هل تعانين تقيُّؤ الحمل؟ ربما قد حان الوقت لكسر أول حاجز من الممنوعات

يشتد مرض التقيؤ الحملي في الصباح، ولكن بالنسبة لي كان طوال الليل والنهار، لم أكن قادرة على الوقوف، ولا التحدث أو رفع رأسي من على الوسادة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/20 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/20 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش

التقيؤ الحملي.. تبدو كلمة صعبة النطق، لا يقدر اللسان على نطقها والاعتياد عليها. ولعل هذا هو السبب في أن ذلك المصطلح غير منتشر وقليلٌ هم من يعرفون عنه، ونادراً ما نتحدث عنه إلا أن حالة الحمل الأخيرة في البلاط الملكي قد لفتت انتباهنا له.

ربما لم يطرأ أبداً كموضوع للمحادثة قبل الآن، فالتقيؤ والإرهاق ليسا أول الأشياء التي نناقشها عادة خلال حفلات الشاي أو الخروج لاحتساء البوربون، أو ربما يكون ذلك مع حقيقة أننا لا نتحدث حقاً عن الحمل المبكر على الإطلاق، أليس كذلك؟ تلك الأسابيع الأولى هي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من النساء أكثر من غيرهن أثناء حملهن، ومع ذلك فإننا غالباً ما نحاول المعاناة في صمت.

هل سيكون أمراً فظيعاً جداً إذا كان أصدقاؤنا أو عائلتنا أو زملاؤنا يعرفون؟ لماذا نحتفظ بها سراً؟ مَن هو الشخص الذي نحاول حمايته بإخفائها تلك الأمور؟ ربما الخشية من الإجهاض أو إظهار الألم يكمن داخل دائرة المحظورات التي لا نرغب عادة في إبدائها للآخرين.

إنه حدث شخصي جداً، ولكن أعتقد أن المرأة هي من يمكن أن تقرر لنفسها ما إذا كانت تشعر أنه ينبغي أن تبقيه كسرّ، كما أعتقد أن الكثيرين سيوافقون على أننا نحتاج بل ونستحق الدعم من مجتمعنا في كلتا الحالتين إذا نجح واستمر حملنا أو فشل ولم يستمر.

الإحصائيات التي اطلعت عليها تشير إلى أن حالة من كل أربع حالات حمل تنتهي في الأشهر الثلاثة الأولى، في الواقع تتضمن تلك النسبة عدداً كبيراً من الخسائر التي تحدث في وقت مبكر جداً حتى إن الأم ربما قد لا تعرف أنها كانت حاملاً، وبحلول ستة أسابيع فهناك احتمال بأن أقل 10٪ من حالات الحمل قد تعاني من الإجهاض وبعد ثمانية أسابيع فإن احتمالية وقوع إجهاض تنخفض إلى أقل من 2٪.

هناك عرف طويل الأمد يتمثل في السرية التامة المحيطة بالأشهر الثلاثة الأولى ولم نتحرر من ذلك العرف بعد.

في الماضي، قبل فترة طويلة من ابتكار اختبارات الموجات فوق الصوتية للكشف عن الحمل، كانت العلامة الأكثر دلالة على الحمل هي بداية حركات الجنين، وكانت تبدأ في حوالي الشهر الرابع من بداية الحمل.

وكان هذا يعرف باسم التسارع وكانت تُعد لحظة كبيرة جداً، فقد كان هناك الكثير من الاهتمام بالنسبة للمرأة التي تجد نفسها حاملاً لعدد من الأسباب؛ لذلك كان من المنطقي الانتظار للتأكد.

ولكن في الماضي كانت العديد من النساء تعاني من التقيؤ الحملي وربما تموت المرأة من المرض ولا أحد يعرف السبب.

ويعتقد أن الكاتبة شارلوت برونتي ربما كانت تعاني من الأعراض ذاتها عندما توفيت في عام 1855 بعد أربعة أشهر من الحمل مع حالة من الغثيان والقيء المستعصية، كانت على ما يبدو غير قادرة على الاحتفاظ بالطعام أو الماء. وحتى في زمننا هذا، على الرغم مع المحاليل الطبية والأدوية المتاحة لأولئك المحظوظين الذين يجدونها في متناولهم، إلا أن بعض النساء مع ذلك حالتهم تكون سيئة جداً ويضطرن لإنهاء الحمل.

لقد كنت حاملاً مرتين وفي كل مرة كنت أضعف تماماً بسبب التقيؤ الحملي.

أنا لن أتعمد أبداً الحصول على حمل لمرة أخرى؛ لأن تلك الأعراض كانت بالفعل أمراً لا يطاق بالمرة.

لا يمكنني تبرير وضع عائلتي في هذا الموقف، مستحضرة الآثار التي ستقع علينا جميعاً جراء ذلك.

يشتد مرض التقيؤ الحملي في الصباح، ولكن بالنسبة لي كان طوال الليل والنهار، لم أكن قادرة على الوقوف، ولا التحدث أو رفع رأسي من على الوسادة.

كنت أحتاج إلى تناول الطعام كل ساعتين وألا يبدأ جسمي في الارتعاش بطريقة لا يمكنني السيطرة عليها، كنت أشعر كما لو أن قبضة من الحديد تضغط في عمق معدتي، تجبرني على الالتفاف في سريري، والنوم لمدة 16 ساعة متصلة، وبعد ذلك لا أملك من الطاقة إلا ما يكفي للذهاب إلى المرحاض قبل الزحف مرة أخرى إلى الفراش والنوم لمدة تسعة أخرى.

افتقاد فحص ومتابعة الـ18 أسبوعاً الأولى ببساطة لأنني لم أكن قادرة على التقاط هاتفي لتحديد موعد الفحص، ناهيك عن الوصول إلى العيادة.

في النهاية التحدث إلى القابلة التي سوف تنصحني بأن آكل بسكويت الزنجبيل والحصول على بعض الراحة، أو الذهاب إلى المستشفى والبكاء للطبيب المتواجد في الخدمة، طالبة منه بعض المحاليل، ولكن يقال كالعادة إنه ربما يكون مجرد قليل من الاكتئاب، إنه الاضطرار إلى الاعتماد على الآخرين لرعاية طفلي والقيام بكل شيء آخر اعتدت القيام به في حياتي اليومية، إنه شعور كما لو أن الطفل الذي لم يولد بعد هو طفيلي قد يقتلك، ولكنها شهور إرادة الطفل على أي حال.

في المرة الأولى التي عانيت فيها من التقيؤ الحملي كان قبل حصول دوقة كامبريدج على طفلها الأول، ولم أكن قد سمعت عن ذلك ولا جورج من قبل.

اعتقدت أنني ربما كنت ضعيفة قليلاً أو ربما كان هناك تعارض بطريقة أو بأخرى مع طفلي. بقيت في المنزل خلال الأشهر الأربعة الأولى، وبعد ذلك عملت فقط من حين لآخر؛ لأنني كنت أعمل لحسابي الشخصي كـ"فريلانس" ولحسن الحظ لم يكن لديَّ عقد وظيفي ملزم.

حملي المرة الثانية كان أسوأ بكثير، كان لديَّ طفل يجب عليَّ رعايته وكانت مدخراتي أقل بعد عامين من الأمومة لمدة 24 ساعة يومياً. التقيؤ غالباً ما يكون أسوأ مع كل مرة يحدث فيها الحمل، ولكن لم أكن أعرف ذلك في ذلك الوقت وأنا لم أعد على استعداد على الإطلاق، شعرت أنني فقدت السيطرة عليّ من قِبل تسونامي كبير.

استغرق الأمر وقتاً طويلاً لإعادة السيطرة والبدء في معرفة ما يحدث وكيف يمكنني البقاء واقفةً على قدمي.

لم أتلقَّ الرعاية التي أحتاجها لأنني لم يكن لديَّ أي وسيلة للوصول إليها أثناء وجودي في مثل هذه الحالة.

الأطباء والقابلات الذين تحدثت إليهم لم يعترفوا بحالتي لأنني لم أتقيأ كثيراً، وهناك عدد قليل جداً من المصابين لا يتقيأون، ولكن الحالة ليست أقل حدة في هذه الحالات.

في نهاية المطاف وجدت مجموعة دعم المرض الحمل وكانوا قادرين على البحث في الأعراض وتأكيد التشخيص الذاتي، ولكن كان حقاً قليلاً جداً، ومتأخراً جداً.

وكانت تجربتي تلك في الحمل ضرباً من البؤس المدقع، ولكن مع كل تلك التغطية الإعلامية لمرض الحمل الذي تعانيه كيت، فربما يتلقى الجيل القادم من مصابي التقيؤ الحملي المزيد من الفهم من أطبائهم وأسرهم وزملائهم، وربما نتحدث جميعاً قريباً عن ذلك الموضوع خلال حفلات الشاي، بل ربما نقوم في يوم ما بكسر تلك الدائرة المحيطة بعادة الكتمان خلال أشهر الحمل الثلاثة الأولى.

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد