معارك يومية طريفة تقع في لجان ترشيح المصريين لانتخابات "مجلس النواب" القادمة التي ستجري على مرحلتين الشهرين القادمين، ويستمر التقدم لها حتى 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، بسبب "الرمز الانتخابي" لكل مرشح.
المعارك الشفهية تأتي وسط حالة من الغضب بين مرشحي الأحزاب لإلغاء رموز قديمة كانت مخصصة لأحزاب "الوطني" – حزب مبارك – والوفد، والإخوان، و"نجمة" الرئيس الحالي السيسي التي كانت رمزه الانتخابي.
ومن بين 230 رمزا انتخابيا من "اللمبة" لـ"الصاروخ"، وأسماء 10 أجهزة كهربائية، و9 فواكه ستظهر على لافتات المرشحين، غابت الرموز الانتخابية القديمة التي كان يختارها نواب الحزب الوطني المنحل رغم مشاركتهم بقوة بعد تأكيد لجنة الانتخابات الجمعة أن من حقهم الترشح، كما غابت أيضا رموز أحزاب إسلامية تم حلها.
رمز البطة
بالمقابل، حلت أسماء طريفة أخري أثارت غضب بعض المرشحين ودفعت بعضهم لرفض الترشح وسحب طلباتهم مثل رموز: "البطة" التي جعلت مرشح يقول لرئيس لجنة الانتخابات: "هو أنا شكلي بطة؟، يعنى عايزينى أكاكى؟"، و"الشاكوش" و"البصلة" و"الدبابة" و"المدفع".
وخلت قائمة الرموز الانتخابية الجديدة، التي تلجأ لها مصر منذ قانون صدر عام 1953، بسبب انتشار الأمية، من أبرز الرموز التي اشتهرت في عهد مبارك مثل "الهلال" و"الجمل" اللذان كانا دائما من نصيب الحزب الوطني "المنحل" في الانتخابات البرلمانية.
كما خلت القامة من رمز "النجمة" الذي حصل عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسة 2014، وغاب رمز "الميزان" الذي حصل عليه حزب "الحرية والعدالة"، المنحل (حزب الإخوان) في انتخابات برلمان 2011، واشتكي نواب حزب الوفد من إعطاء رمز "النخلة" الشهير المخصص لهم إلى مرشحين آخرين، وتوقع "حزب النور" السلفي أن يحتفظ في قوائمه الانتخابية -التي ضم لها أقباط وسيدات -برمز "الفانوس" القديم.
وأعطت اللجنة رموز انتخابية لمرشحين رئاسيين سابقين لمرشحين جدد وفقا لأولية التقدم للجنة، مثل رمز "النسر" الذي حصل عليه من قبل حمدين صباحي، و"السلم" رمز الفريق أحمد شفيق، و"المظلة" الذي حصل عليها سليم العوا، و"الشمس" رمز عمرو موسى، وغيرها.
غضب حزبي بسبب "رغيف العيش"
"محمد عثمان" المستشار القانوني لحزب المصريين الأحرار، كان قد هدد باللجوء للقضاء إذا لم تستجب اللجنة العليا للانتخابات لمطالبهم بتخصيص رمز "الساعة" بدلا من رمز "الراديو" الذي خصصته اللجنة للحزب في وقت سابق.
وقال في تصريحات تلفزيونية، أن الحزب طلب 3 رموز انتخابية، وهي "رغيف العيش" و"العين" و"العلم"، وفوجئ برموز أخرى تمامًا، وحصلت أحزاب حديثة عن حزب المصريين الأحرار على رموز الحزب التي كانت مخصصة له في انتخابات سابقة.
أيضا قال "عبد الناصر قنديل"، سكرتير عام لجنة الانتخابات بحزب التجمع اليساري، أن هناك حالة استياء في الحزب لرفض اللجنة إعطاء أعضائه الرموز الانتخابية المشهورين بها مثل "السلم" و"المركب"، وتخصيص رموز أخري لهم مثل "المفتاح" و"الطيارة".
البصلة من حظ من؟
وفي انتخابات مجلس الشورى لعام 2011، وقع رمز "البصلة" من نصيب الشيخ علاء طاهر مفتاح، الذي أبدى انزعاجه من الرمز قائلًا: "البصل رمز للسوء، ويقلل من شأني أمام الناخبين، كما يجعلني مادة لسخريتهم"، وحتي الآن لم يعرف من وقع عليه اختيار هذا الرمز "البصلة" في الانتخابات الحالية لاستمرار عملية توزيع الرموز أسبوعا آخر.
بالمقابل، بعض المرشحين تقبلوا هذه الرموز الطريفة وسوف يستغلونها في الدعاية، وسبق للمرشح "أيمن مبارك" أن أستغل رمزه الانتخابي (دبدوب) في انتخابات برلمان 2011، حيث كتب على أوراق ولافتات الدعاية التي وزعها، عبارة: "لو مش عاجبك أسلوبي.. رجعلي دبدوبي".
أدوات كهربية
وتضم الرموز الانتخابية قائمة طريفة من الأدوات المنزلية والفاكهة والخضر، مثل "لمبة الجاز والصاروخ والبصل والمانجو والموز، ووسائل النقل كالسيارة والمركب الشراعي والطائرة والقطار والأوتوبيس والسفينة والسيارة النقل والطائرة الهليكوبتر، وأدوات عمال وفلاحين كالمحراث والفأس، والجرار الزراعي، والمنشار، والشرشرة، والشنيور، والكماشة، والكوريك، والشاكوش".
وتضمنت القائمة 10 رموز لمسميات أجهزة كهربائية، هي، الأباجورة، والراديو، والبوتاجاز والتليفزيون، والمكنسة الكهربائية، وجهاز التكييف، وخلاط السوائل، والمدفأة، والميكروويف، والمروحة، وأيضا حيوانات الغابة مثل رموز الأسد والنمر.
وبسبب زيادة نسبة الأمية بين المصريين، نص قانون مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956، على "اقتران اسم كل مرشح للانتخابات بلون أو رمز يتم تحديده بقرار من وزارة الداخلية"، وعقب إصدار القرار ظهرت مواد ساخرة من "بدعة الرموز" وكان أشهرها فيلم بخيت وعديلة ورمزهما الانتخابي (الجردل والكنكة).