“الفالوجيين” لوحة سورية هربت من الحرب

ويدين بالشكر معظم السوريين لهذه المجموعة بعد أن أخذت على عاتقها إغلاق صفحات الأشخاص الذين ينالون من سمعة الشعب السوري ويشوهون صورته، حيث نجح أعضاء المجموعة بإغلاق صفحة "عبد الله الحاج" المدعي أنه ملك جمال سوريا والكون

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/17 الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/17 الساعة 07:46 بتوقيت غرينتش

استغرق حسابي على فيسبوك عدة ثوانٍ كي يرسل لي عشرات الأشخاص طلبات صداقة دون معرفة مسبقة، والسبب إحدى مجموعات فيسبوك.

بعد أن طرحت سؤالاً على أحد المنشورات الداعية لتبادل الإضافات مفاده "قبل ما نضيف بعض شباب في عالم مع وعالم ضد، ما بدنا نزعل من بعض ويصير مشاكل لهذا السبب تأكدوا من الشخص قبل إضافته"؛ حيث انهالت عشرات التعليقات التي ترد على التساؤل أوجزها (حط بالخرج)، أي بمعنى لا تلقِ بالاً أو اهتماماً.

الجدير بالذكر أن المجتمع الافتراضي الذي كونته هذه المجموعة يبلغ قوامه 76 ألف رجل حتى كتابة هذا النص، وما يثير الانتباه في هذه المجموعة اسمها الغريب "الفالوجيين" الذي غزا شوارع وأزقة سوريا، سامع هذا اللقب للوهلة الأولى يظنه أحد توائم التركيبات الطبية مثل "فلوجين أو فيروجلوبين" مع تغير في مواقع بعض الحروف، لكن في اللهجة السورية يشتق هذا الاسم من الفعل "يفلج" كناية عن شدة الانبهار بشيء أو شخص ما.

ولم تقيد المجموعة طالبي اللجوء إليها هرباً من الواقع المؤلم إلا أن يكون ذكراً؛ لأن الإناث يمنع إضافتهن لأي سبب كان، الأمر الذي دفع عشرات الفتيات لاستخدام حسابات وهمية حتى يحاولن الدخول إليها ورؤية طبيعة المنشورات وآليات التفاعل، بالإضافة لرغبتهن الملحة بكشف المعاني الدلالية للكلمات المشفرة التي اجتاحت "فيسبوك" مثل: خير الله، و14 مرة.

ويدين بالشكر معظم السوريين لهذه المجموعة بعد أن أخذت على عاتقها إغلاق صفحات الأشخاص الذين ينالون من سمعة الشعب السوري ويشوهون صورته، حيث نجح أعضاء المجموعة بإغلاق صفحة "عبد الله الحاج" المدعي أنه ملك جمال سوريا والكون.

وتقوم المجموعة بتخطيط من المشرفين عليها بالأعمال الخيرية مثل حملات التبرع بالدم أو إيجاد فرص عمل للأعضاء إضافة لحملتهم الأخيرة التي وزعوا من خلالها وجبات غذائية للمسنين في دمشق.

ويحاول مسؤولو المجموعة إزالة اللبس الذي وقع بعد اتهامات الكثيرين على أن "فالوجيين" ما هي إلا مجموعة شبيهة بسوق النخاسة لعرض الجواري، من خلال لقاءات إذاعية أجروها أو مقالات صحفية كتبت عنهم.

"فالوجيين" الواقع الافتراضي تجسد سوريا قبل الحرب، يعيش ضمن منشوراتها والتعليقات التي تكسوها الفقير والغني، الطالب والعامل، المسيحي والمسلم، المؤيد للدولة والمعارض، بفرق شاسع عن الواقع دون دماء تسيل أو أزيز رصاص يخرق هدنتهم المتفق عليها دون رعاية أحد.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد