في البداية يمكنك التنبؤ عزيزي القارئ أنني من مشجعي حفظ الصغر والأسباب في ذهني واعتقادي كثيرة.. إلا أنني خصصت هذا المقال للحديث عن أساليب عملية..
فلنركز على الهدف إذن..
أولاً
هناك ضابط هام جداً في تحفيظ الأطفال القرآن.. هذا الضابط هو "لن يقوم بمهمة تحفيظ أطفالك القرآن إلا أنت" – أب أو أم بالطبع – هذه الحقيقة التي يغفل عنها الكثير من الآباء والأمهات.. فلا الشيخ في المسجد أو البيت ولا المعلم ولا المربي بالأجر ولا أي من هؤلاء قادر على تنفيذ المهمة غيرك.
ثانياً على محفظ القرآن أن يتحلى ببعض الصفات الهامة:
1 – العزيمة: ذلك أن الأمر فيه مشقة وبذل.. بذل للوقت والجهد.. ومشقة في بداية التحفيظ قبل تعلم القراءة والكتابة.. وبعدها أيضاً.
2 – الصبر: القرآن الكريم ثلاثون وجهاً- مائة وأربع وأربعون سورة – ستون حزباً – مائتان وأربعون ربعاً و ستمائة وأربعة أوجه.
يستغرق حفظ ذلك الكمّ سنوات ما يعني أنه هدف طويل المدى والأهداف طويلة المدى تحتاج إلى الصبر..
3 – الحزم: عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حفّت الجنّة بالمكاره.. وحفّت النّار بالشهوات"
وعليه فلا تنتظر من طفلك أبداً أن يأتيك بالمصحف ويرجوك أن تحفظه القرآن.. يحتاج الأمر أن يرسخ في وعي الطفل من البداية أن حفظ القرآن هو واجب يومي لا غنى عنه وأن هذا الموضوع غير قابل للتفاوض أو المساومة – طبعاً مع كامل الاعتبار للأسلوب الذي ستقوم به بذلك وللأساليب المحببة في القرآن.
ثالثاً الخطوات العملية المعينة على تحفيظ القرآن للأطفال:
1 – البداية المبكرة: لا تتردد عزيزي محفظ القرآن في البدء قبل أن يتعلم طفلك الكلام.. فكثرة الترديد على مسامعه ستجعل أول نطقه القرآن.. وسيدهشك حفظه لقصار السور التي رددتها عليه قبل نومه مثلاً.
2 – المحافظة على الحفظ يومياً وعدم الانقطاع إلا لأسباب قهرية.
3 – التلقين في البداية هو الوسيلة الوحيدة للتحفيظ.. وهي وسيلة مرهقة بعض الشيء لكنها فعالة.. ترديد كلمة كلمة والطفل يكررها وراءك.
4 – يحفظ الطفل ذو السنتين نصف سطر يومياً – مثلاً – ثم يزداد القدر مع تقدم عمر الطفل فيصبح سطراً ثم سطرين وهكذا حتى نصل لسبعة أو ثمانية أسطر – مثلاً – مع طفل السبع سنوات.
5 – قراءة القرآن بأحكام التجويد واجبة.. لذا لا يجب إغفال الأحكام عند تحفيظ الأطفال.. وهذا ليس صعباً كما يظنه البعض :
أولاً: الطفل لا يعرف أن هذا حكم.. أنت إذا نطقت أمامه غنّة فسينطقها غنّة.. وإذا نطقت أمامه قلقلة فسيقلقل.
ثانياً: نطق الحرف يستغرق زمناً.. والحكم يستغرق زمناً آخر.. فلنضع هذا في الحسبان إذن.. وبدلاً من ترديد كلمتين كلمتين فلنجعلها كلمة واحدة ولكن مع الحكم.
ثالثاً: بما أننا سنردد كلمة بكلمة أو كلمتين كلمتين فهذا يعني كثرة الوقف.. والوقف في القرآن على ساكن.. إلا أنه عند تحفيظ الأطفال فإننا ننطق كل الكلمات حال الوصل أي أنه ليس بشرط أن نقف على ساكن.. كما أننا ننطق الحكم حال الوصل.
مثال: قل أعوذُ ننطقها بالضم ونقف عليها بالضم
مثال: ( لنسفعن) ننطقها ( لنسفعم) لأن حكمها إقلاب
مثال: ( ويلٌ – همزةٍ – مالاً ) ننطقها ( ويلُن – همزتِن – مالَن)
رابعاً: تجويد المحفظ هام جداً في تجويد الطفل.
6 – كل يوم نبدأ الحفظ الجديد بكلمة أو اثنتين من الآية السابقة حتى نحصل على ربط جيد بين الآيات.
7 – المراجعة الدائمة والمستمرة بالتوازي مع الحفظ الجديد يومياً.
8- تفسير مبسط يتناسب مع عمر الطفل يسهل الحفظ ويصب أكثر في تحقيق الهدف من حفظ القرآن.
9 – محاولة إيجاد الصحبة التي تهتم بتحفيظ القرآن نفس قدر اهتمامك به.
10 – الآيات الطويلة مثل الآية ( 31 ) مثلاً من سورة المدثر.. لا يعرف الطفل إن كانت طويلة أم قصيرة.. يحفظ سطراً سطراً أو سطرين سطرين – حسب عمره – ولن يشعر بفارق بينها وبين غيرها من الآيات.
11 – نرجع لمواطن الضعف في كل سورة بعد الانتهاء من حفظها ولا ننتقل لغيرها إلا بعد الانتهاء من هذه المواطن والتأكد من أن الطفل أصبح يحفظها جيداً.
12- لفت النظر للمتشابهات وتنمية حسّ المقارنة بين الآيات المتشابهة يثبت الحفظ ويُعمِل العقل.
أخيراً.. البيّنة والجنّ والممتحنة والحديد سور يتم حفظها في آخر الجزء بعد إتمام كل السور الأخرى.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.