من لم يمت من الحرب مات من الإهمال، ربما تعد هذه المقولة الأقرب لما حدث لسيدة سورية كانت حاملاً في أثناء مرورها من الحدود السويسرية، ولكنها لم تصل إلى وجهتها؛ بسبب آلام الولادة التي جاءتها ولم يسعفها أحد ومات جنينها.
ولهذا السبب، يواجه أحد كبار مسؤولي شرطة الحدود السويسرية الملاحقة القضائية له بعدما تقاعس عن استدعاء طاقم طبي لمساعدة هذه السيدة؛ ما أسفر عن ولادة جنينها ميتاً، حسب موقع مؤسسة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ونزلت هذه المحنة بالعائلة السورية المهاجرة بعدما مُنعت من دخول الحدود الفرنسية عام 2014؛ وقتها قيل إن المرأة تُركت تنزف في محطة القطار بمدينة بريغ السويسرية دون أي رعاية طبية لها رغم نداءات ومناشدات زوجها.
القطار وصل لاحقاً إلى دومودوسولا بإيطاليا حيث هُرع بها إلى المستشفى، بيد أن طفلتها الوليدة كانت لتوها قد فارقت الحياة.
وحسب إفادة الأطباء الإيطاليين، فإن حالة الطفلة ربما كانت بخير لو أن السلطات السويسرية سارعت بعلاج الأم بعد الولادة
وقد كانت العائلة على متن القطار المتجه من ميلان إلى باريس، بيد أن العائلة أُنزلت من القطار في بونتارلييه بفرنسا، ثم اقتادهم حرس الحدود السويسرية في رحلة طويلة على متن حافلة من الحدود حتى محطة قطار بريغ بسويسرا التي لا تبعد كثيراً عن الحدود الإيطالية.
وطبقاً للتقارير، فإن ماء رحم السيدة السورية الشابة، البالغة من العمر 22 عاماً، بدأ ينسكب في أثناء رحلة الحافلة تلك، فقد كانت حاملاً في شهرها السابع وتسافر مع زوجها وأطفالهما الصغار الثلاثة.
وقد حصلت العائلة في نهاية المطاف على حق اللجوء بإيطاليا، فمعظم اللاجئين السوريين يحق لهم اللجوء في أوروبا عملاً بمقتضى قوانين الإنسان الدولية.
وليس واضحاً بعدُ ماهية التهم القضائية التي سيواجهها الشرطي السويسري، لكنه كان في منصب مسؤول عن فريق خفر الحدود في ذلك الوقت.
وقد علمت الـ"بي بي سي" أن التهم الموجهة تعتمد في بعض أجزائها على تمكُّن الادعاء العام من التحقق على وجه التأكيد من مكان ولادة الجنين الميت.
أما شعبة خفر الحدود السويسرية، فتقول إنها عملت على تحسين رعاية الطواقم الطبية المتوافرة للمهاجرين منذ تلك الحادثة في سنة 2014.