قالت السعودية إنها قررت دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، وأنها ستسلم سفير ألمانيا لديها مذكرة احتجاج على تصريحات وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، التي وصفتها بأنها "مشينة وغير مبررة".
وجاء هذا في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" فجر السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تعليقاً على تصريحات لغابرييل وصفتها إنها "غير صحيحية"، وكان قد وجه فيها انتقادات شديدة للسياسة الخارجية للمملكة، وخصوصاً في تعاملها مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري.
ونقلت "واس" عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية ( لم تذكر اسمه): "إن تلك التصريحات تثير استغراب واستهجان المملكة العربية السعودية".
وقال إن "المملكة تعتبر أن مثل هذه التصريحات العشوائية المبنية على معلومات مغلوطة لا تدعم الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تمثل موقف الحكومة الألمانية الصديقة التي تعدها حكومة المملكة شريكاً موثوقاً في الحرب على الإرهاب والتطرف وفي السعي لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة".
وبين أن المملكة "قررت دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، كما أنها ستسلم سفير ألمانيا لدى المملكة مذكرة احتجاج على هذه التصريحات المشينة وغير المبررة".
وانتقد وزير الخارجية الألماني خلال لقاء عقده أول أمس الخميس مع نظيره اللبناني جبران باسيل في برلين بشدة تصرفات السعودية مع رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري ووصفها بأنها "ليست معتادة".
وقال الوزير الألماني "إن هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا إلى أن روح المغامرة التي تتسع هناك منذ أشهر عدة لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها".
وأضاف "بعد الأزمة الإنسانية والحرب في اليمن وما حدث من صراع مع قطر، صارت هناك منهجية للتعامل مع الأشياء وصلت ذروتها الآن في التعامل مع لبنان".
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلن الحريري، استقالته على نحو مفاجئ، عبر خطاب متلفز ألقاه من السعودية، مرجعاً قراره إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله، من فرض أمر واقع بقوة سلاحه".
لكن استقالة الرجل، التي تهدد لبنان بعودة شبح الأزمة السياسية من جديد، أثارت شكوكاً داخلية وخارجية.
والأربعاء الماضي، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون، الحريري "محتجزاً وموقوفاً" بعد انقضاء نحو 12 يوماً على مكوثه في السعودية، وتقديم استقالته من الرياض؛ ما عده الجبير، "ادعاءات باطلة وغير صحيحة"، قائلاً إن "الحريري مواطن سعودي كما هو مواطن لبناني، يعيش هو وأسرته في المملكة بإرادته".
وأعلن قصر الإليزيه، أمس الجمعة، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيستقبل الحريري، في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم السبت، "بصفته رئيس حكومة لبنان، لأن استقالته لم تقبل في بلاده بما أنه لم يعد إليها".