انتشر على الشبكات الاجتماعية فيديو لمصرية وهي تلوم زوجها الذي ترك سكنهم وفرَّ إلى الخارج لحظة وقوع الزلزال الكويت.
وخلف الزلزال أضراراً بشرية كبيرة في العراق وإيران، وشعر الناس به في عدة دول خليجية.
وقالت وسائل إعلام رسمية الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إن أكثر من 400 شخص لقوا حتفهم في إيران الأحد؛ جراء زلزال قوته 7.3 درجة ضرب المنطقة، في الوقت الذي تواصلت فيه جهود الإنقاذ للبحث عن عشرات محاصرين تحت الأنقاض في المنطقة الجبلية.
كما تسبب الزلزال في مقتل 6 أشخاص على الأقل بالعراق.
التلفزيون الحكومي الإيراني ذكر أن أكثر من 407 أشخاص قُتلوا في إيران وأُصيب 6600 على الأقل بجروح. وقال مسؤولون محليون إن عدد الوفيات قد يرتفع مع وصول فِرق البحث والإنقاذ إلى مناطق نائية في إيران.
وشعر الناس بالزلزال في العديد من الأقاليم الغربية بإيران، لكن إقليم كرمانشاه كان الأكثر تضرراً، وسقط أكثر من 300 من الضحايا بمنطقة سرب الذهب في كرمانشاه (على بُعد نحو 15 كيلومترا) من الحدود العراقية).
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن الزلزال ألحق أضراراً بالغة ببعض القرى المؤلّفة من بيوت مبنيّة بالطوب اللبن. وتسعى فرق جاهدة للعثور على ناجين محاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن امرأة وطفلها جرى انتشالهما على قيد الحياة من تحت الأنقاض، الإثنين، في منطقة سرب الذهب التي يعيش فيها 85 ألفاً من السكان.
وقال مسؤولون للتلفزيون الحكومي إن الزلزال تسبب كذلك في انهيارات أرضية أعاقت جهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام أن 14 إقليماً على الأقل في إيران، تضررت من الزلزال.
وقدّم الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تعازيه الإثنين، وحث جميع الهيئات الحكومية على بذل كل ما بوسعها لمساعدة المتضررين.
* مشاعر غضب
قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن قوة الزلزال بلغت 7.3 درجة، وذكر مسؤول في الأرصاد الجوية العراقية أن قوة الزلزال بلغت 6.5 درجة وأن مركزه كان في بنجوين بمحافظة السليمانية في منطقة كردستان قرب المعبر الحدودي الرئيسي مع إيران.
ومع تواصل عمليات البحث عن أحياء تحت أنقاض المباني التي تهدمت، ثارت مشاعر الغضب. وأظهرت لقطات نقلها التلفزيون الحكومي مَشاهد لتلك المباني ومركبات سقط عليها الحطام ومصابين متدثرين بأغطية.
وقال رجل متوسط العمر، في سرب الذهب، للتلفزيون الحكومي: "نريد ملاذاً… أين المساعدات؟!"، وأضاف أن عائلته لن تستطيع البقاء لليلة أخرى بالعراء في ظل الطقس البارد.
وقال مسؤولو صحةٍ أكرادٌ إن ما لا يقل عن 6 أشخاص قُتلوا في العراق، كما أصيب نحو 68. وأضافوا أن 7 آخرين قُتلوا في المناطق الكردية بشمال العراق، فيما أصيب 325.
وشعر الناس بالزلزال حتى العاصمة العراقية بغداد، التي خرج كثير من سكانها من منازلهم ومن الأبنية المرتفعة وهم في حالة من الذعر.
وقالت مجيدة أمير التي هرعت بأطفالها الثلاثة من منزلها بحي الصالحية في بغداد: "كنت أجلس مع أطفالي نتناول العشاء وفجأة كان المبنى يتمايل في الهواء".
وأضافت: "ظننت في بادئ الأمر أنها قنبلة ضخمة ثم سمعت الجميع حولي يصرخون ويقولون (زلزال!)".
ووقعت مشاهد مشابهة في أربيل عاصمة كردستان العراق وفي مدن أخرى بشمال العراق قرب مركز الزلزال.
* طقس بارد
وانقطعت الكهرباء في عدة مدن إيرانية وعراقية، ودفع الخوف من توابع الزلزال آلاف الأشخاص في البلدين إلى البقاء بالشوارع والحدائق في البرد الشديد.
