عندما تصل المرأة الحامل إلى الأسبوع الـ 37، تبدأ مرحلة الوهن الشديد والملل والتعب. وبين سماع قصص آلام الطلق الشهيرة وساعاته المطولة، تميل بعض الأمهات إلى تحديد موعد الولادة قيصرياً بمجرد الاطمئنان على وزن وصحة الجنين.
وأصبح التحفيز على الولادة المبكرة عن طريق الجراحة القيصرية توجها عاماً للسيدات والأطباء معاً للهروب من آلام الولادة الطبيعية، حتى ارتفعت بنسبة 50% من الولادات السنوية – معظمها بلا دواعٍ صحية – متجاوزةً النسبة العالمية المسموح بها والتي تقدر بنحو 15%.
مدة الحمل الطبيعية
لا تعد الولادة بعد الانتهاء من الأسبوع الـ 37 من الحمل مبكرةً بالمعنى الطبي، أي أن فرص حياة المولود أكبر من أترابه المولودين في الأسابيع السابقة. إلا انه يتوجب معرفة أنه كلما ظل الجنين في الرحم، كلما انخفض احتمال مكوثه في المستشفى، وذلك للأسباب التالية:
1.كلما زادت فترة وجود الجنين في الرحم كلما انخفضت نسبة تعرضه لأخطار الجهاز التنفسي والرئة غير المكتملة.
2. ينام الأطفال المولودون مبكراً كثيراً مقارنة بأقرانهم المولودين في الأسبوع الـ 40، ربما يسعدك هذا الأمر لكنه يعني أنه لن يأخذ كفايته من الرضاعة.
3. يساهم الأسبوع الـ 40 في ضبط درجة حرارة طفلك وتأقلمه مع الأجواء المحيطة بعد الولادة، خاصة لزيادة الوزن، ما يعني ارتفاع طبقة الدهون في جسمه، اطمئني. تلك الدهون غير ضارة.
4. يعتبر الأطفال المولودون قبل الأسبوع الـ 40 أكثر عرضة من غيرهم لعدم اكتمال وظائف الكبد نتيجةً لارتفاع مادة البيليروبين، والتي تسبب إصفرار البشرة والعين، في ما يطلق عليه "الصفراء".
5. ضبط مستوى السكر لدى طفلك بعد الولادة.
6. نمو حاستي الشم والتذوق لدى طفلك بصورة أفضل.
7. تساعد الولادة في الأسبوع الـ 40 الرضيع على اكتمال نمو عضلاته، وهو ما يعينه على الرضاعة الطبيعية بصورة أفضل، فكثير من الأمهات اللاتي أنجبن أطفالهن قبل إتمام الحمل يعانين في البداية من ضعف قدرته على تحكم الفم في الرضاعة الطبيعية.
8. يُصاب بعض الأطفال بجروح طفيفة أثناء الولادة القيصرية بنسبة 2%.
لماذا عليك تجنب الولادة القيصرية؟
9. تفضل بعض السيدات الولادة القيصرية لتجنب الشعور بالألم، لكن التعرض للتخدير الكلي قد يعرض جنينك للخطر، إلا أن بعض الأطباء يفضلون حالياً استخدام التخدير النصفي، والذي تخشاه معظم السيدات.
10. يظل التعافي بعد الولادة القيصرية واحداً من أهم عيوب تلك الجراحة، خاصةً أن الأم تظل تعاني من بعض الآلام التي تعيقها عن الاستمتاع بأمومتها.
11. ربما تظنين أن الولادة القيصرية أكثر أمناً من الطبيعية خاصةً لتجنب حدوث العدوى، لكن هناك واحدة من بين كل 10 سيدات تصاب بالعدوى أثناء إجراء الجراحة القيصرية.
12. تعاني 8 من كل مائة سيدة من الالتهابات بعد الولادة القيصرية، بعضها بسبب إلتهابات في الجرح، وهو ما يسبب إحمرارا في منطقة الجرح أو ظهور بعض التقيحات يصحبها ألم وارتفاع في درجة حرارة الجسم.
13. فرصتك في الرضاعة الطبيعية أكبر مقارنة بالسيدات اللاتي أنجبن عن طريق الولادة القيصرية.
14. إمكانية التعرض لخطر الالتصاقات، وهو ما يجعل بعض أجهزة البطن تلتصق بالجدار الداخلي لها، وذلك بنسبة 50%، علماً أن النسبة تتضاعف مع تكرر الولادات.
15. قد تتعرضين للإصابة بجلطة دموية بسبب الولادة القيصرية، وهي خطورة شأنها شأن الجراحات الأخرى، لذلك سيكون لزاماً عليك الوقوف والحركة بعد الولادة بفترة وجيزة لتجنب ذلك.
16. ارتفاع نسبة تعرض الرحم أو قناتي فالوب للجرح.
17. تصبحين أكثر عرضة للولادة القيصرية في الولادات التالية، بينما تنخفض فرصك في الولادة الطبيعية اللاحقة.
18. يصيب اكتئاب ما بعد الولادة السيدات اللاتي أنجبن بالولادة القيصرية أكثر من قريناتهن اللاتي أنجبن بالولادة الطبيعية.
19. الصداع النصفي والصداع الحاد. ربما يصبحان صديقين لك في الأسابيع الأولى بعد الولادة القيصرية،.
إذن، إذا لم يبلغك طبيبك بضرورة صحية تستلزم الولادة القيصرية، دعي القرار لطفلك ليحدد متى وكيف يأتي إلى الحياة دون تعجل منك، وتذكري أن الولادة الطبيعية مهمة شاقة حملتها النساء منذ بدء البشرية حتى يومنا هذا فلا تجزعي منها، وربما يقدم لك الطبيب وسائل مساعدة لتخفيف آلامها.