وللسوري عيون لا تخطيء!

وما تأخير حل القضية السورية إلا لمنح الوقت الكافي لمخططهم، بزج تركيا في المستنقع السوري لتوريطها وتفتيتها، وعندما لم تنجح مخططاتهم تلك، أسرعوا في تنفيذ الخطة البديلة وهي الانقلاب على الشرعية، وكانت عين الله وقدرته ورحمته لهم بالمرصاد، وفشل مخططهم، وانتصر الشعب التركي عليهم.

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/23 الساعة 04:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/23 الساعة 04:47 بتوقيت غرينتش

ولأنه من بلد العجائب والغرائب، بلد الإثينات والديانات والطوائف، عدا من عبرها ولجأ إليها واستقر بها من قوميات أخرى، وقليل من القرباط من البركي، الغربتي، الزلط، النَوَرْ والجنكلة.. إلخ.

فقد أصبح لديه شيء من الفراسة والحدس (العين الثاقبة، والشعور بقرب وقوع الشيء قبل حصوله) ومهارة في التمييز بين كل هؤلاء، لمجرد النظر إليهم، مستعيناً بسحنتهم أو لهجاتهم!

ليس عيباً أن تكون من تكون، فالاختلاف هو غنى للمجتمعات الإنسانية، وليس نقصاً أو عيباً فيها، العيب هو ألا تكون مخلصاً للبلد الذي أويت إليه، وفياً للأرض التي توسدتها، والسماء التي تلحفت بها، والشمس التي أدفأتك بنورها، وبساتينها التي منحتك من خيراتها ما يسد رمقك، والماء لتروي ظمأك، فكانت هي من (أطعمتك من جوع، وآمنتك من خوف).

من هذا المنطلق -وقبل أن تنتشر أخبار أصول وفصول من قام بالانقلاب في تركيا- كنت أدقق في وجوه من ألقي القبض عليهم، فلا أجد فيها إلا النصيري اللئيم، واليهودي السافل، والأرمني البغيض، والفارسي الحاقد والروسي المريض.. إلخ من هذه اللائحة الكريهة!

وبأن هناك مخططاً قائماً منذ عشرات السنين، تقوده مخابرات دول كبرى، في مقدمتها الأميركية والصهيونية (لما لديهما من خبرة في هذا المجال)، لتفتيت المجتمع التركي، على الطريقة السورية المتشابه في البيئة، للقضاء على وجوده نهائياً، معتمدين في ذلك، على تلك الأقليات الآثمة، التي لا تتفق فيما بينها، إلا على اغتصاب السلطات، والاعتداء على الحرمات، والتسلط على الشعوب الآمنة!

وكان من الممكن التأخير في تنفيذه حتى تكتمل حلقاته، لولا أن وصول حزب العدالة إلى السلطة، والنجاح الذي حققه في تقدم وازدهار تركيا، والأمان والسلام الذي أوجده (التصالح مع الأقليات ومنحهم حقوقهم)، بحيث يصعب بعدها من النيل منه.

وما تأخير حل القضية السورية إلا لمنح الوقت الكافي لمخططهم، بزج تركيا في المستنقع السوري لتوريطها وتفتيتها، وعندما لم تنجح مخططاتهم تلك، أسرعوا في تنفيذ الخطة البديلة وهي الانقلاب على الشرعية، وكانت عين الله وقدرته ورحمته لهم بالمرصاد، وفشل مخططهم، وانتصر الشعب التركي عليهم.

وستنتصر -باكتمال ذلك النصر- الثورة السورية اليتيمة العظيمة قريباً إن شاء الله.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد