لماذا أصبحت نفس رحلات الطيران تستغرق وقتاً أطول عن ذي قبل؟

صارت الرحلات التي تُقلع دون توقف من مدينة نيويورك إلى الولايتين الأميركيتين هيوستن وتكساس تستغرق 4 ساعات، بعد أن كانت تستغرق ساعتين ونصف الساعة فقط عام 1973، وهذا يعني أن زمن الرحلات قد زاد مع التقدم التكنولوجي.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/10 الساعة 11:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/10 الساعة 11:16 بتوقيت غرينتش

صارت الرحلات التي تُقلع دون توقف من مدينة نيويورك إلى الولايتين الأميركيتين هيوستن وتكساس تستغرق 4 ساعات، بعد أن كانت تستغرق ساعتين ونصف الساعة فقط عام 1973، وهذا يعني أن زمن الرحلات قد زاد مع التقدم التكنولوجي.

لكن هذه الرحلة ليست قضية مُستقلة بذاتها، إذ صار وقت رحلات الطيران أطول بشكلٍ عام، وهذا ما أوضحه تقرير نشرته صحيفة The Telegraph البريطانية.

وعلى سبيل المثال، زاد الوقت الذي تستغرقه الرحلة من لندن إلى أدنبرة (عاصمة اسكتلندا) 10 دقائق عما كان في منتصف التسعينات، كما زاد وقت الرحلة من مدريد إلى برشلونة 20 دقيقة، في حين زاد الوقت الذي تستغرقه الرحلة من نيويورك إلى شيكاغو من ساعتين ونصف الساعة عام 1996 إلى ساعتين وخمسين دقيقة.

لماذا تستغرق رحلات الطيران وقتاً أطول؟



هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء استغراق الرحلات وقتاً أطول للانتقال من الوجهة (أ) إلى الوجهة (ب)، ولكن أحد الأسباب التي اكتُشفت حديثاً هو زيادة أسعار الوقود.

وبحسب ما ذكر موقع Business Insider فإنه بعد ارتفاع سعر الوقود في العقد الأول من 0.70 دولار لكل غالون إلى 3 دولارات، أدركت خطوط الطيران أن بإمكانها توفير ملايين الجنيهات كل عام حين تسير الرحلات ببطء.

لأنها بذلك تستخدم كمية أقل من الوقود، لكنها تصل إلى وجهتها متأخرة بعض الشيء، يذكر أن الغالون من وقود الطائرات كان يُكلف 1.59 في نهاية عام 2016.

كيف يوفر بُطء الرحلة المزيد من الوقود؟


أشارت وكالة أسوشيتد برس في تقريرٍ لها عام 2008 إلى أن الخطوط الأميركية JetBlue وفَّرت 13.6 مليون دولار سنوياً، حينما أضافت دقيقتين على زمن كل رحلة. ولا تُعد هذه استراتيجية جديدة على وجه الخصوص.

وكانت صحيفة ذي تليغراف قد أشارت في تقريرٍ لها عام 2013 إلى أن المسؤولين عن ميزانية شركة Ryanair للطيران طلبوا من الطيارين القيادة ببطء، من أجل توفير الوقود –والنقود أيضاً- لكنها أضافت دقيقتين على توقيت كل رحلة.

بينما أشارت رويترز في 2014 إلى انخفاض معدل استهلاك وقود الطائرات في الولايات المتحدة -بعد أن بلغ ذروته في 2005- إلى أكثر من 15% خلال 10 سنوات، أي ما يعادل أكثر من 200 ألف برميل يومياً.

وهناك مفاضلة لسرعة الطيران العادية (546-575 ميل لكل ساعة) بين الرضوخ إلى الضغوط التجارية وزيادة سرعة الوصول، وبين الزيادة التي تواجهها في نسبة الوقود المستهلك.

فيما لا يُعد الوصول إلى الوجهة المُحددة سريعاً مطلب العملاء فقط، ولكنه يُقلل كذلك من مصاريف طاقم الطائرة، ويضمن حمولة أكبر من الركاب الجُدد.

ملء الجدول الزمني.. سياسة أخرى أطالت رحلات الطيران



ومن الأسباب الأخرى وراء زيادة الوقت المستغرق في رحلات الطيران التي اكتشفتها التليغراف عام 2015، هي الممارسة المعروفة باسم schedule padding أو "ملء الجدول الزمني".

وبحسب ما ذكر المقال المنشور بصحيفة ذي تليغراف: "يكمن الاتهام في أن شركات الطيران تقع تحت ضغط متزايد لتزيد من عدد الرحلات التي تهبط في موعدها المحدد بقدر الإمكان، وبالتالي فهي تعطي لنفسها مساحة من المرونة بتخصيص مواعيد للرحلات في هذا الجدول.

وكان أحد التقارير لمحللي دليل الطيران الرسمي OAG قد أظهر كيف ازدادت مواعيد الرحلات المقررة في مسارات مختلفة في الفترة بين 1996 و2015.

من جانبه، قال جيم بوتين، وهو محاضر رفيع المستوى في إدارة النقل الجوي في جامعة كرانفيلد لـBBC، إن "زيادة الوقت في جداول خطوط الطيران أمر شائع جداً وشبه عام في أوروبا، وفي أجزاء أخرى من العالم".

لكن شركات الطيران تنفي وجود هذه الممارسة.

ويقول جون جرانت، وهو محلل بارز في إدارة النقل الجوي إن الأمر أكثر تعقيداً، موضحاً أن الأمر ليس بهذه البساطة، على افتراض أن الخطوط الجوية زادت من مرات الحظر لتقليل مخاطر التأخير.

وأشار دليل الطيران الرسمي كيف أن الازدحام في المطارات يعني أن الطائرات تستغرق وقتاً أطول للإقلاع بعد مغادرة البوابة، وهو الوقت الذي يتم إدراجه في الجدول.

هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Telegraph البريطانية. وللاطلاع على النص الأصلي اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد