شابة أميركية تُهدي اللاجئين أزياءً مجانية.. أنتجت المعطف “الخيمة” و”العائم” ليتجاوزوا رحلتهم الشاقة

عربي بوست
تم النشر: 2016/06/20 الساعة 05:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/06/20 الساعة 05:49 بتوقيت غرينتش

السوريون بتجربة النزوح واللجوء هم من كوّنوا وحياً للشابة أنجيلا لونا في إطلاق خط أزياء خاص للاجئين ليسهّلَ رحلة التشرد التي يمرون بها.

فالشابة البالغة من العمر 22 عاماً تخرّجت مؤخراً من "مدرسة بارسون للأزياء- Parsons School of Fashion" في نيويورك، صمّمت مشروعاً لتخرجها خطاً للأزياء خاصاً باللاجئين، حملَ اسم "تصميم لأجل الاختلاف- Design for Difference ".

الشابة الأميركية أرادت لتصميماتها أن تكون متعددة الاستعمالات، ومتينة والأهم أنها مخصصة للحماية وتأمين المأوى وتسهيل نقل الأمتعة المختلفة، وقد أشارت لونا إلى أن منتجاتها مجانيّة للاجئين ومن يعبرون الحدود بوصفها قادرة على تسهيل تنقلهم وتحركاتهم، أما القسم الذي ستوزعه على الأسواق للبيع تترواح أسعاره بين 50 و 300 دولار أميركي.

تقول المصممة في لقاء أجرته معها دانا سنايدر مع مجلة ميتروبولس أنها ترغب بجعل هذه الأزياء متوافرة للجميع، لا للاجئين فقط، مع الحفاظ على النوعية والسعر المنخفض، كما قالت أنها تسعى لجعل جزء من عوائد هذه المبيعات لتطوير خط الإنتاج وجعله أكثر عملية.

هذا ما يهمّ اللاجئين!

وقد حاولت مصممة الأزياء في خط الملابس هذا التقليل من النواحي الجمالية على حساب الوظيفية منها، لأنه حسبما ترى أن ما يهم اللاجئين هو الدفء وعدم تلف الثياب أثناء تنقلهم، أما النواحي الجماليّة كالألوان ونوعية القماش فهي رفاهيات لا يبحثون عنها، لذلك عمدت إلى التخلّص من هذه النواحي في عملها على القطع المختلفة، حيث تلجأ للأقمشة المتينة المضادة للمياه وعوامل الطقس.

أما فيما يتعلق بالبحث الذي قامت به قبل البدء بالعمل لدراسة حالة اللاجئين وطبيعة الظروف التي يخضعون لها في رحلتهم الطويلة، فتقول أنها اعتمدت على الحالة السوريّة، بالرغم من أن ما تقوم به ليس موجهاً للسورين حصراً، لكن ما جعل لونا تركز على الحالة السوريّة هو حضورها الحالي وانتشارها الهائل بوصف قضية السوريين الآن مصدر اهتمام عالمي.

وتضيف أن ما تنتجه ملائم للحالات الأخرى، كتلك الموجودة في أفريقيا بل وحتى المشردين في أميركا.

المعطف الخيمة

أكثر المنتجات خصوصية وأهمية بحسب المصممة الأميركية هو المعطف الخيمة والذي تتضح وظيفته من اسمه، فهو معطف يمكن أن يتحول إلى خيمة يسمح للشخص التنقل به، ثم تحويله لخيمة إن أراد المبيت، وتضيف أن بعض المخيّمين طلبوا منها عدة قطع منه لعمليته ومتانته التي تشهد شخصياً بها باعتبارها تستخدمه حين تذهب للتخييم.

إلى جانب ذلك تشير لونا إلى المعطف المخصص لحمل الطفل، وهو مناسب للأمهات ذوات الأطفال الصغار، حيث يؤمن لهم الحماية والدفء وهم مع أمهاتهم.

أما الأكثر أهمية بين المنتجات والذي يرتبط حقيقة بمعاناة اللاجئين، فهو المعطف العائم الذي يمكن أن يؤدي وظيفة سترة نجاة، وتقول لونا أن ما تحاول تطويره للمستقبل يخص لباس الأطفال، عبر العمل على زي موحد يتألف من بنطال وقميص من قماش مضاد للماء وذي تصميم يصلح لمختلف الأجساد وأشكالها.

أما بالنسبة للتوزيع فتقول لونا أنها تعمل على إقامة شراكات مع عدد من منظمات المجتمع المدني، كالمفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وذلك لتأمين قنوات التوزيع للاجئين مباشرة، أما فيما يخص تعاونها مع شركات تجارية فتقول أنها تحاول الحفاظ على اسم المنتج والشركة.

إذ تقدم عدد من الشركات لشراء منتجها وتوزيعه عبر قنواتها لكنها تحاول الحفاظ على "الشركة" لنفسها و يسعدها التعاون مع "منظمات اللاجئين" الأخرى لتوزيع "أزيائها" على أكبر عدد ممكن من المحتاجين، وتقول أن هدفها هو إيجاد حل لمشكلة اللاجئين مع العلم أن الأمر صعب جداً ومأساوي، وقد يستمر لسنوات، لكن يجب القيام بالخطوات المناسبة لمساعدتهم.

تحميل المزيد