تقاسم غنائم “داعش”

‏روسيا تحقق اتفاقاً مع الأردن وأميركا بعد التفاهم مع إسرائيل؛ لحسم الوجود الإيراني المباشر أو من خلال حلفائها العقائديين في سوريا، وتعقد اتفاقاً براغماتياً، ولا يعنيها سوى بعدها الأمني والاقتصادي في الشرق الأوسط.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/14 الساعة 03:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/14 الساعة 03:43 بتوقيت غرينتش

مزاج أقطاب المحاور الدولية أميركا وروسيا والصين وفرنسا سريع التقلب بحسب بوصلة المصالح القوميّة.

وعلى ما يبدو فإن زعامات هذه الأقطاب مقتنعة بضرورة تحديد نفوذ إيراني وقطع طريق عبوره من خلال الحدود العراقية نحو المتوسط على حساب الكرد والعشائر السنية في الشرق السوري.

روسيا والصين وفرنسا تعمل على لملمة الخلاف الأميركي – الإيراني، وهم بصدد احتوائه على نحو سريع، بالنظر إلى طبيعة خريطة طريق المنطقة بعد هزيمة داعش!

بينما الخلاف الخليجي – الإيراني الجميع يعملون على تنشيطه أو إهماله من أجل سوق السلاح والنفط والغاز.

منذ اقتراب معارك الحسم في العراق وسوريا بالضد من داعش، والتحرك الأميركي – الروسي – الإسرائيلي، في تناغم مستمر حتى أنقرة وطهران والرياض تم تحييدها ومشاغلتها ببعضها البعض في مشاكل إقليمية واقتصادية وقومية وطائفية.

المكاسب الإيرانية في العراق وسوريا وصلت إلى حدها الأقصى، وهذا مقلق جداً للأردن وإسرائيل ولبنان وتركيا والسعودية، ولذلك تعمل أميركا والخليج على إرجاعها نقاط قوة محدودة حتى تتوازن كلياً أمام السعودية والخليج وتركيا.

الترسانة العسكرية المصرية والسعودية والإيرانية والتركية تمر بمرحلة استنزاف سواء في ليبيا وسيناء أو اليمن أو سوريا أو العراق، بينما تتم إعادة تأهيل الجيش الإسرائيلي وتطوير إمكاناته.

إن سارت الأمور كما يخطط لها الدكتور العبادي بعدم ميله إلى المحاور الكبير، فسيشهد العراق استقراراً نسبياً بعيداً عن التقسيم في الشمال، بالتزامن مع احتمال فدرلة أو تقسيم سوريا قومياً وطائفياً، تحت رعاية دول إقليمية تلعب دوراً دولياً بالوكالة عن دول المحاور.

فالشرق والشمال السوري أصبح تحت إدارة الجيش الحر وقوات قسد والعشائر الموالية للتحالف الدولي بقيادة أميركا، والتي تسيطرة على 40‎‎% من مساحة سوريا وأكثر من 50‎‎% من نفط وغاز سوريا، وأكثر من 60 كم من الحدود مع تركيا، و420 كم من الحدود مع العراق، وفي جغرافيا تضم قرابة 6 ملايين إنسان وفيها سدود وموارد مائية، وفيها معسكرات وقواعد ومطارات ومدن زراعية وصناعية وأسواق تجارية.

‏روسيا تحقق اتفاقاً مع الأردن وأميركا بعد التفاهم مع إسرائيل؛ لحسم الوجود الإيراني المباشر أو من خلال حلفائها العقائديين في سوريا، وتعقد اتفاقاً براغماتياً، ولا يعنيها سوى بعدها الأمني والاقتصادي في الشرق الأوسط.

الدكتور العبادي سارع إلى تصحيح مسار العلاقات الخارجية "السعودي – الخليجي والتركي"، ويسعى إلى التوازن في الموقف المتناقض والمعقد مع قطر ولبنان، وهو حذر من حدوث اهتزاز داخلي سياسي أو عسكري مدعوم من إيران الهدف منه ضرب مصالح خصومها داخل العراق من الأميركان والسعوديين.

‏"خلال الحرب الباردة (1947 – 1989) حاولت أميركا قلب أنظمة حكم أجنبية 72 مرة..‏" – واشنطن بوست. ‏

واقعياً لا تريد واشنطن زوال حكم أحزاب الإسلام السياسي فهي تعتقد أن تحالفها مع "الإسلام السياسي" هو أضمن لمصالحها من التحالف مع العشائر كما تفعل وتعتقد لندن، وأفضل من تحالفها مع النخب كما تفعل دول ومنظمات الاتحاد الأوروبي، وأيضاً أفضل من تحالفها مع الفصائل المسلحة، كما تفعل مخابرات دول الشرق الأوسط.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد