قتل 3 مدنيين، مساء الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2016، خلال مواجهات في حلب بين الجيش السوري والفصائل المعارضة المسلحة غداة انتهاء هدنة إنسانية أعلنتها روسيا طوال 3 أيام ولم تسفر عن إجلاء الجرحى من الأحياء المحاصرة.
واستهدفت غاراتٌ جديدة وقصف مدفعي الأحد أحياء عدة في شرق حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. واستهدف قصفٌ مدفعي أيضاً حيَّين يسيطر عليهما النظام وفق المصدر نفسه.
ومساء الأحد قتل 3 مدنيين بينهم امرأة وطفل في قصف صاروخي استهدف حي المرجة الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد المرصد.
قصفٌ وتعزيزات عسكرية
وأشار إلى أن القصف أدى أيضاً إلى "سقوط عدد كبير من الجرحى"، لافتاً إلى أن "حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع" نظراً إلى وجود بعض الجرحى في حال حرجة.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أكد السبت أن "هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الأمر الذي يظهر أنه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف إطلاق النار".
وحلب منقسمة منذ عام 2012 ويطوق النظام السوري مناطق الفصائل المقاتلة التي لم تتلق مساعدات إنسانية منذ أشهر كما أنها مهددة بنقص المواد الغذائية، وفقاً للأمم المتحدة.
وبدأ النظام وحليفه الروسي هجوماً في 22 سبتمبر/أيلول لاستعادة الأحياء الشرقية ما أدى إلى اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" نظراً لقوة الضربات التي أوقعت نحو 500 قتيل وألفي جريح، وفق الأمم المتحدة.
وليلاً، أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية أنه سمع دوي قصف مدفعي في مختلف الأنحاء بعيد انتهاء الهدنة.
والهدنة الإنسانية التي انتهت مساء السبت لم تسفر عن مغادرة من يرغب من السكان والمقاتلين الأحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 ألف شخص.
ورغم الأوضاع الصعبة، لم تشهد 8 ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة أي حركة. في النهاية، لم يغادر سوى 8 مقاتلين جرحى و7 مدنيين منطقة الفصائل.
مواجهات في جنوب حلب
واتهمت السلطات الروسية ووسائل إعلام رسمية سورية المقاتلين بمنع أي شخص من مغادرة مناطقهم.
وكانت الأمم المتحدة خططت لإجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن "الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية" ليست متوافرة.
وتقول الأمم المتحدة إن 200 مريض وجريح يجب إجلاؤهم سريعاً من مناطق المقاتلين في حلب.
وأفاد المرصد أن قوات النظام سيطرت الأحد على مناطق جديدة عند أطراف حلب الجنوبية ما يتيح لها استهداف الأحياء الشرقية.
وقتل 20 مقاتلاً على الأقل في هذه المعارك ينتمي معظمهم إلى جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) بحسب المرصد.
وأسف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت الذي وصل الأحد إلى غازي عنتاب في جنوب تركيا حيث سيزور مخيماً للاجئين، لتجدد المعارك.
وقال "إذا كنا نريد أن يعود اللاجئون السوريون يوماً إلى بلادهم فينبغي القيام بكل ما هو ممكن لوقف هذه المجزرة واستئناف عملية التفاوض للوصول إلى اتفاق سياسي. ولا يمكن الوصول إلى مفاوضات تحت القنابل".
إلى ذلك، أصيب شخصان على الأقل الأحد بانفجار قنبلة وضعت على دراجة نارية في مدينة الحسكة (شمال شرق) وفق المرصد السوري.
ووقع الانفجار في حي تسيطر عليه القوات الكردية التي تستهدف عادة بهجمات مماثلة يتبناها جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهته، دعا وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الذي يزور العراق الأحد إلى بدء عملية عزل للجهاديين في مدينة الرقة التي تشكل أبرز معقل لهم في سوريا، وذلك تزامناً مع المعركة لاستعادة الموصل في شمال العراق.
وفي نيويورك، أعلن خبراء تابعون للأمم المتحدة أن الجيش السوري شن هجوماً كيميائياً على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا في 16 مارس/آذار 2015.
غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسؤولية عن هجومين كيميائيين آخرين في بنش بالمحافظة نفسها في 24 آذار/مارس 2015 وفي كفر زيتا بمحافظة حماه في 18 نيسان/أبريل 2014، بحسب التقرير الذي أرسل الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي.
ومن أصل 9 هجمات كيميائية مفترضة نظر فيها فريق "آلية التحقيق المشتركة" وتم شنها بين عامي 2014 و2015، نسب المحققون 3 هجمات إلى النظام السوري وهجوماً واحداً إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
ودان البيت الأبيض السبت "ازدراء" النظام السوري للمعايير الدولية.