حضرة صاحبة المقشة 5: النهاية

و هنا قال جلالته : عيب عليكي .. برستيجك من برستيج الملك .. و أنا لا يمكن أسمح إن شوية العيال دول يمسوا هيبتك . و هنا خرجت مرفوعة الرأس لكن دون مقشتي . و اعتلى الملك المنصة المشرفة على الميدان ،

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/12 الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/12 الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش

أيام من حكمنا السعيد و بدأت الأبهة و الفخفخينا تظهر على جنابنا العالي ، و بدأت الممالك المجاورة تشتعل غيظا و حسدا ، و ارتفعت نسب الطلاق و الخلع في المنطقة ، لدرجة أنني فكرت أن أضع على باب المملكة خرزة زرقا و لافتة مكتوب عليها " يا ناس يا شر كفاية أر " أو " دي قصة كفاح .. مش جايه ع المرتاح " .
أما على الصعيد الداخلي فقد كان الوضع مختلفا تماما ، فقد بدأت سياسة التقشف تعطي ثمارها الحنظلية ، و بدأ الرعية في التأفف و التململ .
فكعادة كل الرعية كانت الصورة الكاملة غير ظاهرة لهم ، ضف على ذلك مزيج من ضيق الأفق و انعدام الرؤية السياسية ناهيك عما يتميز به الزعيم ( اللي هو إحنا بلا فخر ) من بعد النظر و تكشف الرؤية و قوة البصيرة .
و لهذا فقد قلت لنفسي و ضميري مرتاح " يا بت طنشي خالص ، و اعملي من بنها " .
لكن حالة الإحتقان زادت و الوشوشة استحالت صخبا ، و ما كان في الخفاء أصبح في العلن .
إلى أن فوجئت بجلالة الملك يستدعيني لغرفة صناعة القرار ( النوم سابقا ) و يغلق بابها بإحكام ، و يخبرني أنه بناء على ما آلت إليه الأحداث فإنه يدعوني للموافقة على إنتخابات رئاسية مبكرة .
نزل علينا الخبرة كالصاعقة ، و بالطبع أعلنت رفضي التام للفكرة و قلت له بكل وضوح : عند أم ترتر جلالتك .
فنظر إلي بإشفاق ، و ربت على كتفي و جذبني من يدي بحزم من يقسو أحيانا على من يرحم . و فتح لي الباب و شاهدت جماهير الشعب الغفيرة و قد احتشدت في ميدان المملكة الرئيسي . للحظة راودني السؤال : يا لهوي ..هما كتروا كده إمتى ؟؟ دول حيالله خمسة أنفار .
لكن السؤال لم يستوقفني كثيرا ، فقد استفقت على صوت جلالته و هو يقول : ها .. هاتعملي إيه ؟
و هنا تنقل بي خيالي متفائلا بين فيلمي إسماعيل ياسين في الأسطول و هم يفرزون ورق اليانصيب و يقولون : رجب ، رجب ، رجب . و فيلم إمبراطورية ميم و هم يفرزون نتيجة الإنتخابات و يقولون : ماما ، ماما ، الست منى .
لكنني سرعان ما لطشت خيالي كفا خماسيا على قفاه ، و قلت له : دي عيال واطية يا معلم ، كل اللي يهمها مصلحتها و لن تقدر تاريخي الحافل في إنشاء المملكة و الإرتقاء بها .
و هكذا لم يكن أمامي إلا الموافقة على الإنتخابات الرئاسية المبكرة . لكنني طالبت بضمانات تضمن لي الاحتفاظ بمكانتي السابقة في المملكة و الإحتفاظ بكل الغنائم المادية التى آلت إلينا في حكمنا البائد .
و هنا قال جلالته : عيب عليكي .. برستيجك من برستيج الملك .. و أنا لا يمكن أسمح إن شوية العيال دول يمسوا هيبتك .
و هنا خرجت مرفوعة الرأس لكن دون مقشتي . و اعتلى الملك المنصة المشرفة على الميدان ، و وقف وراءه ولي العهد مبتسما ابتسامة هي مزيج من التشفي و الراحة و اللا شئ ، و تلا الملك البيان : في هذة الظروف العصيبة التي تمر بها المملكة ، قررت معاليها التنحي عن الحكم و ردت كل صلاحياتها إلى ملك البلاد .
و هنا هللت الجماهير فرحا و صخبا . و ملأت أجواء ميدان الريسيبشن الإحتفالات .
لكن سرعان ما نالهم التعب و بدأنا في الإنصراف . لكنني كنت أتحين الفرصة لأراه و انفرد به ، إنه الواد ابني الكبير ، و ناديته : خد هنا ياض ، الجماهير الغفيرة دي جت منين ؟ ده أنا أكاد أجزم إني شفت أم عمرو الشغالة مرتين ، مرة بتهرش في راسها كالعادة و مرة شايلة جزمة أبوك على دماغها و بتقول " أم عمرو و الملك إيد واحدة " . و شفت أختك الصغيرة يبجي تلات مرات ، مرة رافعينها و بتهتف و مرة بتخرج لسانها و مرة بتاكل بطاطس شيبس .
فنظر إلي نظرة ذات معنى ، و ابتسم ابتسامة خبيثة و انصرف .

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع

تحميل المزيد