كيف اتجه اليمنيون للمسيحية هروباً من الجماعات المتطرفة؟

إن الطائفية والعنصرية الدينية التي تفشت في الآونة الأخيرة هي من دعت الناس لأن يصلوا لحقائق الكثير من الأمور التي اعتبروها مجرد خرافات كانوا يعيشون في أوهامها؛ بل تعدتها لتصل إلى إنشاء جماعات مؤمنة بديانات مختلفة وجماعات ملحدة وجماعات لا دينية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/12/21 الساعة 02:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/12/21 الساعة 02:49 بتوقيت غرينتش

لم تخلُ إقامة شعائر الصلاة في مساجد اليمن في الفترة الأخيرة من مشاهد مفزعه لتفجيرات وعمليات قتل للمصلين أدت إلى ابتعاد الكثير عن ممارسة شعائر العبادة الإسلامية في المساجد، ليس بدافع الخوف من التعرض للقتل بعبوة ناسفة أو انتحاري مفخخ فقط، وإنما لوصول الكثير منهم؛ لأن من يقومون بهذه الأعمال هم أبناء تلك المساجد ونتيجة لخطب المساجد التحريضية والتعبوية والطائفية ضد الآخر.

ما زلت أتذكر مكالمة أحد الأصدقاء حينما تواصلنا بعد فترة انقطاع لضعف خدمات الإنترنت والاتصال وانقطاع الكهرباء المتواصل، أتذكر أن أول كلمة قالها لي: "أبشرك أنا اتبعت يسوع المسيح المخلص".

لم يكن بالشيء الغريب، ولكن الغريب هو أن يتحدث أحدهم عن تغييرة لدينه في مجتمع متطرف يحلل قتل الأشخاص بناء على معتقدهم الديني، فقد وجد المحبة والسلام في المسيحية التي تطلبك بالمحبة لا القتل، بعكس الدعوات التي تروج لجواز قتل الأشخاص بناء على مذهبهم، ولو حتى كانوا من نفس الدين أمثال الشيعة أو اتباع الطوائف الأخرى.

إن الطائفية والعنصرية الدينية التي تفشت في الآونة الأخيرة هي من دعت الناس لأن يصلوا لحقائق الكثير من الأمور التي اعتبروها مجرد خرافات كانوا يعيشون في أوهامها؛ بل تعدتها لتصل إلى إنشاء جماعات مؤمنة بديانات مختلفة وجماعات ملحدة وجماعات لا دينية.

إن تفجير الكنائس وتدمير دور العبادة في عدن وصنعاء وملاحقة أتباع الديانات المختلفة لن يأتي بأي نتيجة؛ بل سيدفع الكثير لأتباعها؛ لأنها في نظرهم الخلاص من مستنقع الفتنه وسيناريو القتل المجاني الذي يمارسه المسلمون ضد بعضهم البعض وضد أتباع الديانات والطوائف الأخرى.

تلك القناعات التي تثبت أن الجماعات المتطرفة ما هي إلا أدوات مجهزة للقتل خالية من العقل والتفكير تقاد بمنظومة متطرفة تعيش على الدماء وتمارس القتل والفتنة.

الصراع في منطقة الشرق الأوسط هو صراع ديني بامتياز لن ينتهي إلا بيقظة المجتمع.
والتخلص من الحقد والكراهية والتمييز المبني على الدين واللون والطائفة والعرق.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد