اغتيال الملا منصور يكشف خبايا “العلاقة السرية” بين حركة طالبان وطهران

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/24 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/24 الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش

يلقي مصرع زعيم حركة طالبان بالطريق الرئيسي السريع على الحدود الإيرانية الضوءَ على علاقة الحركة المعقدة بطهران.

ورغم إدانة باكستان في الماضي بدعم المتمردين الأفغان سراً، يرى المحللون أن إيران أيضاً توفر السلاح والأموال والملاذ إلى طالبان. وبالرغم من الخلافات العقائدية المتعمقة بين التنظيمات السنية المتشددة والدولة الشيعية، فقد أثبت كلا الطرفين رغبةً قوية في التعاون عند الضرورة ضد أي عدو مشترك وسعياً وراء تحقيق المصالح المشتركة، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 23 مايو/أيار 2016.

وصل الملا منصور للمرة الأولى إلى إيران منذ نحو شهرين، بحسب أختام مصلحة الهجرة على جواز السفر الباكستاني الذي تم العثور عليه داخل حقيبته بالقرب من حطام السيارة التي كان يستقلها حينما لقي مصرعه جراء إحدى الضربات الجوية الأميركية.

وأوضح جواز السفر الذي يحمل اسم والي محمد أيضاً، أنه عاد إلى باكستان من خلال معبر تافتان الحدودي، الواقع على بعد 280 ميلاً من موقع الضربة الجوية، وهي منطقة تدعى أحمد وال، حيث توقف بالسيارة لتناول الغداء.

وأنكرت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين "دخول ذلك الشخص إلى باكستان من خلال الحدود الإيرانية".

وذكر المتحدث الرسمي، حسين جابري أنصاري، أن "إيران ترحب بأي جهود مبذولة لتحقيق الاستقرار والسلام في أفغانستان".

وليس معروفاً إلى أين ذهب منصور داخل إيران، وما إذا كان الحرس الثوري الإيراني قام بتنسيق رحلته أو ما إذا كان قد مكث وسط السكان الأفغان الذين يعيشون شرقي إيران، خاصة بمدينتي مشهد وزهدان.

طالبان والتنظيمات السنية في إيران

ترتبط حركة طالبان بعلاقات أيضاً مع التنظيمات السنية المتطرفة التي تعمل في إقليمي سيستان وبلوشستان الإيرانيين.

وذكر مسؤول باكستاني من إقليم دالباندن المتاخم لإيران أنه لم يكن يعتقد أن إيران ستدعم المتمردين الأجانب ذوي الصلة بمثل تلك الجماعات.

وأضاف المسؤول: "يحمل كل المعارضين الأفغان جنسية باكستانية، وليس مكتوباً على جبهته ما إذا كان متمرداً أم لا".

ومع ذلك، كثيراً ما يشكو مسؤولو الشرطة والاستخبارات غربي أفغانستان من قيام إيران بإدارة حركات التمرد المحلية وتزويد المتمردين بالسلاح والتدريب.

ويعد التحالف بين السلطة الدينية الشيعية والتنظيم السني المتطرف غريباً للغاية؛ نظراً لأن حركة طالبان قتلت 10 دبلوماسيين إيرانيين في مدينة مزار شريف الأفغانية عام 1998.

وذكر المتخصص في الشؤون الإقليمية، مايكل سيمبل، أن سفريات منصور داخل إيران ربما كانت لتتسبب في إثارة الغضب بين صفوف مقاتلي طالبان.

وأضاف: "لدى طالبان قائمة مطولة من الخلافات مع إيران، ويرى البعض أن التقارب مع إيران خيانة للقيم السنية التي ترمز لها حركة طالبان".

علاقة طويلة الأجل

ومع ذلك، فإن العلاقة بين الطرفين طويلة الأجل. ففي عام 2007 حذر الدبلوماسي الأميركي إريك إدلمان الرئيسَ الأفغاني حينذاك حامد كرزاي من أن "الوساطة الإيرانية أصبحت سلاحاً فتاكاً"، بحسب إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسرّبة.

وذكرت وثيقة وزارة الخارجية أن إيران تزود الحركة بصواريخ أرض جو، وأن القوات البريطانية اعترضت القذائف المحمّلة بالمتفجرات، وهي نوع من الألغام الأرضية الفتاكة.

وبالإضافة إلى المخاوف الإيرانية من التواجد العسكري الأميركي الموسع في الإقليم، يعتقد بعض الأفغان أن طهران تفضل أن تظل جارتها تواجه عقبات دائمة.

وقد أخبر كرزاي إدلمان بأن إيران تحاول تخريب مظاهر التنمية في أفغانستان لمنعها من أن تصبح مركزاً إقليمياً، ولحماية صادراتها من الغاز الطبيعي إلى الهند وباكستان من منافسة آسيا الوسطى.

تورُّط إيراني

ورأت طهران مؤخراً أن حركة طالبان تمثل عقبة مفيدة أمام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهي جماعة المتمردين في سوريا التي تحاول أن توطد أقدامها في أفغانستان على حساب حركة طالبان.

وتسعى إيران أيضاً إلى المحافظة على علاقتها بالجماعة التي يمكن أن تلعب دوراً رسمياً في السياسة الأفغانية إذا ما نجحت محادثات السلام في الإقليم.

وتجنبت الحكومة الأفغانية توجيه اللوم إلى طهران علناً، رغم أن "إيران تقوم بدور يحظى بنفس الخطورة في باكستان"، بحسب ما ذكره وزير الخارجية السابق رانجن دادفار سبانتا.

ووفقاً لوثيقة أخرى تم تسريبها، فقد أخبر سبانتا أحد الدبلوماسيين الأميركيين عام 2007 بأن كابول لم تستطع معاداة إيران خلال نضالها ضد مشكلة المتمردين الذين تدعمهم باكستان.

وذكر: "نتفق مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في أن إيران متورطة في الكثير من التدخلات، لكن مصلحتنا في التعامل مع إيران تتمثل في الحرص على عدم فتح جبهة أخرى على الحدود الإيرانية مع أفغانستان".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

تحميل المزيد