طبيب المستقبل!

أيا طبيب.. ليس في كلمتي الجديد، ولن تكون هنالك حاجة إلى أن أضيف جديداً، أنت مسؤول في كبح شهوات نفسك، أنت مسؤول في طاعة ربك، أنت مسؤول في مالك وأهلك وعملك

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/24 الساعة 03:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/24 الساعة 03:01 بتوقيت غرينتش

أيا طبيب.. إنها فقط البداية، البداية التي تنطلق منها إلى عالم الواقع، هذا العالم المليء بالتحديات والعقبات والمسؤولية الحقيقية التي تتطلب جهداً يفوق ما تبادر له أفكارك وما يحيكه لك ذهنك. الذي انتهى من الشوط التعليمي الطويل لم يكن قد اتضح له في نسيج عقله مقدار المسؤولية التي لا مفر من الإقرار بها، ليس فقط في خضم حياته العملية أو السريرية على حد سواء، بل هي رسالة تحمل في طياتها الإنسانية البحتة و مخافة الله في كل خطوة تخطوها، سواء كان نجاحاً في شفاء مريض أو فتحاً علمياً يشار له بالبنان.

أيا طبيب.. ستكون ناجحاً، ستكون مكتسباً لمهارات عديدة، سوف تكون الأفضل في كل فرصة تنتظرك، ستصبح حياتك مرتكزةً على حبك لذاتك التي لم يعد هنالك شيء يقهر طريق نجاحاتها، لكن ما يجري في ذهنك هو معادلة حسابية خاطئة لا يمكن لمعطياتها المضي قدماً إلا إذا اتصلت بحبل الله المتين الذي سيوصلك إلى بر الأمان؛ حيث أعمالك ستبقى سجلاً تصنع به مستقبلاً أفضل وبه تبني رصيداً لآخرتك يذود عنك مرارة يوم الحساب.

أيا طبيب.. أنت حالة استثنائية من البشر، أنت مستقبل واعد قد اختاره القدر، أنت مجبول على العطاء بغير تململ أو قتر، أنت الذي عليه الهم قد استقر، أنت من ستبقى خير مدخر، أنت عنوان التضحية وطول السهر، أنت ملاذ الشاكي ومن به الضرر، أنت نبع من الحياة يغترف منه من افتقر، أنت منارة بضياء علمك الجهل انكدر، أنت شعاع الأمل ورفيقك العمل وعدوك الكسل وبسمة منك تشفي القلب إذا اعتل وأصابه الخلل.

أيا طبيب.. ليس في كلمتي الجديد، ولن تكون هنالك حاجة إلى أن أضيف جديداً، أنت مسؤول في كبح شهوات نفسك، أنت مسؤول في طاعة ربك، أنت مسؤول في مالك وأهلك وعملك، أنت الآن في قدر من المسؤولية الاجتماعية التي هي مرتكز كل هدف يغذيه حبك في ابتغاء مرضات الله عز وجل.

أيا طبيب.. إن المسؤولية أرض خصيبة نباتها الإحسان، وثمارها إدام يغذي الأذهان، وحدودها طاعة الرحمن، وفي جوفها واحة من الأيمان، وفي سماءها كبرياء في قطره النماء للأوطان وتذكرة لذي الشهود والأعيان.

أيا طبيب.. كن في ما هممت عقولاً، كن واثقاً من الوصول، كن صبوراً فالله ألهمك جلداً يطول، كن من رأيت وفيك خير الرأي تقول، كن أنموذجاً لخير أمة برسالة مفادها أنا سلام له من الماضي أصول، كن على بينة بأن لك رباً رحيماً قد وعدك بمزيد من مزيد، ومن قليل إلى عديد، ومن شدة إلى عيش رغيد، ومن دار الفناء إلى دار لك بالطيبات تدوم.

أيا طبيب.. لك مني جزيل التقدير والاحترام، لك مني كثير الحب والامتنان، لك من القلب السليم سلام، لك من العقل السليم سلام، وعليك أنت يا رسول الله وختام الأنبياء عظيم الصلاة والسلام.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد