يتوجه سفراء الدول الـ15 في مجلس الأمن الدولي، الإثنين 29 يناير/كانون الثاني 2018، إلى واشنطن؛ لمعاينة حطام صواريخ يُشتبه في أن إيران أرسلتها إلى المتمردين الحوثيين باليمن، وفق ما أعلنه دبلوماسيون.
ومن المقرر أن يجتمع سفراء مجلس الأمن أيضاً في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تأمل إدارته حشد دعم دولي ضد إيران.
وأطلق المتمردون الحوثيون صاروخين مع نهاية العام الماضي؛ سقط أحدهما بمطار الرياض، والآخر كان في اتجاهه إلى قصر الحكم بالرياض.
ويأتي هذا التحرك لسفراء المجلس، من نيويورك إلى واشنطن، بمبادرة من السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، التي دعت زملاءها لمعاينة حطام الصواريخ الموجود داخل مستودع قاعدة عسكرية في واشنطن.
وتقول واشنطن إن إيران أرسلت صواريخ إلى المتمردين الحوثيين في اليمن.
في أواخر عام 2017، نظّمت هايلي جولة إعلامية في تلك القاعدة العسكرية؛ من أجل بثّ صور لقِطع صواريخ تحمل شعار شركة أسلحة إيرانية.
وبحسب هايلي، فإنّ تلك القطع الصاروخية هي "دليل" على أن طهران انتهكت حظراً مفروضاً على إرسال أسلحة إلى اليمن.
وتسعى هايلي لإقناع مجلس الأمن باتخاذ إجراءات ضد إيران، لكنّ ذلك يُحتمل أن يصطدم في مجلس الأمن بحق النقض (الفيتو) الذي تملكه روسيا، حليفة طهران.
ووفقاً لتقرير تسلّمه مجلس الأمن في الآونة الأخيرة، فإن إيران انتهكت الحظر المفروض على توريد أسلحة إلى اليمن، من خلال سماحها للمتمردين الحوثيين بالتسلّح بطائرات بلا طيار وصواريخ باليستية أُطلقت نحو السعودية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي قد تعهدت، الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2017، باستستخدم ما تصفه بأنه دليلٌ على انخراط إيران العسكري، الآخذ في التعمُّق، بالحرب الأهلية اليمنية؛ من أجل إيجاد توافقٍ دولي جديد للقيام بتحرُّكٍ أكثر قسوة ضد طهران، كجزءٍ من خطة لعزل خصمها الرئيسي في الشرق الأوسط.
وقد استغل المسؤولون الأميركيون سلسلةً من الضربات الصاروخية التي قام بها الحوثيون ضد السعودية كفرصةٍ لتكثيف الضغط الدولي على إيران، وفق ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وفي عرضٍ تقديمي مُفصَّل بإحدى القواعد العسكرية في واشنطن، عرضت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أسلحةً قالت إنَّها تُشكِّل دليلاً "لا يمكن إنكاره"، على أنَّ إيران قد وسَّعت دعمها للمتمردين الحوثيين باليمن بينما تواصل دعم مجموعاتٍ مسلحة في لبنان، وسوريا، وبلدان أخرى.
وقالت هيلي، التي كانت مُحاطةً بمجموعة من حُطام صاروخٍ، وطائرة من دون طيار مُحطَّمة، وأسلحة أخرى استعادها حلفاء الولايات المتحدة في الخليج العربي: "تُظهِر هذه الأدلة نمط سلوكٍ تزرع به إيران الصراع والتطرُّف".
ويؤكِّد القرار النادر بعرض المواد التي يستغلها مُحلِّلو الاستخبارات الأميركية علناً، تصميم إدارة ترامب على حشد تحرُّكٍ دولي جديد ضد إيران، على الرغم من تهديد الرئيس ترامب بالتخلِّي عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تفاوض عليه سلفه باراك أوباما والقوى الدولية الأخرى، وهو ما رآه محللون محاولة تنقصها الأدلة.
وتَركَّز عرض هيلي على بقايا ما قال المُحلِّلون إنَّهما صاروخان باليستيان صُنعا في إيران، وهُرِّبا إلى داخل اليمن واستخدمهما مقاتلو الحوثي هذا العام لشن سلسلةٍ من الهجمات على أهدافٍ داخل العمق السعودي، بما في ذلك أحد أكثر المطارات المدنية ازدحاماً في المملكة.
ونفت إيران تلك المزاعم. وفي رسالةٍ نشرها عبر تويتر، قارن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، العرض الذي قدَّمته هيلي بمزاعم وزير الخارجية الأميركي عام 2003، كولن باول، حول أسلحة الدمار الشامل العراقية، التي تبيَّن فيما بعد أنَّها خاطئة. وقال: "حينما كنتُ سفيراً لدى الأمم المتحدة، رأيتُ هذا العرض وما آل إليه".
وقال المسؤولون إنَّ المعدات سُلِّمت من حكومتي السعودية والإمارات ولا يوجد شك في مصدرها، على الرغم من أنَّ المسؤولين الأميركيين في بعض الحالات لا يمتلكون معلوماتٍ محددة عن المكان الذي جرت استعادة المعدات منه.