لماذا تعد السَّلطة ملكة الأطعمة الصحية غير الصحية؟

الكثير من سَلطات المطاعم تُقدَّم بكميات ضخمة، وغالباً ما تحتوي على الكثير من أطعمة الفئة الثانية، ليس فقط نوعاً واحداً. وغالباً ما يتم جمع أطعمة مختلفة، مثل التوت البري والمكسرات والحمص أو غيرها من الصلصات واللحوم وغيرها، على أحد الأطباق بتكرارات مختلفة ووصفها بأنها "سلطة".

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/22 الساعة 03:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/22 الساعة 03:48 بتوقيت غرينتش

في العام السابق، كتبت مدونة منشورة سميتها "الأطعمة الصحية غير الصحية".
كان الهدف الرئيس هو نشر الوعي بخصوص الأطعمة الخفية، التي تبدو صحية، ولكنها تدمر خِلسةً أي تقدم في نظامنا الغذائي. في الواقع، الامتناع عن الحلويات أو الأطعمة المقلية هو بالتأكيد عملٌ شاق، ولكن إدراكنا أننا بحاجة إلى الامتناع عنها "أو على الأقل تقليلها" هو عمل لا يحتاج الكثير من التفكير.

ولكن الجناة الأقل وضوحاً -أو ما أسميه "الأطعمة الصحية غير الصحية"- تميل إلى تخطي المراقبة والتخريب عن غير قصد. من المؤكد أنه لا يمكنك الوصول إلى أهدافك من حيث اللياقة البدنية والصحة الجيدة إذا كنت تتخذ بوعيٍ اختيارات غير صحية، ولكن من المحبط حقاً أن تشعر بأنه رغم محافظتك على كل الخيارات الصحيحة، باذلاً كل جهدك ما زلت محروماً من الوصول لأهدافك.

الليلة الماضية، كنت أتحدث لأحد العملاء عمّا طلبت في المطعم -الخيار الذي ظننت أنه صحي- وأدركت أنني لم يسبق لي تسليط الضوء على ربما أحد أسوأ الأطعمة الصحية غير الصحية وهو سلطة المطاعم.

ملكة "الأطعمة الصحية غير الصحية" -أسوأ الأسوأ- سلطة المطاعم
لا تنخدع؛ فكونه سُمي "سَلطة" لا يجعله الخيار الأفضل.
الكثير من الناس يرى "سَلطة" ويظن أنه طعام "صحي" و"مفيد لإنقاص الوزن". هذا خطأ. وعادة ما تكون الصلصات مثقلة بالسكر ومليئة بالمواد الحافظة والدهون غير الصحية، وغالباً ما يكون للسلطات إضافات مثل المعكرونة والمكونات المقلية ورقائق التاكو أو الفواكه المجففة. في كثير من الأحيان، فإن سلطات المطاعم ليست سوى حفنة من المكونات غير الصحية.

الكثير من الناس يرى "سَلطة" ويفكر في أنها "صحية" و"جيدة لفقدان الوزن"، هذا خطأ. وعادةً ما تكون الصلصات محملة بالسكر ومليئة بالمواد الحافظة والدهون غير الصحية، وغالباً ما يكون للسلطات إضافات مثل المعكرونة والمكونات المقلية ورقائق التاكو أو الفواكه المجففة.

في كثير من الأحيان، فإن سلطات المطاعم ما هي سوى حفنة من المكونات غير الصحية تم جمعها معاً. في اليوم الآخر، طلب صديقي "سلطة الأسكواش". ماذا كانت؟ قطعة كبيرة من الأسكواش (مجموعة من الخضراوات تنتمي إلى جنس القرع) مع صلصة دَسِمة وجبن مقلي.

أنا لا أقول لا تطلب سلطات أبداً. فقط كن حريصاً وعلى علم بما تأكل. إذا كنت تطلب سلطة غير صحية لأنك تُحبها، فهذا عظيم، اطلب جزءاً صغيراً واستمتع بها، أنا أعيش بمبدأ "أنا أحب هذا الطعام" إذاً كُل وتمتع بقليل من كل تلك الأشياء التي تحب. لكنني فقط لا أريدك أن تعتقد أنك تتخذ الخيارات الصحية ثم تفاجأ في النهاية بالتخمة وعدم الشعور بالحيوية والنشاط المنشود. اعرف ما تأكل! واتخذ خيارات واعية.

بعض الأمور التي يجب وضعها في اعتبارنا
كن حذراً من الصلصات؛ فهي تحتوي على مكونات خفية من السكر والدهون غير الصحية. إما أن تطلب صلصة جانبياً وإما فاطلب زيت زيتون وصلصة خردل وخل بلسميك، وبذلك يمكنك صنع صلصتك الخاصة بك.

احذر السلطات المليئة بالحبوب، أنا لا أقول إن الحبوب سيئة. فقط، كن على علم بأنك عندما تطلب وعاءً مليئاً بالحبوب، وليس طَبقاً من السلطة مليئاً بالخضراوات، فإنك المسؤول عن خيارك.
اقرأ المكونات بعناية واطرح الأسئلة التي تقلقك على الخادم. احذر الحشو من المكونات غير النباتية؛ مثل (المكسرات السكرية والفواكه المجففة) والأطعمة المقلية (المكسرات المقرمشة ورقائق التورتيلا)، والأجزاء الكبيرة من الجبن، والدهون غير الصحية (القشدة الحامضة)، والأطعمة الصناعية والخضراوات المغطاة بالزيوت (الخضراوات المشوية)، والكربوهيدرات المعقدة الفارغة (المعكرونة) والأطعمة المالحة (المكسرات المملحة واللحوم).

كن حذراً فيما يخص الحجم أيضاً. غالباً ما تُقدم السلطات بكميات كبيرة تكفي لـ3 أشخاص. حجم الطبق يؤثر أيضاً.

السلطات مجرد أحد أمثلة الأطعمة الصحية غير الصحية التي تخدعنا يومياً. أُقَسِّم الأطعمة الصحية غير الصحية إلى فئتين: الأطعمة المتنكرة في شكل "الغذاء الصحي" والأطعمة الصحية ولكن بنسب معتدلة. السلطات -اعتماداً على طبيعة السلطة بالتأكيد- يمكن أن توجد في أي فئة، ولكنها غالباً ما توجد في كلتيهما.

الفئة الأولى: الأطعمة المتنكرة
هذه الأطعمة تحتوي على كميات عالية من السكر، أو الملح، أو الدهون وتتنكر في صورة "غذاء صحي". هم ذئاب يرتدون ملابس الأغنام! أعتقد، السَّلطات التي يتم شراؤها من المتجر والمافين (كيكة على شكل الكعك)، والعصير (السكر السائل)، ومعظم المخبوزات المشتراة الغرانولا "نوع من الحلويات مصنوعة من رقائق الحبوب واللوزيات" (السكر والدهون)، والعشاء "الصحي" المجمد (المواد الحافظة والملح)، ومعظم الحلويات الخالية من الغلوتين (مجرد أنها لا تحتوي على الغلوتين لا يعني أنها صحية)، العديد من المكونات الموجودة في نوعية سلطات المطاعم (معالجة صناعياً ومليئة بالصلصات المثقلة باللحوم) والوجبات الخفيفة "الخالية من الدهون" (عادة خالية من المواد المغذية ومليئة بالحماقات الصناعية).

الفئة الثانية: الاعتدال واجب
هذه الأطعمة صحية للغاية ولكن بنسب معتدلة (كما هو الحال إذا كنت تأكل جزءاً أو جزأين)، لكنها ليست صحية عندما تستهلك بصورة مبالغ فيها. مثل الأفوكادو واللوز وزبدة الفول السوداني، والمقرمشات، والفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع "مؤشر سكر الغلوكوز في الدم" (المانجو، والأناناس) والحمص.

في كثير من الأحيان، عندما يعرف المرء أن شيئاً ما صحياً، لا يعير له انتباهاً ولا تزعجه الكميات التي يتناولها منه.

الكثير من سَلطات المطاعم تُقدَّم بكميات ضخمة، وغالباً ما تحتوي على الكثير من أطعمة الفئة الثانية، ليس فقط نوعاً واحداً. وغالباً ما يتم جمع أطعمة مختلفة، مثل التوت البري والمكسرات والحمص أو غيرها من الصلصات واللحوم وغيرها، على أحد الأطباق بتكرارات مختلفة ووصفها بأنها "سلطة".

كن حذراً بشكلٍ خاص من السلطات التي تحتوي على أجزاء متعددة من أطعمة متعددة والتي تنتمي إلى أطعمة الفئة الثانية. سلطة الخضراوات مع الدجاج والأفوكادو شيء واحد. سلطة الخضراوات المشوية (الغارقة في الزيت)، والدجاج (منقوع في صلصات صناعية)، مقدمة مع أجزاء متعددة من الأفوكادو والمكسرات والتوت البري- ليست جيدة على الإطلاق.

كن على دراية خاصة بالفئة الثانية إذا كنت تحاول فقدان الوزن. المفتاح لفقدان الوزن ليس فقط اختيار الطعام، ولكن التحكم في كميات هذا الطعام. في كثير من الأحيان، عندما يعرف المرء أن شيئاً ما صحياً، لا يعير له انتباهاً ولا تزعجه الكميات التي يتناولها منه. اللوز صحي بالتأكيد، ولكن الكثير منه ليس كذلك. تناول عبوة كبيرة كاملةً ليست جزءاً من يوم متوازن غذائياً، وخاصة إذا كان أحد أهدافك الرئيسة هو إنقاص الوزن.

لا تسئ تفسير كلماتي. ومن الواضح أن الأطعمة غير الصحية بشكل صارخ، مثل الكعك المحلى، لا تزال غير صحية. كل ما أحاول قوله هو: لا تحاول "الاحتيال على النظام". الكعك الخالي من الغلوتين من الممكن أن يكون مصنوعاً بسوء الكعك العادي نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، بغض النظر عمّا تأكل، فإن التحكم في كمية الطعام هو المفتاح! لا تقف في حفلة أو عند طاولة المطبخ الخاص بك وتتناول كميات من الوجبات الخفيفة من دون إدراك. اجلس وتمتع بما تأكل. إذا قررت أن تأكل قطعة لذيذة من الكعك، فهذا عظيم. تمتع بما منحت نفسك به، ولكن فقط تناول قطعة واحدة وليس سبع قطع.

· هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية من الـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد