اكتُشِفَت مخلفات مذهلة ترجع إلى العصر الفيكتوري في قصر باكنغهام تحت أرضية سكن الملكة الخاص أثناء أعمال الترميم بالقصر.
ووجد أخصائيو الكهرباء العاملون على تجديد الأسلاك الكهربية بالقصر قصاصةً قديمة من إحدى الصحف، تعود إلى 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1889، أي قبل أيامٍ من إطلاق أول جهاز فونوغراف آلي، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
تُناقش القصاصة التي تعود لعددٍ من صحيفة the Evening Standard مزايا مجموعة رسائل كتبها إيرل من تشيسترفيلد (وهي مجموعة رسائل كتبها أحد الساسة القدامى لابنه).
وبالإضافة للقصاصة، وُجِدَت عدة علب سجائر من علامات تجارية كانت مشهورة في القرن التاسع عشر، وهي Player's Navy Cut، وWoodbine، وPiccadilly، ويعتقد أنَّ هذه المخلفات رماها خدم الملكة فيكتوريا.
وكان حساب العائلة الملكية على تويتر قد وضع عدة مقاطع فيديو وصور للمقتنيات التي عُثِرَ عليها أثناء مشروع الترميم، الذي تصل تكلفته إلى 369 مليون جنيه إسترليني (نحو 511 مليون دولار أميركي) تُدفَع من أموال دافعي الضرائب عن طريق المنحة السيادية، وهي مصاريف سنوية تدفعها الحكومة للعائلة المالكة، ووصلت عام 2016 إلى 42 مليون جنيه إسترليني (نحو 58 مليون دولار أميركي). وبدأ المشروع في أبريل/نيسان 2017، ويفترض أن ينتهي عام 2027.
The Reservicing programme will improve visitor access and make the Palace more energy efficient. Find out more here: https://t.co/ZcrkeEo8kL
— The Royal Family (@RoyalFamily) January 19, 2018
أحد المقاطع يُظهر التجديدات في غرفة الضيوف، حيث تُقابل الملكة ضيوفها، بينما كانت الملكة في قصر بالمورال.
وُجِدَت البقايا أثناء مشروع التجديد الطموح الذي يشمل 16 كيلومتراً من أنابيب المياه، و6500 مقبس كهربي، و500 قطعة أدوات صحية (حمامات، وأحواض، وخلافه)، وتجديد ما يصل إلى 32 كيلومتراً من إزار الحائط.
وحذر الخبراء سابقاً من أنَّ هناك "خطراً حقيقياً" لوقوع تلفيات بالقصر أو الأعمال الفنية التي لا تقدر بثمن داخله نتيجة النيران أو الماء، وذلك بسبب حالة القصر الخطيرة وحاجته للإصلاح.
المرة الأخيرة التي رُمِّمَ هذا القصر الأثري فيها كانت خلال الخمسينيات، بعد أن تضرر بسبب تفجير في الحرب العالمية الثانية.
وكتب حساب العائلة الملكية على تويتر: "كشفت أعمال البناء عن مقتنيات تاريخية مُخبأة تحت أرضية قصر باكنغهام، بينها هذه الورقة من صحيفة the Evening Standard من عام 1889".
The building work uncovered pieces of history hidden beneath the floorboards at Buckingham Palace including this clipping from the Evening Standard newspaper, published in 1889. pic.twitter.com/YvOy4SwPN4
— The Royal Family (@RoyalFamily) January 19, 2018
وتابع الحساب: "ومن بين الاكتشافات كانت هناك ثلاث علب سجائر عتيقة".
وقالت باربرا ويلش مديرة برنامج التجديد في مقطع الفيديو: "حالياً نقوم بإزالة كابلات المطاط الهندي المعالج بالحرارة التي جرى تركيبها في نهاية الأربعينيات، أي من حوالي 70 عاماً".
صارت هذه الكابلات هشة بمرور السنين، وملأتها الشقوق وأصبحت تتساقط كاشفةً الأسلاك الكهربية، وهذا تهديدٌ حقيقي ربما يتسبب في نشوب حريق".
وأضافت: "ليست لدينا خريطة بمكان كل هذه الأسلاك، وهذا تحدٍّ لنا". وبدأ العمال بتغيير الكابلات الكهربية لأنَّها تمثل الخطر الأكبر على القصر. وأُنهِيَ العمل خلال الصيف، بينما كانت الملكة تقيم في قصر بالمورال.
وخلال الفيديو قالت ويلش، إنَّ حجرات الضيوف تقع بالضبط تحت غرف الملكة، وهذا هو المكان الذي وُجِدَت فيه قصاصات الصحيفة.
This film shows the work being done to remove ageing and potentially dangerous electrical cabling from Buckingham Palace: https://t.co/23NqE7zpQ9
— The Royal Family (@RoyalFamily) January 19, 2018
يعتقد طاقم العمل في القصر أنَّ القصاصة التي تنتمي لقسمٍ بالصحيفة كان مُخصصاً للكتب الجديدة هي عن كتابٍ صدر وقتها لمؤلفٍ يُدعَى اللورد كانارفون. نُشِرَ ذلك الكتاب، 10 ديسمبر/كانون الأول 1889، وصدر منه عددٌ محدود من النسخ، وكانت تكلفته 12 شلناً و6 بنسات (عملات بريطانية قديمة).
وتضم قصاصة أخرى رسائل من الإيرل الرابع لتشيسترفيلد إلى ابنه بالمعمودية وخليفته، وتبدو "مليئةً بالفكاهة والحكمة"، و"الدعابة والمرح".
لن تضطر الملكة للانتقال أثناء إتمام الأعمال، لكن يرجح أنَّها ستضطر لتغيير غرف النوم في مرحلةٍ ما. وسيُنقَل العشرات من طاقم عمل الملكة إلى غرف متنقلة في حديقة القصر لحين انتهاء العمل.
ويأمل المسؤولون أن تصل أعمال الترميم بالقصر إلى المعايير المطلوبة، وأن تضمن أنَّه مناسبٌ للاستخدام لمدة الأعوام الخمسين القادمة.
أعمال الترميم مهمةٌ ضخمة، إذ يتضمن القصر 775 غرفة، و1514 باباً، و760 نافذة، بالإضافة لمئات الأميال من الكابلات الكهربية. وستُرفَع قيمة المنحة السيادية التي تأتي من أرباح ممتلكات وعقارات الملكة أثناء فترة الترميم حتى تُغطي النفقات المطلوبة.
تحصل الملكة بالفعل على 15% من تلك الأرباح، ويذهب باقي المال إلى الحكومة، لكنَّ تلك النسبة سترتفع إلى 25%. وكان توني جونستون-بيرت رئيس خدم الملكة قد قال سابقاً: "نتحمل بجدية المسؤوليات التي تُصاحِب استقبال تلك الأرباح".
وتابع: "وبالمثل فنحن مقتنعون أنَّنا بهذا الاستثمار في قصر باكنغهام يمكننا تجنب أضرار كارثية مستقبلية أكثر كلفة في السنوات القادمة".
وتقدر الفائدة من أعمال الترميم بقيمة 3.4 مليون جنيه إسترليني كل عام (نحو 5 ملايين دولار أميركي)، إلى جانب إتاحة القصر للجمهور في الصيف لساعاتٍ أطول وجولاتٍ أكثر، وتوفير قدر أكبر من المال.
تقضي الملكة ثلث العام تقريباً في استضافة حفلات في الحديقة، وحفلات استقبال، ومراسم تنصيب، ومناسبات أخرى في منزلها الرسمي. وتستقبل أكثر من 38 ألف ضيف في السنة في حفلات الحديقة، وتُسلم 15 ألف جائزة في حفلاتٍ تقام بالقصر، الذي امتلكه الملك جورج الثالث عام 1761.
ويُؤمَل أن تكون الإصلاحات قادرة على جعل القصر صديقاً للبيئة، وذلك باستبدال مراجل التدفئة، وتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 10%.