قدِّر لي أن أكون أنا

أدركت أن أهم سؤال في حياتي ما زال يحتاج إلى إجابة: هل أنا أفكاري ومعتقداتي أو شهاداتي؟ هل أنا خبرتي وحرفتي ومهنتي؟ هل أنا تاريخي العائلي أو ليس كل من هذا؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/02 الساعة 03:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/02 الساعة 03:02 بتوقيت غرينتش

مَن أنا؟!
أربعة وعشرون عاماً مرَّت من عمري قضيتها أتعلم وأعلم، أتساءل فأجيب، وأسأل وأجيب.
أربعة وعشرون عاماً أدرس وأبحث وأطالع وأقرأ.

أدركت أن أهم سؤال في حياتي ما زال يحتاج إلى إجابة: هل أنا أفكاري ومعتقداتي أو شهاداتي؟ هل أنا خبرتي وحرفتي ومهنتي؟ هل أنا تاريخي العائلي أو ليس كل من هذا؟

نخرج حينها من بطون أمهاتنا بفطرة ربانية سوية وتبدأ حواسنا بالعمل؛ لنتعرف بها على غيرنا قبل تعرفنا على أنفسنا، ثم نكون فكرة عن أنفسنا، ونرى مَن نحن على غرار الآخرين.

وعلى وقع هذه الثنائية نعيش الأيام والأحداث وتداعياتها، فتختلج المشاعر وتتبدل الأحاسيس وتتفاوت الأمزجة والصور، وفي مثل هذه الحالة كم نحن بحاجة ماسة لرفع المعنويات وإعادة الشحن ربما.

نستيقظ على أثر انسياب النور في أرجاء هذا الكون الواسع الجميل، هذا النور الذي ما فتئ يغرينا بالاستمرار، والبدء من جديد من خلال ثنائية الانقباض والانبساط؛ إذ ينبسط صباحاً؛ لينبلج الفجر، ويندحر الظلام، وينقبض مساء ليئد الضياء ويتنفس الظلام.

مَن نحن؟ ومن أنا؟ ومَن أنت؟ قدر لنا أن نكون نحن كما نحن الآن.

نعم أنا مسلمة، وأنا عربية مغربية، ولكن هناك ملايين من العرب المغربيين فمن أنا منهم؟

أحس بأن هناك أشخاصاً يقيمون في داخلي باسمي، أنا مسؤول عني وعن تصرفاتي، لكن هل فعلاً أشخاص أم شخص واحد؟

أقيم بحثي عمن أنا.. عندما أحس بأنني أريد أن أقرأ كتاباً وإذا بي في نفس الوقت أيضاً أحس بأنني أريد أن أذهب لسوق، وفجأة تتولد لديَّ رغبة في أن أبحث عن أغراضي الضائعة، فأحس بمعركة داخل عقلي، فأشعر بضغط يزن ضعف وزني، يكاد يسحقني.

فهل أنا كل هذه الأشخاص؟ هل أنا مجتمع بأكمله يطلق عليه اسم أنا؟

أنا مَن يعول عليها، أنا من أخضع إلى رغبة هؤلاء الأشخاص، أو بالأحرى أنا مَن أقف بين معركة هؤلاء الأشخاص لأنصف واحداً من بينها ليخرج، ويكون سيد الموقف آنذاك.

لا أعلم، ولا أعرفني حق المعرفة، لكن من أنا؟ ما زلت أحتاج إلى جواب.
رضيت بنفسي وبي أنا فيما بيني وبين الله.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد