لم تكن تتوقع جيرت بينينج، عندما تأخرت خارج منزلها واحتاجت للتبول فطلبت من صديقاتها أن يغطينها خلال التبول في الطريق العام، أن هذا التصرف سيتحوّل لقضية رأي عام نسائية في بلدها.
فقد أثارت قضية الشابة الهولندية، (23 عاماً)، احتجاجات نسائية بعد أن تم القبض على بينينج وتحويلها للمحاكمة وتغريمها، ولكن توقيفها ومعاقبتها قضائياً لم يكونا سبب الاستياء؛ بل تعليق القاضي الذي حاكمها.
حين بررت بينينج موقفها بأنها احتاجت للتبول وكان أقرب مرحاض نسائي على بُعد كيلومترين على الأقل، انتقدها القاضي قائلاً إنه كان عليها استخدام أحد المراحيض العامة المخصصة للرجال!
واستطرد: "لن يكون الأمر سارّاً ولكن يمكن القيام بذلك". وتمتلك أمستردام 35 مبولة للرجال و3 مراحيض عامة فقط للسيدات، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2017.
وقررت بينينج التصدي للتُهَم الموجهة إليها في المحكمة، فقط لانتقادها من قِبل القاضي الذي قال إنه على الرغم من نقص الحمامات المتاحة للسيدات، كان ينبغي لها استخدام المرافق المتاحة للرجال.
احتجاجات نسائية في المراحيض العامة
وأثارت القضية حالة من الجدل العام، وتم إلغاء أحد الاحتجاجات التي جرى التخطيط لها في المكان الذي قُبض على بينينج فيه، بعد أن ظهرت مؤشرات باتساع نطاق المحتجين ورغبة الكثيرين في المشاركة.
فقد بلغ عدد السيدات الراغبات في المشاركة نحو 9 آلاف سيدة، فدعاهم المنظمون إلى التجمع حول كل الحمامات العامة في أمستردام، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2017، وليس المكان الذي قُبض على بينينج فيه فقط.
وصرحت كاثليجين هورنسترا، التي نشرت دعوة على فيسبوك، بأن هناك 1.100 سيدة أعربن عن رغبتهن في حضور الاحتجاج، وهناك 7.900 سيدة أعربن عن اهتمامهن بالحضور. وأضافت أن "عددنا أصبح كبيراً جداً. ولا يمكننا استيعاب كل السيدات اللاتي أعربن عن إمكانية الحضور في هذا المكان الوحيد".
كما جرى حث السيدات على عقد احتجاجات مُصغرة في المباول عبر المدينة يوم الجمعة ورفع صور على فيسبوك وإنستغرام بهاشتاغ #wildplassen، وهي كلمة هولندية تتعلق بالمخالفة التي ارتكبتها بينينج.
من جانبها، قالت بينينج: "أصبح الأمر بمثابة قضية نسائية شاملة، وهذا لم يكن الهدف الذي أسعى إليه فعلاً. وعلى الجانب الآخر، يتعلق الأمر بالتوقيت الذي أُثيرت فيه القضية. فمن المحرج ألا تجد السيدات مكاناً يذهبن إليه لقضاء حاجتهن".