الاستعداد لمقابلة عمل لا يكون أمراً سهلاً أبداً؛ فهناك الكثير من الأمور التي ينبغي مراعاتها: هل سأكون قادراً على الإجابة على جميع الأسئلة؟ هل أتلعثم في كلامي بصورة مبالغ فيها؟ كيف يمكنني إظهار شخصيتي وإثبات أنني أفضل مرشح للوظيفة؟ ماذا عليَّ أن أرتدي؟ أو ربما: ما الذي يجب ألَّا أرتديه؟
وفقاً لأصحاب الأعمال، هناك بعض القطع ينبغي للمرء تجنبها عندما يتعلَّق الأمر بالملابس المخصصة لإجراء مقابلة عمل.
الملابس الممنوعة تماماً
يقول آندي لمبوس مدير برنامج استقطاب المواهب بمؤسسة بينسك ميديا (التي تمتلك Women's Wear Daily و Variety) لهاف بوست: "أسوأ ما يمكن أن يرتديه المرء (في مقابلات العمل) هو الصندل المكشوف. بعض الناس يرتدونه بالفعل وهو أكثر الأمور جنوناً ولا أفهم ذلك". وتؤيده في هذا سارة تام، رئيسة قسم الموضة والمشتريات في شركة "رينت ذا رن واي"، إذ ترى أن الخِفاف مرفوضة تحت أي ظرف، قائلة: "ارتدِ أحذية تليق بالكبار، هذا أمر بالغ الأهمية".
أما براين ريتشي، المدير التنفيذي لشركة "ريتش بريليانت ويلينغ"، وهي شركة تصنيع تصميمات إضاءة معاصرة مقرها نيويورك، فقد ردد نفس الانطباعات بشأن ارتداء الصندل المكشوف لمقابلات العمل، الأمر ذاته أيَّدته لوريل بانتين، وهي محررة ومديرة قسم الأزياء بمجلة "كوفيتيور".
يقول ريتشي: "بالنسبة للرجال، لا أنصح مطلقاً بارتداء أي شيء به فتحات للأصابع. أما النساء، فالصنادل المفتوحة قد تكون مناسبة تماماً حسب طبيعة مكان العمل".
أما بانتين فتقول: "لا أنصح بارتداء الصنادل المخصصة للشاطىء عموماً".
كما نصح ريتشي بعدم ارتداء أي من ملابس التمارين الرياضية أو بناطيل اليوغا، وكذلك أي شيء يبدو بالياً أو به ثقوب في نسيجه، وأضافت بانتين أنه ينبغي للنساء أيضاً تجنب ارتداء ملابس تظهر أشرطة حمالة الصدر.
فكر في رائحتك
يقول ليمبوس: "أمر آخر يحتاج الناس للتفكير فيه هو ليس مجرد ملابسهم ولكن حضورهم البدني. ما أعنيه بذلك هو التفكير في كيف تبدو رائحتك. هناك من يبالغون في وضع العطور، وهناك من يأتون لنا فور انتهائهم من تناول الغداء وتفوح منهم رائحة المطعم".
وأعربت بانتين عن وجهة نظر مماثلة، قائلة لهاف بوست: "أعتقد أن كثيراً من الناس يثقلون في وضع عطورهم، وأجد أن هذا يُمثل تشتيتاً بالغاً".
وأوصت تيفاني لاي، مديرة شئون الموظفين بسلسلة متاجر "نايف شوز" في فانكوفر بكندا، بتوخي الحذر عندما يتعلق الأمر بالعطور والكولونيا، وربما التخلي عن العطر تماماً.
إذ قالت: "لا تعرف أبداً ما الحساسية التي يعانيها الناس، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحساسية المرضية".
اعرف العمل الذي تتقدم له
لديك فرصة واحدة فقط لخلق انطباع أول، لذلك عليك استغلالها جيداً. هذا يعني أنه أثناء ما تفتش في خزانتك أو رفوف التخزين بالمتجر بحثاً عن شيء سيترك انطباعاً جيداً بشكل أكيد، يجب أن تأخذ في اعتبارك المنصب الذي تتقدم له. كما يجب أيضاً عليك أن تأخذ في الاعتبار المكان الذي تتقدم فيه للوظيفة، فلكل بيئة عمل قواعد ملابسها الخاصة.
يقول ليمبوس: "إذا كنت أجري مقابلة مع شخص لوظيفة تحتاج إبداعاً وأتى للمقابلة مرتدياً حلّة، سأفكر أنه لا يعرفنا حقاً. فإذا كنت تجري المقابلة لوظيفة إبداعية، ستكون أكثر عصرية وإبداعاً فيما يتعلق بملابسك. أما إذا كنت تتقدم لوظيفة محاسبة، وقتها سأتوقع مقابلة الشخص الذي يرتدي بذلة".
كما أضاف: "أعتقد أن من الضروري تقديم نفسك بطريقة تعكس تمثيلاً أفضل للمنصب المتقدم إليه عن تمثيلها للشركة".
وذكرت "لاي" إحدى الطرق الجيدة لتحديد هوية مكان عمل ما أو المناخ السائد فيه، وهي عن طريق البحث عبر الإنترنت، والوصول لمدير التوظيف أو أي شخص يعمل هناك لمعرفة ما قد تشي به المعلومات المتوفرة عن المكان".
والنصيحة الأخرى المهمة، خصوصاً عند التقدم إلى وظيفة لدى شركة تصب الكثير من التركيز على تسويق اسمها عبر الشبكات الاجتماعية، هي التحقق من حسابات تطبيق إنستغرام الخاصة بالشركة، فقد تجد صوراً للمكتب وصوراً للموظفين هناك، وبهذا يمكنك معرفة قواعد اللباس بالشركة.
تحلَّ بالثقة
إذا كنت تبحث عن خيارات آمنة من الفشل، يقترح تام عليك ارتداء السترات، على اختلاف أشكالها، فوق قميص أبيض خفيف أو ثوب أنيق بالنسبة للنساء.
ومثلما اقترحت بانتين، فإن "قميصاً أنيقاً بأزرار كاملة، هو دائما اختيار جيد. فأنت تريد أن تظهر النسخة الأكثر تهذيباً من نفسك".
وتقول تام: "بغض النظر عن الصناعة، من المهم أن تبدو ملابسك متماشية مع بعضها البعض وغير قذرة. إذ تريد مظهراً يساعدك على التألق، لا مظهراً يسلبك بريقك".
وتضيف: "الأهم من ذلك كله، يجب أن تكون على طبيعتك دون ادعاء. فكر في الطريقة التي تظهر عبرها. فمن المهم أن تفكر في ما يمنحك الثقة. ففي النهاية، يجب أن تكون مهاراتك وخبرتك هي ورقتك الرابحة، لكن ارتداء زي يعكس المنصب الذي تريد، ويمدك بالراحة والثقة، لن يضر".
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لهاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.