في 2014، بعد انسحابه من العراق، وتطلعه لإنهاء مهامه القتالية في أفغانستان، بدأ الجيش الأميركي في تقييم آثار فترةٍ وصلت إلى أكثر من عشر سنوات قضاها في قتالٍ ضد من يعتبرهم إرهابيين فقط تقريباً. وخلال هذه الفترة، درّب الجيش الأميركي قوّاته بما يتناسب مع هذه المهمة بالأساس، واشترى عتاداً مخصصاً لهذه النوعية من الصراعات الغامضة.
لكن يبدو أن العالم يزداد تعقيداً، وقد تحتاج القوّات لأسلحةٍ جديدة وعُتادٍ لمساعدتها على التعامل مع ما تحمله السنوات القادمة من مخاطر. لذا، شرعت وحدات القتال البري في تحديث المعدات المستخدمة في حروبها الخاطفة.
العشرة الأوائل
في ديسمبر/كانون الأول 2016، نشر الجيش الأميركي قائمة "العشرة الأوائل" لجهود تحديث الجيش. شملت برامج التحديث مَركباتٍ، وطائرات، وأسلحة أفراد، ومعدات طبية.
وفي مارس/آذار عام 2014، استولت روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وبدأت موسكو حينها في تزويد المتمردين، الذين يحاربون القوات الحكومية في العاصمة الأوكرانية كييف، بإمداداتٍ من الدبابات وأسلحة المدفعية، ما أثار المخاوف بشأن قتالٍ بري محتمل في أوروبا.
بعدها بوقتٍ قصير، تدفقت قوات تنظيم داعش من سوريا إلى العراق، لتبدأ أزمةٌ إقليمية بالمنطقة. وكان الصعود الدرامي لتنظيم داعش في المنطقة نذيراً بسنواتٍ جديدةٍ قادمة، وإن كانت محدودة، من القتال ضد الإرهابيين في الشرق الأوسط وغيره من المناطق.
وجد الجيش الأميركي نفسه فجأةً يبحث عن عُتادٍ للتعامل مع مزيجٍ من الأعداء، بعضهم يمتلك أسلحةً ذات تقنيةٍ عالية، والبعض الآخر يستخدم أسلحة منخفضة التقنية. وعلّق الجنرال دانيال ألين، نائب رئيس أركان الجيش الأميركي، على هذه التحديات الجديدة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بقوله: "كان العدو في أغلب الأحيان صعب المنال ومُبهَماً".
لطالما انتقد المشرعون والخبراء الجيش بسبب تركيزه في حربه على المتشددين والإرهابيين أكثر من اللازم. وبحلول عام 2017، تحولت دبابات الجيش، وطائرات الهليكوبتر، ومدافع الهاوتزر المتنقلة، وقاذفات الصواريخ، وغيرها من الأنظمة العسكرية الرئيسية إلى إصداراتٍ محسَّنة، بدلاً من التصميمات القديمة التي يعود تاريخها لعقودٍ مضت.
وقد عمل الجيش على نحوٍ مستمر لتحديث مُعداته منذ نهاية الحرب الباردة. غير أنه تعرض إلى عددٍ من الانتكاسات الكبيرة خلال عملية التحديث.
خلال الفترة من عام 1991 إلى 2010، ألغى البنتاغون تحديث المعدات والأسلحة التي كانت ضمن برنامج "نُظُم القتال المستقبلية"، ومنها العربات المدرعة، ومدافع "هاوتزر ذاتية الدفع"، وطائرة "كومانشي RAH 66" العمودية، رغم إنفاقه ملايين الدولارات للاستثمار في تطوير هذه المعدات. ولم تساعد موافقة الكونغرس على تخفيضات الموازنة المالية، العملية التي تُعرَف باسم المصادرة، في الالتزام بخطط التحديث.
ولكن لا يعني أياً من هذا أن تحديثات القوات البرية الأميركية توقفت تماماً.
مركبات جديدة، كبيرة وصغيرة
بحلول 2016، يكون الجيش قد تحمّل حوالي ثلاثين عاماً مليئةً بالمحاولات الفاشلة لتحديث أساطيل مركباته، وخاصة دبابات أبرامز من طراز "M-1" و"M-2″، ومدرعات القتال برادلي "M-3". وكانت أكبر قصة نجاح هي شراء الجيش للمركبات المدرعة المثيرة للجدل المعروفة باسم "سترايكر".
وفي 2009، جمّد البنتاغون العمل ببرنامج "نُظُم القتال المستقبلية". على الورق على الأقل، كان سيتيح المشروع للجيش الحصول على مجموعةٍ كاملة من الدبابات الجديدة، والمُدرعات الحاملة للجنود، وأسلحة مدفعية متنقلة.
بالإضافة إلى هذا، كان سيُزوِّد الجيش بطائرات دون طيار ذات عجلات للعمل مع القوات على الأرض. وقابلت محاولات التخلص من مركبات المشاة القتالية لاستبدال مدرعات برادلي القديمة العديد من المشكلات.
لذا كان مهماً بالنسبة للجيش إنهاء عام 2016 وقد أحرز تقدماً في مشروعٍ أبسط، يستهدف استبدال المئات من حاملات الجنود المدرعة من طراز "M-113″، والتي تعود لعصر الحرب الباردة. وستكون المدرعة الجديدة المتعددة الأغراض، والمعروفة باسم "AMPV"، بمثابة خطوة تمهيدية لاستبدال مركباتٍ أخرى، منها "M-2″ و"M-3".
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2016، سلّمت شركة المقاولات الدفاعية "بي إيه إي سيستمز" نموذجاً أولياً من المركبة المدرعة "AMPV"، وهي نسخة محدَّثة من مركبة برادلي، لا تحتوي على مدفع رشاش أو مدفع صواريخ. وحتى شهرين ماضيين، لم يكن الجيش الأميركي قد قرر بعد ما إذا كان هذا النوع من المدرعات سيكون الأساس لكل عمليات التغيير أو التحديث التي يخطط لها، وفقاً لتقريرٍ صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس.
كان الجيش يعمل، على نحو منفصلٍ، مع شركة "جنرال دايناميكس" للصناعات الدفاعية، وشركة أنظمة الدفاع "كونغسبرغ"، لتزويد المدرعة "سترايكر" بقوة قتالية أكبر. تستطيع مركبات المشاة المدرعة ذات الثماني عجلات حمل سلاح آلي رشاش عيار 50، أو قاذفة قنابل آلية عيار 40 ملليمتراً.
واشتركت الشركات الأميركية والنرويجية في ابتكار المدرعة الجديدة "سترايكر دراغوون"، والتي تمتاز بوجود برج أعلاها مُغلق تماماً ومُزود بمدفع عيار 30 ملليمتراً. وطلب قادة الجيش في أوروبا بشكلٍ محدد تحديث أسلحة الجيش لمواجهة الخطر الروسي المحتمل.
ووقال ألين، نائب رئيس أركان الجيش، بينما كان متواجداً في منشأةٍ تابعة لشركة "جنرال دايناميكس" في ولاية ميتشغان، حيث كانت تعرض سيارتها الجديدة لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016: "اتضح أن الروس كانوا يحدّثون أسلحتهم ويزودون الجيش بقدراتٍ كبيرة، بينما كنّا نقاتل في العراق وأفغانستان. ويشكل هذا "خطراً غير مقبولٍ" على القوات الأميركية".
وفي الجهة المقابلة، كان الجيش يحرز تقدماً لاستبدال المركبات الخفيفة من طراز هامفي بشاحنةٍ جديدة تتمتع بحماية أكبر، تسمَّى بالمركبات التكتيكية الخفيفة المشتركة، أو "JLTV". وفي مارس/آذار عام 2016، وبعد مرور عقدٍ تقريباً من الاختبارات والتجارب والاحتجاج ضد شراء هذه المركبات، قدمت وحدة القتال البري أول طلب شراء فعلي لهذه المركبات.
وكانت المركبة الفائزة لشركة "أوشكوش"، وهي شركة صناعات دفاعية، مشتقة من مركبتها السابقة المقاومة للألغام والمسمَّاة باسم "M-ATV". وإذا سار كل شيء وفقاً للخطة، ستُطرح المدرعة الجديدة "JLTVs" بأربعة أنواع مختلفة: مركبة خفيفة مخصصة لأغراض محددة، ونوعٌ ثان متعددة الأغراض، وثالث يحمل مدفع آلي ثقيل، وأخيراً نوع يحمل اسم "حاملة أسلحة القتال المتلاحم" والمزودة بصواريخ "تاو" المضادة للدبابات، وهي نفس المهام الرئيسية التي تؤديها مركبات "هامر" المستخدمة حالياً.
وبالرغم من بدء شراء السيارات الجديدة، يأمل الجيش أن يستبدل على الأقل محركات الاحتراق الداخلية الموجودة في المدرعات مثل "JLTV" في المستقبل القريب. ومع وجود هذه المحركات الجديدة، سيتمكن الجيش من الاقتصاد فيما ينفقه لتزويد هذه المدرعات بالغاز، وتقليص اعتمادها على الوقود المشتق من النفط.
ولهذا السبب، شملت أهم جهود تحديث الجيش في 2016 برنامجاً لتصميم محطة تجريبية لتوليد الكهرباء مكونة من خلايا وقود هيدروجيني. وبمساعدة شركة "جنرال موتورز"، كشفت وحدة القتال البري النقاب عن شاحنة قيد الاختبار بها نموذج أولي لمُحرِّك من هذا النوع في أكتوبر/تشرين الأول 2016.
أسلحة جديدة ذات مدى طويل وقصير لمواجهة الأعداء
وفي 2002، ألغى البنتاغون برنامجاً لإنتاج مدافع هاوتزر ذاتية الدفع. وكان لدى وحدة القتال البري خططٌ لامتلاك مدافع جديدة متنقلة طويلة المدى ضمن برنامج "نُظُم القتال المستقبلي" المشؤوم.
ولهذا، في عام 2016، وجدت قوات المدفعية نفسها ما زالت تركب مدرعات من طراز "هاوتزر M-109A6″، وهي نسخة مشتقة من مدرعةٍ قديمة، كانت قد دخلت الخدمة لأول مرة عام 1962. وبالرغم من برنامج التحديث الجديد، فإن الحلفاء والأعداء المحتملين، على حد سواء، تجاوزوا قدرات التسليح التي يمتلكها الجنود الأميركيون.
وينطبق نفس الشيء على المدافع المسحوبة عيار 155 ميليمتر من طراز "M-777". ودخل الجيش عام 2017 بخطة عمل قائمة تهدف إلى اقتناء أسطوانات مدافع طويلة المدى، يُمكِن تركيبها على الأسلحة الموجودة.
ويستطيع النموذج الأولي من المدافع من طراز "M-777ER"، والذي يُتَوَقَّع امتلاكه مدى قصفٍ أكبر، إصابة أهداف على بعد 40 ميلاً. ويُعَد هذا المدى ضعف مدى السلاح الحالي.
وستزيد أسطوانة المدفع المعدَّلة طول النموذج الأصلي بمقدار ستة أقدام، ووزنه بأقل من ألف رطل. ويتوقع الجيش أن يتناسب السلاح الجديد مع المدرعة الجديدة من طراز "M-109A7".
وما زال أمام المهندسين بعض المشكلات التي تحتاج إلى الحل، إذ أن الطول الإضافي يعني أن المدفع قد ينثني أو ينكسر أثناء انتقال القوّات من موقعٍ لآخر.
أيضاً في 2016، بدأ الجيش أول عملية تحديث كبيرة للقنابل اليدوية منذ أربعة عقود. وتمنح الأسلحة الجديدة للجنود مزيداً من الخيارات للقضاء على الأعداء من مدىً أقرب.
وعلى عكس التصميمات الحالية، يريد الجيش أن يتمكن الجنود من تحويل القنابل "المعدَّلة" من نموذج التشغيل "الدفاعي" إلى نموذج التشغيل "الهجومي"، بناءً على الموقف الذي يواجهونه. وفي الحالات التقليدية، ينتج عن القنابل اليدوية "الهجومية" موجة صدمة، بدلاً من نشر الشظايا القاتلة، ما يجعلها أكثر أماناً للقوات وهي تتقدم، وخاصةً في حالة اقتحام المباني والأماكن المغلقة.
ولسوء الحظ، أوقف الجيش العمل بالقنابل اليدوية الهجومية في عام 1975. إذ كان يحتوي هذا السلاح على قذيفة مصنوعة من مركب يحتوي على مادة "الأسبستوس" المُسرطنة.
وقالت جيسيكا بيرسيبلي، الضابط المسؤولة عن هذا المشروع: "مع وجود السلاح الجديد، لن يحتاج الجنود إلى حمل أنواع عديدة من القنابل اليدوية. فبوجود القنابل اليدوية متعددة الأغراض الجديدة، سيمكنهم حمل نوعٍ واحدٍ فقط. وأصبح لديهم القدرة على الاختيار ما إذا كانوا يرغبون في إحداث موجة من الشظايا المميتة، أم موجة الارتجاج الناتج عن موجة الصدمة، حسب ما يحتاجه الموقف".
وفي محاولةٍ منهم لتلبية متطلبات الجيش، بحث المهندسون عن شكل ملائم لكلتي الوظيفتين يُسهِّل من مهمة حمل القنابل. لكن قد تفرض بقية خصائص تصميم السلاح الجديد تحدياً أيضاً.
محركٌ جديد للطائرات المقاتلة والمروحيات الناقلة للجنود
بينما يعمل الجيش حالياً على إنتاج عائلةٍ جديدة من الطائرات التي يمكن أن تحل محل الطائرات المروحية، والطائرات العادية، فإنَّ الطيارين الأميركيين ما زالوا يحلقون بطائرات الأباتشي طراز "AH-64E"، وطائرات بلاك هوك طراز "UH-60M" حتى عام 2016.
وتُعَد هذه الطائرات أحدث أنواع الطائرات المروحية المقاتلة والناقلة للجنود، والتي تخدم القوّات الأميركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وتستخدم كلتا المروحيتين إصداراتٍ من المحرك التوربيني للطائرات النفاثة طراز "T-700" والتابع لشركة "جنرال إليكتريك". وبعد ثلاثة عقود من التحديثات، باتت الطائرات من طراز " AH-64″ و" UH-60″ تحمل معداتٍ أكثر بكثير مما توقعته شركتا تصنيع الطائرات "بوينغ" و"سيكورسكي".
أبطأ هذا الوزن الذي تحمله الطائرات المروحية من سرعتها وقلص قدرتها على المناورة وجعلها أكثر عرضةً للاستهداف من قبل الأعداء. كما صعّب الأمر على الطيارين لإنجاز المهمات.
وشرح الجنرال ويليام غايلر، رئيس مركز "التميُّز في الطيران" بالجيش الأميركي في مدينة فور ركر بولاية ألاباما لصحفيي الجيش أنَّه "قبل سنوات، كان بمقدور أربع مروحيات من طراز بلاك هوك نقل فصيلٍ كامل. الآن، يتطلب الأمر ثماني أو تسع مروحيات، وبحلول عام 2020، مع افتراض استمرار التزايد الخطي للوزن بمعدله الحالي، سيتطلب الأمر 15 إلى 20 مروحية".
ولا يأخذ ذلك في الحُسبان تكاليف الوقود المتزايدة، والوقت والمال الذين ينفقهما الفنيون من أجل إصلاح محطات الطاقة التي تصبح أقدم مع الوقت. تماماً كما هو الحال مع مركبات وحدات القتال البري، يريد مسؤولو الجيش محركاتٍ أفضل لتساهم في توفير النفقات المرتفعة.
وإذا حالف الجيش الحظ، ربما يكون قادراً على استخدام بعض هذه التكنولوجيا على الأقل في أيٍ من الطائرات التي تأتي مستقبلاً. ولسوء الحظ، في حين بدأ المهندسون العمل الأوَّلي على المحرك الجديد في 2016، لا يتوقع المسؤولون مجرد بدء اختبار أول طائرة تحتوي على محركاتٍ مُحسَّنة قبل عام 2026.
إنقاذ الأرواح
اهتم برنامجان آخران من بين مشروعات التحديث العشرة الأكبر في الجيش بصورةٍ خاصة بمسألة إنقاذ أرواح القوات. فمنذ الحرب الكورية، كانت واحدة من نقاط القوة الرئيسية للجيش الأميركي هي التكنولوجيا الطبية ذات الفاعلية المتزايدة.
وبحلول عام 2016، كان الأطباء وفريق المستشفى الميداني بالفعل متقدمين بسنةٍ ضوئيةٍ عما كان عليه أسلافهم قبل نصف قرن. لكنَّ الجيش على علمٍ بأنَّه لا زالت هناك تحسيناتٌ يمكنه إدخالها.
