هروب من البطالة أم البحث عن فرصةٍ أفضل؟.. السعوديون يستحوذون على الوظائف بدول الخليج

عربي بوست
تم النشر: 2016/08/19 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/08/19 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش

كشفت الإحصائيات الأخيرة للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، تربع السعوديين على عددٍ من الوظائف في دول الخليج بنسبة 63% بمختلف القطاعات الحكومية والأهلية، حيث لم يثنهم عدم حصولهم على أعمال ووظائف في بلدهم إلى شق طريقهم في دول الجوار.

الكويت أكثر جاذبية


بيّنت الإحصائية أن إجمالي الموظفين السعوديين في القطاع الحكومي بدول المجلس بلغ 9912 موظفاً (60.6%) وفي القطاع الأهلي 9870 موظفاً (65%)، وإجمالي عدد الموظفين الخليجيين العاملين في دول المجلس بلغ 31437 موظفاً، 52% منهم (16345) يعملون في القطاع الحكومي، و48% منهم (15092) بالقطاع الأهلي.

وشكلت الكويت الدولة الأكثر جاذبية للموظفين العاملين بالقطاع العام، حيث استحوذت على 61.3% منهم، بينما كانت السعودية الأقل جاذبية بنسبة 0.1%.

استقطاب للكفاءات


المختص في الموارد البشرية أسامة الشمري في تصريحات لـ "عربي بوست"، يرى أن النسبة طفيفة مقارنة بالقوة العاملة بالسعودية التي تتجاوز 5 ملايين، استناداً لآخر تقرير صدر من الهيئة العامة للإحصاء".

وبين في حديثه "أن النسبة لا تدلُّ على أن هناك هجرة من قبل الشباب السعودي للعمل في الخارج، وأنه لا توجد وظائف في المملكة، فمعظم العاملين في الدول الخليجية قد يكون نتيجة ارتباطات أسرية وعائلية نتيجة للتقارب الخليجي والقبلي، حيث هناك عدد كبير أيضاً من مواطني دول الخليج مقيمون في السعودية والعكس صحيح".

وأضاف الشمري: "لا يمكن أن نسمي هذا هجرة وهروباً من البطالة، وإنما يمكننا اعتباره كون النسبة طبيعية استقطاباً للكفاءات السعودية للعمل في تلك الدول وهذا يعتبر مؤشراً جيداً وليس سيئاً، كما توجد شركات عالمية تستقطب احتياجات معينة واختصاصات معينة لذا يتوجه إليها السعوديون، من خلال تقديم أوراقهم للعمل بها".

الدول الأكثر لعمل السعوديين


وأوضح الشمري أن أكثر الدول الخليجية التي يعمل بها السعوديون، هي دولة الإمارات نتيجة لآخر إحصائية في عام 2015 على حسب قوله، وشدد أنه لا توجد بيئة طاردة لهؤلاء الشباب، "فالوظائف متاحة وهناك دعم كبير من قبل الحكومة للاستفادة من طاقات الشباب ودعمهم".

البحث عن حياة أفضل


الاقتصادي محمد السويد يقول لـ"عربي بوست" إن هناك أكثر من سبب لعمل المواطن السعودي في دول الخليج، منها أن عدد طالبي العمل في السعودية أكثر من الوظائف المتاحة، كما أن دول الخليج في نمو اقتصادي أكثر وأكبر من السعودية وهناك طلب للعاملين السعوديين فيها.

وأضاف أنه غالباً ما تكون الوظائف مرموقة وذات رواتب عالية، والسبب الآخر هو البحث عن حياة أفضل من ناحية اجتماعية ثقافية وهؤلاء ممكن أن نطلق عليهم تسمية مهاجرين، بالإضافة إلى أنه قد تكون هناك علاقات أسرية تستدعي إقامة السعوديين في إحدى دول مجلس التعاون الخليجي والاضطرار للإقامة بها والعمل".

وأضاف السويد: "العدد لا يعتبر كبيراً مقارنة بعدد سكان المملكة، إلى جانب أن الإحصائية تبين أن من ضمنهم موظفين في القطاع الحكومي وهذا لا يعتبر هجرة للشباب السعودي، وأيضاً معظم العاملين السعوديين يعملون في وظائف مرموقة ذات رواتب عالية كما ذكرت سابقاً".

ويختتم السويد حديثه بالقول إن الرقم لا يحتمل أي تفسير أو توجه وهو ضمن الطبيعي؛ "ولا يعتبر هروباً من البطالة في المملكة، فهناك عدد أيضاً من أبناء تلك الدول يعملون في المملكة وفي عدة قطاعات".

ارتفاع طفيف بمعدل البطالة


من جهة أخرى أصدرت الهيئة العامة للإحصاء (GaStat) عبر موقعها الرسمي تقرير نتائج مسح القوى العاملة للربع الثاني من عام 2016، وقد أظهرت النتائج ارتفاع قوة العمل في السعوديين إلى 5 ملايين و661 ألفاً و554، واستقرار معدل البطالة للسعوديين الذين يبلغون 15 سنة فأكثر حيث بلغ 11.6 %، مسجلاً 5.7% بين الذكور و32.8% بين الإناث؛ بارتفاع طفيف مقارنة بالنصف الثاني من عام 2015 والذي كان %11.5.

فيما بلغ معدل البطالة للسكان بشكل عام ويشمل السعوديين والوافدين الذين يبلغون 15 سنة وأكثر (5.6 %) دون زيادة تذكر مقارنةً بمعدل البطالة للنصف الثاني من عام 2015.

كما أظهرت النتائج أن قوة العمل السعودية ترتكز بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين (39-20) سنة بنسبة 65 % منهم 36% يحملون درجة البكالوريوس أو ما يعادلها.

وفيما يخص أعداد المتعطلين أوضحت نتائج المسح ارتفاعاً طفيفاً في أعدادهم خلال الربع الثاني من عام 2016 حيث بلغوا 657 ألفاً و936 فرداً، يمثل الذكور منهم قرابة 35,9 % والإناث 64.1 %.

وتركزت أعلى نسبة للمتعطلين السعوديين في الفئة العمرية 29-25 حيث بلغت 39 %، في حين بلغت أعلى نسبة للمتعطلين السعوديين وفقاً للحالة التعليمية للحاصلين على شهادة البكالوريوس بنسبة %54.0.

تحميل المزيد