جمهورية الموز أو "Banana Republic" هو مصطلح ساخر يطلق للانتقاص من أو ازدراء دولة غير مستقرة سياسيا، يعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات ومحكومة بمجموعة صغيرة ثرية وفاسدة.
يعود أصل المصطلح الذي نستخدمه على سبيل السخرية ويكثر ذكره في مقالات الكتاب والصحفيين إلى مجموعة دول امريكا الوسطى التي تطل على البحر الكاريبي والمحيط الهادئ والتي تشتهر بانتاج "الموز" وتصديره وقد اصبحت توصف بجمهوريات الموز على سبيل السخرية بسبب خضوعها لعدة انواع من الاستعمار بدءا بالاسباني والانجليزي والفرنسي وانتهاء بالامريكي ثم تصارعها فيما بينها على مصدر التجارة الأساسي عندهم وهو الموز!
في البداية لست هنا بصدد كتابة قراءة شاملة لتحليل ما حدث في تركيا فهذا أمر لا أزعم أني على دراية كامله بأسباب حدوثه ومدى التراكمات التي حدثت بين نظام رجب طيب أردوغان منذ 2002 وحتى الأن.. رغم أن جميع الإنقلابات الأربعة السابقة منذ عام 1960 وحتى المحاولة الفاشلة في 2007 تشير إلى أن الجيش التركي دائماً ما يكون لديه طموح سياسية للسيطرة على مقاليد الحكم في تركيا وقد نجح في هذا كثيراً حتى وصل أردوغان وحزبه للسلطة وبدأ في تقليص دور الجيش في الحياة المدنية تماماً.
لم يلفت انتباهي في هذا الحدث الكبير إلا ردت فعل الشعب التركي.. الشعب الذي رفض بعد أن ذاق مراراً عناء الإنقلابات على الديمقراطية.. الشعب الذي أعطاني أنا شخصياً درس من دروس الوطنية والإنتماء للوطن لا للفرد.
نحن هنا أمام شعب تربى على الديمقراطية منذ أربعة عشر عاماً، ديمقراطية حقيقية وليست ديمقراطية الصناديق المزورة.. شعب شهد الديمقراطية في سنتها العاشرة تضع إقتصاد بلاده في المرتبة السادسة عشر عالمياً بعد أن كان في غياهب التدهور الإقتصادي.
شعب المعارضون فيه كانوا على مستوى رفيع من الفهم الديمقراطي، فهم يعلمون أن موقع المعارضة في الحكم الديمقراطي أهم للوطن من موقع السلطة في ظل حكم عسكري، ولهذا نزلوا للشارع مدافعين عن الديمقراطية ضد الفاشية المرتقبة.
بالفعل نحن أمام دولة استثمرت في شعبها بالتعليم والذي يكلف الدولة ربع موازنتها العامة.. وها هي النتيجة المبدئية للتعليم.. تركيا لم تعد جمهورية موز.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.