ألمانيا تفتح أبوابها للاجئين.. واتهامات لميركل بعدم التشاور بشأن القرار

عربي بوست
تم النشر: 2015/09/06 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/09/06 الساعة 15:03 بتوقيت غرينتش

تدفق آلاف اللاجئين على ألمانيا الأحد 6 سبتمبر/أيلول 2015، حيث عبر كثير منهم النمسا قادمين من المجر بعد أن جرى ابقائهم هناك على غير إرادتهم لعدة أيام في حين تواصل حكومات الاتحاد الأوروبي بحث سبل مواجهة الأزمة.

وغادرت قافلة من نحو 140 سيارة وعربة محملة بالغذاء والماء فيينا لالتقاط اللاجئين المنهكين وكثير منهم من سوريا-الذين بدأوا قطع مسافة تمتد لنحو 170 كيلومترا تحت الأمطار من العاصمة المجرية بودابست وحتى الحدود النمساوية حيث يواصل كثير منهم الرحلة الطويلة إلى داخل ألمانيا.
اللاجئون موضع ترحيب

وبينما كان المتطوعون يقومون بتحميل عرباتهم بالغذاء والماء ولعب الأطفال، وقف مارة وهم يصفقون ويهتفون "قولها عالية .. قولها واضحة .. اللاجئون موضع ترحيب هنا".

الاتحاد الأوروبي يعاني من انقسام عميق بشأن كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا في اختبار لمبدأ التضامن الأمر الذي يصم الاتحاد المؤلف من 28 دولة بعدم الفاعلية وغياب المشاعر الإنسانية ويضع الدول الأعضاء في مواجهة بعضها البعض.

"لدينا مشكلة في الرؤية والهوية"

فيدريكا موجريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قالت لصحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية "عندما يحتدم الجدل في أوروبا الغنية وتمزقها الانقسامات بشأن ما إذا كانت ستقبل ألفا أو عشرة آلاف أو 42 ألفا أو مئة ألف لاجئ في حين يوجد في تركيا بالفعل مليونا لاجئ يكون من الواضح أن لدينا مشكلة في الرؤية والهوية."

وأضافت "هذه الأزمة يمكن أن تساعدنا على الخروج بوجهة نظر أقوى عما تعنيه كلمة الاتحاد الأوروبي."

وقال مسؤولون بولاية بافاريا إن 6800 مهاجر دخلوا ألمانيا يوم السبت ومن المتوقع وصول خمسة آلاف آخرين اليوم الأحد.

كانت ألمانيا قد أعلنت انها تتوقع وصول 800 ألف لاجئ ومهاجر هذا العام وحثت الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على فتح حدودها. لكن آخرين يقولون إن التركيز ينبغي أن ينصب على معالجة العنف في الشرق الأوسط الذي دفعهم إلى الهرب من ديارهم.

قرار المستشارة الألمانية انجيلا ميركل السماح بدخول آلاف اللاجئين إلى ألمانيا ممن تقطعت بهم السبل في المجر، أحدث انشقاقا الأحد بين جناحها المحافظ عندما اتهمها حلفاؤها في بافاريا بأنها اتخذت قرارها دون التشاور مع الولايات الاتحادية الألمانية التي ستضطر للتعامل مع تدفق اللاجئين.

عدد اللاجئين في أوروبا محدود

ويعتبر عدد المهاجرين في أوروبا محدودا مقارنة بعدة ملايين من اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا مثل لبنان وتركيا والأردن ودعا البابا فرنسيس اليوم الأحد كل أسقفية وجماعة دينية في أوروبا إلى إيواء عائلة من المهاجرين في بادرة تضامن قال إنها ستبدأ من الفاتيكان.

وقدم نحو عشرة اشخاص الشوكولاتة والموز للترحيب بالقادمين الذي تراوح عددهم بين 600 و700 شخص غالبيتهم من سوريا والذين وصلوا على متن قطارين إلى مدينة ميونيخ بجنوب ألمانيا في ساعة مبكرة اليوم.
وقالت متحدثة باسم إدارة المدينة إن من المتوقع وصول قطار ثالث يقل نحو 450 شخصا.

ونقل غالبية القادمين بالحافلات إلى مراكز الاستقبال بعد توقيع الكشف الطبي عليهم ومنحهم الغذاء وملابس نظيفة. وقال كثيرون إنهم من سوريا بينما قال آخرون انهم من أفغانستان أو العراق.

الرحيل إلى ألمانيا

وفي المجر استقل المهاجرون القطارات مجانا في محطة كيليتي في بودابست متبعين لافتات كتبت بالعربية لإرشاد الناس الى القطارات المتجهة إلى هيجيشالوم على الحدود مع النمسا. وسلم متطوعون أغذية وملابس إلى مئات المهاجرين الذين غصت بهم المحطة.

الشرطة النمساوية قالت إن تدفق المهاجرين الذين يعبرون الحدود من المجر تباطأ اليوم الأحد.
وغادر أكثر من 10 آلاف شخص المجر منذ فتح الحدود يوم السبت بعد أن أمضى الآلاف أياما وهم يخيمون خارج المحطة وسط مواجهات مع الشرطة وتعامل فوضوي من السلطات المجرية مع القضية.

ووفرت المجر أكثر من مئة حافلة ليل السبت لنقل المهاجرين الذين وصلوا عبر البلقان من اليونان الى النمسا. وقالت النمسا انها اتفقت مع ألمانيا على السماح لهم بالدخول متجاوزة قواعد اللجوء التي تتطلب تسجيل اللاجئ في أول بلد أوروبي يصل إليه.

ونزلت صفوف طويلة من الأشخاص الذين كانوا يلتحفون بالأغطية ويحمل كثير منهم أطفالا غلبهم النوم من الحافلات على الجانب المجري الحدود وساروا تحت المطر لعبور الحدود إلى النمسا.

وعبر مهاجر سوري قال ان اسمه محمد عن سعادته قائلا "نحن سعداء. سنذهب إلى ألمانيا". وتعد ألمانيا صاحبة أكبر وأكفأ اقتصاد في أوروبا المقصد المفضل لغالبية اللاجئين.

ليلة تحت المطر

لكن على حدود المجر مع صربيا قالت تقارير إن اللاجئين أمضوا الليل تحت المطر دون غذاء أو مأوى.

وقالت الباحثة في منظمة العفو الدولية باربورا سيرنوساكوفا في بيان "بينما استمتعت أوروبا بالأمس بصور سعيدة من النمسا وألمانيا يرى المهاجرون الذين يعبرون الحدود إلى المجر الآن صورة مختلفة تماما.. شرطة مكافحة الشغب وأرضا باردة ينامون عليها."

واتخذت المجر التي تعد نقطة العبور الرئيسية للمهاجرين إلى منطقة شينجن الأوروبية موقفا متشددا ووعدت بإغلاق حدودها الجنوبية بإقامة سياج جديد مرتفع بحلول 15 سبتمبر/ أيلول 2015 .

سريان قواعد "دبلن"

المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية هارالد نيمانز قال إن قرار برلين بفتح حدودها أمام السوريين يعد أمرا استثنائيا لأسباب إنسانية.

واضاف أن ما يسمى بقواعد دبلن الأوروبية التي تلزم طالبي اللجوء بالتقدم بطلبهم في أول بلد أوروبي دخلوه مازالت سارية ولم تعلق.

وفشل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع في لوكسمبورج يوم السبت في الاتفاق على أي خطوات سياسية للخروج من الأزمة.
ويختلف الوزراء بشكل خاص حول مقترحات بشأن الحصص التي يمكن أن تتحملها كل دولة من طالبي اللجوء.

ولم تظهر أي بادرة على انحسار ظاهرة تدفق اللاجئين في قوارب متهالكة في رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط هربا من حرب أهلية في سوريا تدور رحاها على مدى 4 سنوات ونصف السنة أودت بحياة نحو 250 ألف شخص ومن حروب أخرى في العراق وأفغانستان وافريقيا.

تحميل المزيد