أثارت تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2016، التي وجّهها خلالها رسالة إلى الشعب التونسي، مطالباً أفراده بالحفاظ على بلادهم، قائلاً: "إن الظروف الاقتصادية صعبة لكل العالم، حافظوا على بلادكم، وما تضيعوش بلادكم"، تساؤلات حول قلق مصري من تكرار نموذج ثورات الربيع العربي التي بدأت في تونس ثم مصر.
وذكّر نشطاء تونسيون السيسي بتصريحات الرئيس السابق حسني مبارك عقب بدأ أحداث الثورة في تونس سنة 2011، التي قلل حينها من تأثيرها واحتمال انتقالها إلى مصر، معتبرين أن تصريحاته خلال احتفالية عيد الشرطة "خوف من تحركات يوم 25 يناير".
في مثل هذه الأيام قالها مبارك تونس ليست مصر خوفا من إنتقال عدوى الثورة لمصر اليوم السيسي يكرر السيناريو للسبب ذاته خوفا من تحركات يوم 25 …فبحيث جايتك أيام سوداء أيها المجرم المصري
Posté par Sahbi Mzd sur samedi 23 janvier 2016
#السيسي يتحدث عن الاحتجاجات الاجتماعية في #تونس و يدعو التونسيين للتهدئة،
يعني الحراك الذي انطلق من #القصرين جعله لا ينام الليل #مصر— Seif Eddine TRABELSI (@seifeddinetr) 23 Janvier 2016
ويرى مراقبون أن الانتفاضة التونسية التي انتهت بفرار بن علي من تونس يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 كانت مصدر إلهام رئيسي لباقي انتفاضات الربيع العربي التي اندلعت في نفس العام في مصر واليمن وليبيا وسوريا.
وقالت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني، إنها قررت فرض حظر التجوال الليلي في كامل البلاد بعد اندلاع أسوأ احتجاجات منذ انتفاضة 2011.
وفي مصر شددت الحكومة الإجراءات الأمنية خوفاً من اندلاع احتجاجات عنيفة في ذكرى الانتفاضة على مبارك، لكن مراقبين يقولون إن احتمال حدوث احتجاجات ضخمة "يبدو ضعيفاً في ظل الحملة التي تشنها السلطات على المعارضين".
ومع هذا يقول محللون ونشطاء إن الحملة تكشف تنامي القلق الأمني منذ أن أعلن السيسي حين كان قائداً للقوات المسلحة وزيراً للدفاع عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان إثر احتجاجات على حكمه.
ويعاني الاقتصاد المصري بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الانتفاضة على مبارك وبعدها عزل مرسي.
وقال أيمن الصياد، وهو محلل سياسي ورئيس تحرير مجلة "وجهات نظر"، لرويترز: "لا انفصال بين الاقتصاد والسياسة. الشعب الذي يشعر بأنه مشارك في مصير وطنه يمكنه أن يتحمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة".
وأضاف: "أما حينما تكون كل المقادير بيد نخبة حاكمة تصبح العلاقة بين الشعب ونخبته علاقة راعٍ ورعية، وفي هذه الحالة لا تتحمل الجماهير أعباء المعيشة".
وأكد أن "هناك تخوّفاً في مصر، لكن هذه أحكام عامة تصح في مصر وتصح في تونس وتصح في أي بلد".