ولجأ رجال الإنقاذ والفرق الخاصة إلى استخدام الكلاب وأجهزة الاستشعار الحراري؛ للبحث عن ناجين تحت الأنقاض. ومنعَ انسداد الطرق عمال الإنقاذ من الوصول إلى بعض القرى النائية.
واعترفت السلطات الإيرانية ببطء وعدم انتظام جهود الإغاثة. وقال رئيس الهلال الأحمر الإيراني إن أكثر من 70 ألف شخص يحتاجون لأماكن إيواء بصورة عاجلة.
وكان حجة غاريبيان واحداً من مئات الناجين الذين شردهم الزلزال غي إيران ووجد نفسه بالعراء يحتضن أُسرته في مواجهة البرد بمدينة قصر شيرين.
وقال غريبيان في اتصال هاتفي مع "رويترز": "كان طفلاي نائَمين عندما بدأ المنزل ينهار بسبب الزلزال. أخذتهما وركضت إلى الشارع. أمضينا ساعات في الشارع حتى وصل عمال الإغاثة ونقلونا إلى مبنى مدرسة".
وذكر التلفزيون الإيراني أن الحرس الثوري وقوات الباسيج التابعة له انتشرت في المناطق المتضررة الليلة الماضية.
ووفر عمال الإغاثة المياه للمتضررين وبدأت الجرافات في فتح الطرق بالمناطق المتضررة.
وقال مسؤول محلي إن توابع الزلزال أبطأت عمليات نصب الخيام لإيواء المشردين؛ لكن الكهرباء عادت إلى معظم المناطق المتضررة.
وقال فرامرز أكبري، حاكم قصر شيرين، للتلفزيون: "المشكلة الرئيسية هي إيواء الناس في هذا الطقس البارد. نريد مزيداً من الخيام".
وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن صادرات الغاز الإيراني إلى العراق لم تتأثر بالزلزال.
وتقع إيران على خطوط صدع رئيسية، وهي عرضة للزلازل بشكل متكرر. وأدى زلزال بلغت قوته 6.6 درجة، في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2003، إلى تدمير مدينة بام التاريخية الواقعة على بُعد 1000 كيلومتر جنوب شرقي طهران وقُتل نحو 31 ألف شخص.
* مستشفى يتعرض لأضرار جسيمة
وعلى الجانب العراقي، وقعت أشد الأضرار في بلدة دربندخان التي تقع على بُعد 75 كيلومتراً شرق مدينة السليمانية في إقليم كردستان شبه المستقل.
وأفاد ريكوت حمه رشيد وزير الصحة بكردستان، بأن أكثر من 30 شخصاً أُصيبوا في البلدة.
وقال رشيد لـ"رويترز": "الوضع حرج للغاية".
وأضاف أن أضراراً بالغة لحقت بالمستشفى الرئيسي في بالمنطقة ولا توجد كهرباء؛ ولذلك يجري نقل الجرحى إلى السليمانية للعلاج. ولحقت أضرار كبيرة بمبانٍ ومنازل.
* تركيا وإسرائيل
أبلغ سكان بمدينة ديار بكر (جنوب شرقي تركيا) عن شعورهم بهزة أرضية قوية، لكن لم ترد تقارير عن أضرار أو ضحايا في المدينة.
وقال رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كنيك لقناة "إن تي في" إن فِرق الهلال الأحمر في أربيل تستعد للذهاب للمنطقة التي ضربها الزلزال، وإن الوكالة الوطنية لمواجهة الكوارث وفرق الإنقاذ الطبي الوطنية أيضاً يستعدون للتوجه إلى العراق.
وقال رئيس الوكالة الوطنية لمواجهة الكوارث إن المنظمة تنتظر رداً على عرض قدمته للمساعدة.
وقال كنيك في تغريدة على تويتر إن الهلال الأحمر التركي يجمع 3 آلاف خيمة وأجهزة تدفئة و10 آلاف سرير وأغطية وينقلها نحو الحدود العراقية.
وأضاف: "ننسق مع الهلال الأحمر الإيراني والعراقي، كما نستعد لنقل (مساعدات) من مستودعنا في أربيل بشمال العراق".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سكان كثير من المناطق شعروا أيضاً بالهزة الأرضية.