أصدرت بلدية في سويسرا قراراً مثيراً للجدل يقضي بمعاقبة الأطفال في المدارس ورياض الأطفال إن تحدثوا بلغة غير الألمانية.
وأرجعت يوهانا بارتهولدي، رئيسة بلدية إيغركينغن السويسرية سبب إصدار هذه القرار في مقابلة مع النسخة الألمانية لـ"هافينغتون بوست" الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2016 إلى أن نسبة الطلاب الذين لديهم خلفية مهاجرة في بعض الصفوف الدراسية تصل إلى 70% ويتكلمون بـ 24 لغة، لافتة إلى أنها تلقت بشكل متزايد مؤخّراً شكاوى من ذوي الطلاب تفيد بأن "الأطفال السويسريين يشعرون بالتهميش، وهو الأمر الذي يجب أن يتغير الآن".
ووضع مجلس البلدية نظاماً للعقوبات خاصاً بالطلاب الذين يتحدثون في المدرسة لغة غير الألمانية.
ووفقاً لهذا النظام، سيتم تنبيه الطالب "المهاجر" لدى ارتكابه المخالفة الأولى شفوياً، ثم سيرسل إنذار كتابي إلى والديه، وسيتوجب على الطفل الالتحاق بدورة للغة الألمانية والسلوك لدى ارتكابه المخالفة الثالثة، والتي تصل تكلفتها إلى 550 فرنكاً سويسرياً (500 يورو).
وقالت بارتهولدي، رئيسة البلدية، أنها متمسكة بالقرار الذي أصدره المجلس الذي تترأسه، والذي يستند قانونياً إلى القانون المدرسي السويسري، على الرغم من إقرارها بأن الطاقم التدريسي لم يكن متحمساً لهذا الاقتراح.
وأضافت أنها على ثقة بأن المدرسين "يستطيعون التفريق بين الحالات التي يتحدث الطلاب المهاجرون فيها بلغة أخرى قصد تبادل المعلومات، والحالات التي يهدفون فيها إلى تهميش الطلاب السويسريين".
وأوضحت بارتهولدي أنها على الرغم من اعتبارها القرار شديداً أيضاً، "لكنه ضروري"، مشيرة إلى أن العروض الثقافية المجانية لم يستفد منها على الأغلب حتى الآن، كما أن بعض العائلات في المجتمع المحلي كانوا ينظرون لها على أنها "خدمة ذاتية"، لافتة إلى أن تشديد النظام المدرسي هو بمثابة إنذار مفاده "فكروا في ذلك، أنتم في سويسرا الآن، واللغة هي جزءٌ من ثقافة البلاد".
ويعتزم مجلس البلدية قبل تطبيق هذا القرار تنظيم أمسيات إرشادية مع كل الصفوف الدراسية التي سيشملها.
وأشارت "بارتهولدي" إلى أنها تتوقع وجود اعتراضات، وأن التغييرات ليست "محفورة على الصخر" وأنما هي بمثابة تنبيه.