"1"
أمام "ب ي د" طريق واحد للتصالح مع نفسه أولاً بتوضيح نهجه وتعريف هوية حزبه من دون لف ودوران، ومع شعبه ثانياً بالانفتاح والعلاقات الإنسانية والحوار السلمي بدون سلاح، وقبول الآخر المختلف، ومن ثم إعلان ماذا يريد من حقوق ومطالب، من دون مواربة أو الاختباء وراء مصطلحات قابلة لتفسيرات كثيرة ومتناقضة ومع وطنه ثالثا (بالسورنة بدلاً من القندلة) وبالاصطفاف مع الشعب السوري وثورته وضد نظام الاستبداد وبدون ذلك لا يمكن الوثوق به أو انتظار الخير منه حتى لو قصفت قواته كل طائرات النظام، أعلم أن الكثيرين سيعتبرون طرحي هذا ضرباً من المستحيل، ولكن لا أرى غير ذلك.
"2"
مخططو سلطة الأمر الواقع المنقادة من "ب ي د" في حربهم النفسية على معارضيهم من غالبية الشعب الكردي في حملات الملاحقات والاعتقالات (النابعة طبعاً من الخوف والقلق وعدم الثقة بالنفس) يهدفون إلى إشغال الناس بأمور جانبية، وإبعادهم عن جوهر الصراع الرئيسي مع مشروع النظام وشبيحته، وتحويل مسائل اعتقال مجموعة إلى الشغل الشاغل وقضية القضايا، في حين أن غالبية كرد سوريا، ومن معهم من المكونات الأخرى الوطنية (مسيحيون وعرب وتركمان) هم رهائن وأسرى وفي حكم المعتقلين لدى أجهزة "ب ي د" القمعية وشركائها من أجهزة النظام، وبدلاً من تحويل مسائل فرعية إلى رئيسية، كما خطط له، يجب معالجة الأهم والبحث عن سبل الإنقاذ في تحقيق البديل عبر الحوار النقدي الجاد، وبذلك نكون أوفياء لمعتقلينا.
"3"
كل سياسي سوري معارض يتردد في تشخيص موقف روسيا المعادي للشعب السوري وثورته، حتى من باب "الاستفهام" يوضع بجانب اسمه إشارة (الاستفهام!) وكل من يعتبر أن الروس " محتلون " لبلادنا ويلتقي بهم من دون تخويل الإجماع الثوري -الوطني ليس إلا "فيشي سوري" الذي يعير المعارضة بعدم استقلالية القرار حتى لو كان صائباً، ويمارس لعبته في عاصمة معروفة بشراء الذمم، وحمل سيف الإسلام السياسي مكشوف حتى لو تستر بعلم الفلك وكوكب الشمس وأوقات الشروق والغروب.
"4"
في هذا اليوم الذي يصادف الذكرى السبعين لولادة الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق الذي أسسه وترأسه القائد الراحل والزعيم الكبير مصطفى بارزاني نقف بإجلال أمام انتصارات بيشمركة نهجه ضد إرهابيي "داعش" وتحريرهم لمعظم منطقة سهل نينوى الكردستانية شرقي الموصل (نحو مائة كيلومتر مربع) التي كانت تتبع لحكومة إقليم كردستان، قبل أن يحتلها مسلحو التنظيم الإرهابي قبل نحو عامين بتواطؤ من بعض رؤوس مراكز القوى المذهبية المسيطرة على مقاليد السلطة في بغداد، هذه الانتصارات ما هي إلا خطوات عملية تمهد لتحرير مدينة الموصل، والبقية الباقية من ريفها قريباً، وهي انتصار للشعب العراقي بكل مكوناته.
"5"
طرد تنظيم "داعش" الإرهابي من أية منطقة سورية، ومن جانب أي كان حتى لو لم يكن جزءاً من الثورة السورية عمل مبارك، وينطبق ذلك المبدأ على "منبج" وغيرها، وفي الوقت الذي أحيا فيه كل من قاتل وساهم في تنظيف المدينة وبينهم مقاتلون كرد أرى أن شروط التحرير لن تكتمل إلا بعودة الأهالي إلى منازلهم معززين مكرمين، وإدارة مدينتهم بأنفسهم من دون تدخلات حزبية وفئوية، وانسحاب المسلحين من كل الأطياف، ومنع قوات النظام من الاقتراب، وأن لا يخلق إخلاء أي مكان من "داعش" حساسيات أو إثارة فتن قومية بين أبناء الوطن الواحد، كما حصل في أماكن أخرى، بل يجب أن يعزز ذلك أسس الوحدة الوطنية في مواجهة الاستبداد.
"6"
هناك الكثير من المواقف والقراءات المتباينة والمتناقضة حول معركة حلب، ومبدأ حرية الرأي يدفعنا إلى احترامها جميعاً، ولكن ما لفت نظري في الأيام الأخيرة نزوع البعض من "الفيسبوكيين" إلى البحث عن أعداد الإعجاب بإطلاق المزايدات، مستغلين الظروف المعيشية والنفسية الصعبة للسوريين، أقول لهؤلاء قليلاً من الصدقية والوفاء، وبعضاً من الشجاعة الأدبية، فقوانين حركات التحرر وثورات الربيع تظهر تحالف القوى الاجتماعية المتباينة والتيارات السياسية المتخاصمة في وجه العدو المشترك لمراحل معينة (الاتحاد في إطار الاختلاف)، (وهنا أستثني الجماعات الإرهابية)، وتحديد الأولويات، وفي الحالة السورية أرجحية مهمة إسقاط نظام الاستبداد وطرد الغزاة المحتلين على مهمة التصدي لمن نختلف معهم في الفكر والثقافة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.