وقالت ناديا ويست، الجنرال بالجيش الأميركي والجراح العام للجيش، أمام اجتماعٍ لجمعية "ديفينس رايترز جروب" بالعاصمة واشنطن في أغسطس/آب 2016 إنَّ "المسعف أو أحد الجنود يمكنه صنع مرقأة تقليدية عند إصابة طرف أحد الأفراد، لكن لا يمكنهم استخدام ذلك الأسلوب التقليدي في وقف نزيفٍ في البطن، أو الصدر، أو الفخذ، أو الخصر، أو منطقة الحوض، أو الإبط".
وقدَّمت مرقأة "التضميد التقاطعي" الجديدة حلاً ممكناً لهذه المشكلة. ففي حين تبدو كحزامٍ عادي نسبياً، إلّا أنَّها تحتوي على أجزاءٍ قابلة للنفخ.
وفي حالات الطوارئ، سيكون بمقدور الجندي لفّ الجهاز حول أجزاءٍ أكبر من جسم الزميل المُصاب، ثم بعد ذلك ملأها بالهواء من أجل توفير ضغطٍ مستمر وقادر على الحفاظ على حياة المُصاب. وأظهرت الاختبارات أنَّ القوات استطاعت استخدام الحزام وإيقاف النزيف المُميت خلال دقيقةٍ واحدة فقط.
وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2016، كان الجيش قد وفَّر أول ضمادة تقاطعية لقواته في أرض القتال.
بكل تأكيد ستكون الطريقة الأفضل التي يحافظ بها الجيش على الأرواح هي منع الجنود من أن يُصابوا في المقام الأول. وفي 2016، كان المهندسون يعملون على ستراتٍ واقية للجسد أخف وزناً، وأقل إرهاقاً.
ويقل وزن السترة التجريبية المضادة للقذائف حوالي 35 رطلاً عن السترات الواقية الحالية. والأمر الأكثر أهمية، بحسب روبرت ديلالا، مهندس الجيش الذي يقود هذا العمل، هو أنَّ الجندي بمقدوره "ارتداؤها بسرعةٍ لتكون شبيهةً بلباس حارس المرمى في رياضة الهوكي".
وأضاف ديلالا: "تقبَّل الجنود السترة بشكلٍ واضح، إذ حازت على أكثر من 90% من قبول المستخدمين في عدة تقييمات. وفي العادة، عندما نقيِّم مكونات سترة واقية جديدة، نعتبر أن 60% رقماً ناجحاً".
تكنولوجيا المستقبل
قارب الجهد الأخير ضمن أكبر عشرة جهود قام بها الجيش لتطوير معداته في 2016 حدود الخيال العلمي. فقد قضى العلماء بمختبرات أبحاث الجيش قدراً كبيراً من الوقت خلال العام ينظرون فقط فيما يمكن أن يفعلوه باستخدام الفوتونات.
الفوتونات هي العناصر الأساسية للضوء والموجات الكهرومغناطيسية الأخرى. والفهم الأفضل لتلك الجسيمات قد يمكِّن المتخصِّصين من ابتكار طرقٍ أحدث، وأسرع، وكذلك، وربما هو الأمر الأكثر أهمية، طرقاً أكثر أمناً للاتصال وتخزين المعلومات.
وبطريقةٍ مماثلة، يمكن أن يؤدي تطوير أجهزة أكثر حساسية لقياس ومراقبة الفوتونات إلى اختراقاتٍ في عالم كاميرات التجسُّس وأجهزة المراقبة الأخرى. وفي الأساس، لا يفهم الجيش تحديداً ما يمكن للفوتونات أن تساهم فيه، لكنَّه متحمسٌ لاكتشاف ذلك.
وقال مايكل برودسكي، وهو عالم فيزيائي بالجيش: "إنَّنا لا ندري تحديداً ما هي كل التطبيقات الممكنة للفوتونات. مهمتنا، جزئياً، هي اكتشاف تلك التطبيقات".
وتبدو الأبحاث حول الفوتونات مثالاً جيداً على جهد الجيش التحديثي الحالي ككل. فالجيش يعرف أنَّ العالم مليء بالتهديدات المعقدة، وأنه لا توجد مجموعة واحدة من الأدوات يمكن أن تساعد في جميع المواقف.
لكن مسؤولي الجيش يعلمون كذلك أنَّ العدو لن ينتظر حتى تظهر الحلول المثالية من تلقاء نفسها.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع War is Boring. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.