلحين الحوثيين.
وفي المقابل، شنّت مقاتلات التحالف العربي، السبت، سلسلة غارات على مواقع الحوثيين عند المناطق الحدودية اليمنية بمحافظة صعدة(شمال).
وقالت وكالة "سبأ" الحوثية، إن التحالف شن 10 غارات على مواقع متفرقة بمديرية "شدا"، و5 غارات على مديرية "الظاهرية"، وغارتين على مديرية "رازح"، وغارتين على معسكر "كهلان".
ولم تشر الوكالة لوقوع خسائر بشرية جراء الغارات، واكتفت بالحديث عن "أضرار بالغة في المنازل والممتلكات".
ووفقاً للوكالة، فقد شهد الشريط الحدودي تبادل القصف المدفعي أيضاً، حيث قصفت المدفعية السعودية مواقع في منطقتي "آل الشيخ" و"البقعة" في مديرية منبه.
ويشهد الشريط الحدودي بين البلدين، منذ أيام، تصعيداً عسكرياً كبيراً.
ويعد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية أكثر جبهات الحرب استنزافاً، وفيما يتكتم الحوثيون عن قتلاهم، وصل عدد قتلى الجيش السعودي في الشريط الحدودي مع اليمن، منذ العاشر من مايو/أيار الماضي، إلى 43 جندياً، وفق إحصاء للأناضول نقلاً عن مصادر سعودية رسمية.
ومنذ 26 مارس/آذار 2015، تدور حرب في اليمن بين القوات الحكومية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة، ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة أخرى، والذين يسيطرون بقوة السلاح على محافظات، بينها صنعاء منذ 21 ستمبر/أيلول 2014.
وتسببت هذه الحرب في تردي الأوضاع الإنسانية، وأودت بحياة أكثر من عشرة آلاف يمني، أغلبهم مدنيون، وأصابت ما يزيد عن أربعين ألفاً بجروح، وشردت قرابة 3 ملايين في الداخل (من أصل 27.4 مليون نسمة)، وفق منظمة الأمم المتحدة.