ماذا يريد الرجل؟
كُتِبت الملايين من الصفحات عن "ما تريده النساء"، ولكن ماذا عن الرجل؟ هل تعرفين ما نريده حقاً؟ الأجوبة قد تكون مفاجئة لكِ. عموماً، نحن طموحون، ولكننا مخلوقات حبيسو العادات، عندما نجد شيئاً أو شخصاً نحبه، نقتنع تماماً به ونتمسك به أو بها.
مبدأنا في الحياة (ما دام يزال يعمل، لا تصلحه) ستجديننا نذهب إلى ذلك المطعم (ماكدونالدز) مراراً وتكراراً دون ملل، وفي كل نطلب "بيج تاستي"، وإن كنا نحس أن به خطأ ما ولكنه يعجبنا، لماذا نطلب بيج ماك أو ماك أرابيا ونتعرض لخيبة أمل؟! ومن المؤكد أننا نفوت على أنفسنا مجموعة أخرى ذات طعم قد يكون ألذ، ولكن، مهلاً، البيج تاستي لم يخذلنا أبداً، لماذا نخاطر بذلك؟
نحن نحب الوضع الراهن، أياً كان نحن سعداء كحيوان التابير (لو كان حيوان التابير سعيداً)، نحن لا نبحث حقاً عن تحسين أنفسنا أو الشروع في التغيير الكبير الذي سوف يعطل روتيننا المريح الذي أنشأناه لأنفسنا وأحبائنا.
ذلك هو السبب، ونحن راضون بشكل عام عن شكلنا في المرآة وليس لدينا اهتمام ببرامج تطوير الذات، أو كتب الحمية الغذائية، نحن راضون عن أنفسنا، بغض النظر عن أن لدينا شعراً خفيفاً ولدينا بطن بارز (الكرش).
بالتأكيد، نود أن نبدو كبراد بيت (وذلك فقط لكي نستطيع أن نحظى بأنجلينا جولي)، ولكننا ندرك أن هذا لن يحدث؛ لذلك نحن نقبل ما نحن عليه، ونتعايش معه.
التغيير هو مجرد الكثير من العمل، والعمل بالنسبة لنا، إن لم نتقاضَ منه جيداً فإنه لا يستحق الجهد، والحقيقة الثابتة هي أن التغيير الوحيد الذي يرغب فيه الرجال على مستوى العالم، هو في تعدد شريكات الحياة.
أعلم أن هذا يثير غضبك، دعني أشرح:
من الوقت الذي نتعلم فيه ما هو الجنس ونبدأ في تخليه أثناء الأحلام واليقظة، ونحن نتصور أنفسنا نمارسه مع امرأة جميلة ما إلى امرأة جميلة أخرى.
نعم، ما قرأتيه صحيح، امرأة أخرى، أكثر ما يثير الرجل أكثر من امرأة جميلة هو امرأة جميلة أخرى لا يعرفها ولم يكتشفها، وتمثل له مغامرة جديدة مثيرة.
بمعنى أكثر وضوحاً، نحن لا نبحث عن امرأة مثالية، بل نبحث عن طابور لا نهاية له من النساء المثاليات، بالنسبة لنا، على الأقل في عقلنا الباطن، ليس هناك شيء يسمى "امرأة واحدة تكفي".
لو تكلمنا من المنظور الديني، الله أمرنا نحن الرجال بغض البصر من النظرة الأولى؛ لأن الله خلقنا وأعلم بنا، وكذلك أجاز للرجال التعدد.
ولكن ما يفرضه عليك المجتمع الآن من رفضه التعدد مخالف تماماً لطبيعة الرجل. ومع انتشار الثقافة الغربية من خلال الكتب والروايات والأفلام والمسلسلات، أصبحنا نفكر مثلهم تماماً في هذه النقطة، وتمت برمجتنا اجتماعياً على أن السعادة في الزواج الأحادي.
وعلى الرغم من أن فكرة الزواج من امرأة واحدة فقط الآن وإلى الأبد أكثر ما يتعارض مع كل ذرة من كياننا، فإن معظمنا يقبل هذا كضرورة مجتمعية، ضرورة محبطة للغاية.
ومن هو ملتزم منا بزوجة واحدة ينظر بعين الحسد أو الغبطة للرجل المعدد، أو حتى للرجل كثير العلاقات غير الشرعية، قد يظهر اشمئزازه أو رفضه للفكرة، ولكن اعلمي أنه يكذب عليك ليرضيكِ.
بعيداً عن موضوع الجنس والزواج، الرجل قنوع بطبيعته، ويكرر نمطه اليومي.
الرجل، في الواقع، لديه القدرة على تبني روتين لحياتنا اليومية مهما كانت مملة ومتكررة، الوظيفة في كثير من الأحيان تكون غير مرضية، ولكننا نستمر بتلك الوظيفة لمدة ثلاثين أو أربعين عاماً دون أن نصاب بالجنون؛ لذلك نحن نقف مدهوشين من رغبتك في إعادة ترتيب الأثاث، واستبدال الموضات.
نحن أيضاً لا نفهم لماذا تريدين تغيير لون شعرك كل فترة، لكننا نتقبل تلك الرغبة في التغيير، فهي ما تجعلك امرأة جديدة ومختلفة قليلاً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.