شكَّل مسؤولون يمنيون، باتوا معارضين للرئيس عبد ربه منصور هادي، سلطة موازية، الخميس 11 مايو/أيار 2017، لإدارة جنوب البلاد برئاسة محافظ سابق لمدينة عدن.
وتزامنت هذه الخطوة الانفصالية مع اجتماع الرئيس هادي في السعودية بوسيط الأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الساعي إلى استئناف عملية السلام المتوقفة منذ أغسطس/آب 2016.
وأعلن عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، الذي أقاله هادي أواخر أبريل/نيسان 2017، تشكيل "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي"؛ لتمثيل المحافظات الجنوبية "داخلياً وخارجياً".
وأضاف في بيان أن الهيئة تضم 26 عضواً، بينهم محافظو 5 محافظات جنوبية واثنان من الوزراء في الحكومة اليمنية.
من يقود السلطة الموازية
وأُقيل الزبيدي في الفترة نفسها التي أُقيل فيها وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فيدرالي فيه. وسيتولى الزبيدي رئاسة المجلس فيما سيكون بن بريك نائبه.
والمحافظ الزبيدي ورفيقه بن بريك مقربان من الإمارات العربية المتحدة. وعقب إقالة الرئيس لهما، كتب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان، الجمعة 28 أبريل/نيسان 2017، تغريدة جريئة على منصة تويتر طالب فيها بتغيير الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال خلفان -بعد ساعات من إقالة الرئيس مسؤولين يمنيين محسوبين على الإمارات- إن إبعاد هادي ضرورة ملحّة لأمن اليمن والمنطقة بأسرها، مضيفاً أن "اليمن بحاجة إلى قائد يجمّع ولا يفرّق".
تغيير هادي ضرورة ملحة لأمن اليمن والمنطقة باسرها… من وجهة نظري الشخصية.
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) ٢٨ أبريل، ٢٠١٧
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال القوات الموالية لحكومة هادي، والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، تقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وحلفائهم الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأجزاء كبيرة أخرى من اليمن.
وأكد الزبيدي في بيان، أن الجنوب سيستمر "بالشراكة مع التحالف في مواجهة المد الإيراني بالمنطقة والشراكة مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب" المتمثل بالمجموعات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية".
ويقول محسوبون على الرئيس هادي إن ما جرى انقلابٌ على الشرعية، بينما لا يعترف جنوبيون ينتمون إلى حضرموت بالكيان الجديد ممثلاً للجنوب.
الحوثيون أيضاً
أما المتحدث باسم الحوثيين، فقال إن التكتل السياسي الذي أُعلن عنه في عدن "مخطط استعماري على شكل انقلاب ينفذه المتشدقون بما يسمى (الشرعية الدولية) المتمثلة في مجلس الأمن المتضمنة جميعها (الحفاظ على وحدة أراضي الجمهورية اليمنية)، وهذا إثباتٌ آخر تقدمه أميركا والإمارات وكل قوى العدوان أنها هي الانقلابية، وهي المتمردة على شرعية الشعوب، وشرعية أصحاب الأرض وأصحاب الحق".