التشبيح: هو القانون الوحيد الذي يعترف به موالو نظام الأسد، يستخدمونه في كل تصرفاتهم لاستباحة السوريين ومهاجمة آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم والاستهزاء بآلامهم ومعاناتهم.
إحدى أكثر أدوات "التشبيح" انتشاراً، "البوط العسكري" لما يسمى "الجيش العربي السوري"، الذي أضحى علامة مسجلة في قاموس "زعران" الأسد الموتورين، الذين يلغون ليل نهار بعبادة رئيس ارتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية.
هذا "الجيش" الذي قتل وشرّد ودمّر في سبيل "رئيس" يريد أن يبقى على كرسيّ لم يكن من حقّه أساساً، "رئيس" اغتصب السلطة بمسرحية من إنتاج أجهزة المخابرات، كانت خشبتها "مجلس الشعب السوري" الذي يوصف بـ"مجلس التصفيق" في العرف المحلي.
هؤلاء "الشبيحة" بقدراتهم العقلية المتواضعة، يبجّلون "البوط العسكري"، بطريقتهم الإجرامية، التي تحولت إلى فعل بالسليقة خلال السنوات الست الماضية.
حكاية "البوط العسكري" وهو تعبير محلي سوري لـ"الحذاء العسكري" الذي يعد رمزاً للاستبداد والطغيان والديكتاتورية بدأت في عام 2013.
بدأت مع صرح تذكاري شُيّد في مدينة اللاذقية، وأزاح محافظة المدينة عنه الستار في ذلك العام، ومن ثم إعلانات طرقية أطلقها إعلام النظام تُظهر الحذاء بتعليق "لنداوي جراحكن"، وتبعه تقبيل "إعلامية" تونسية للحذاء العسكري على الهواء مباشرة.
لتتوالى تبعات هذا "البوط" مع تقبيله من قِبل "الممثل" زهير عبد الكريم، ووضعه على الرأس من قبل "النجم" بسام كوسا، وأخيراً التغني به من قبل "الممثلة القديرة" أنطوانيت نجيب!
بين هذا وذاك، حضور "البوط العسكري" وقصة العشق "التشبيحية" معه، كان كبيراً في مختلف الأوساط الأسدية، بالقُبل والعناق والتبجيل والتلميع، وغيرها من الأفعال التي تحط من قيمة الإنسان.
ومؤخراً أضافت "النجمة نجيب" إلى "بوط" الجيش العربي السوري، "بوطاً" آخر تابعاً لحزب الله، ووضعتهما معاً على رأسها، وذلك في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات اللبنانية، مهاجمةً اللاجئين السوريين في لبنان، وواصفة إياهم بأبشع الألفاظ والتعابير.
مما لا شك فيه أنّ عقول "الشبيحة" بشكل عام في تضاؤل كبير، تضاؤل طردي مع عدد السنوات التي تمر على الثورة السورية، وأنّ قدراتهم العقلية المحدودة أصلاً والمتضائلة طرداً لن تشفع لهم.
ومما لا شك فيه أيضاً أنّ قانون "التشبيح" الأسدي أصبح فوق كل قانون آخر، فهؤلاء "الشبيحة" الموتورون لا يترددون في ارتكاب الجرائم بكل أشكالها، بداية من القتل، ومروراً بالتجويع والحصار، ووصولاً إلى عبادة "الحذاء" وتقبيله وعناقه ووضعه على الرؤوس.
ولكن اللافت في الأمر هو ارتداء بعضهم، وخاصة المثقفين منهم، عباءة الإصلاح، وانتقاد الفساد، والمحسوبية، طبعاً عدا "حبيبنا السيد الرئيس" راعي الإصلاح، متناسين ومتجاهلين الأهوال التي حلّت وتحلّ بالسوريين في الداخل والخارج، ومتناسين ومتجاهلين مئات الآلاف من القتلى والمعتقلين والمهجرين والنازحين واللاجئين والمعذبين والجوعى، وكل ذلك بسبب "حبيبهم السيد الرئيس".
هؤلاء المثقفون المأجورون يجهلون أنّ ثمنهم بخس حتى في سوق النخاسة، وأنّ تنازلاتهم في تقبيل "البوط العسكري" ووضعه على الرؤوس وتبجيله وخدمة "السيد الرئيس" ملك الاستبداد، ستضعهم تحت النعال في الحاضر والمستقبل.
التاريخ سيذكرهم كداعمين للاستبداد والطغيان، وكإحدى أدوات القمع، رغم أنهم لم يستخدموا البراميل والصواريخ والدبابات والطائرات، ولا حتى الهراوات والعصي، إلا أن "تشبيحهم" على الإنسانية يكفي لإدانتهم ووضعهم في خانة المأجورين الجبناء، خانة وضع فيها كل من ذهب إلى مزبلة التاريخ.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.