قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول 2016 إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيعني أن بإمكانها إبرام اتفاقات تجارة حرة مع حلفائها العرب في الخليج.
وبشرت كلمة جونسون التي ألقاها خلال مؤتمر بالبحرين بعد يوم من اتهامه السعودية وإيران بإشعال الحرب بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط بتعزيز العلاقات الدفاعية مع دول الخليج العربية.
وجونسون معروف بالارتجال في الحديث. وقال جونسون في روما الأسبوع الماضي إن غياب قيادة حقيقية في الشرق الأوسط سمح للناس بتحريف الدين وخوض حروب بالوكالة.
ولم يتطرق جونسون إلى تلك التصريحات بشكل مباشر يوم الجمعة.
أكثر استعداداً للدفاع عن الخليج
وكانت متحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد قالت إن تصريحات جونسون لا تعكس السياسة الفعلية لبريطانيا. وبدلاً من ذلك صور جونسون بريطانيا على أنها أكثر استعداداً من أي وقت مضى للدفاع عن أصدقائها في الخليج والتجارة معهم.
وقال جونسون لقادة أجهزة الأمن في مؤتمر حوار المنامة "أي أزمة في الخليج هي أزمة لبريطانيا من البداية، "أمنكم هو أمننا" ليؤكد على الرسالة التي عبرت عنها ماي في قمة لدول الخليج العربية قبل أيام.
وقالت بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي الست في بيان مشترك في هذه القمة إنهم يعتزمون الاستفادة من التجارة التي بلغت 30 مليار جنيه إسترليني (38 مليار دولار) في 2015 والعمل من أجل إزالة معوقات الاستثمار.
وأشار جونسون إلى أن قرار بريطانيا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يفتح فرصاً جديدة.
سنظلُّ هناك
وتابع "سنظل هناك من أجل دعم أصدقائنا وشركائنا في الخليج.. لكن فضلاً عن ذلك الآن لأول مرة منذ السبعينيات ستكون لدينا القدرة على إبرام اتفاقات تجارة حرة والقدرة على الاستفادة من العلاقات التجارية الاستثنائية القائمة بالفعل بين المملكة المتحدة والخليج."
ولدى بريطانيا 1500 عسكري وسبع سفن حربية في المنطقة وهي قوة قال جونسون إنها أكبر من أي قوة بحرية غربية أخرى في المنطقة باستثناء الولايات المتحدة.
وشارك عسكريون بريطانيون في تقديم المشورة للقوات السعودية التي تقود التحالف العسكري العربي الذي يحارب الحوثيين المدعومين من إيران في الحرب الأهلية اليمنية.
ورثى جونسون قرار بريطانيا عام 1968 إغلاق قواعدها العسكرية في الخليج والتي ساعدت في إرساء إمبراطوريتها العالمية لأكثر من 100 عام وقال إن بريطانيا تسعى إلى استعادة نفوذها الذي فقدته في العقود التي تلت تلك الفترة.
وقال جونسون "بريطانيا عائدة إلى شرقي السويس ليس كأكبر قوة عسكرية على وجه الأرض.. لكن كأمة تنشط في المنطقة وتلتزم بها التزاماً عميقاً."
وأضاف وزير الخارجية البريطاني في هذا المنتدى الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن "بريطانيا كانت جزءاً من تاريخكم خلال مئتي سنة مضت وسنكون معكم في القرون المقبلة".
3 مليارات التزامات عسكرية
وتابع "سننفق 3 مليارات جنيه استرليني (زهاء 3,6 مليارات يورو) في إطار التزاماتنا العسكرية في الخليج على مدى السنوات العشر المقبلة".
وشدد على ضرورة أن تحمي السعودية حدودها من القصف الذي يشنه المتمردون، لكنه أعرب عن قلقه العميق إزاء "معاناة الشعب اليمني".
وحذر من أن "استخدام القوة فقط" لن يؤدي إلى الاستقرار في اليمن.
ومن خلال إطلاقه هذه التصريحات الجمعة يكون جونسون قد التزم الخط الذي رسمته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء في القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي والذي أطلقت المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون خلاله "شراكة استراتيجية" في المجالات الأمنية والسياسية والتجارية، متعهدين العمل معاً لمواجهة "عدوانية" إيران.
وكان وزير الخارجية البريطاني قد أطلق قبل أيام تعليقات خلال مؤتمر نظم في روما الأسبوع الماضي حول الحوار المتوسطي، اعتبر فيها أن "السعوديين وإيران يقومون بتحريك الدمى ويخوضون حروباً بالوكالة"، وذلك في تسجيل بثته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني.
غير أن المتحدث باسم تيريزا ماي أكد أن تلك التعليقات تعكس "الموقف الشخصي لوزير الخارجية"، وقال "إنها ليست موقف الحكومة البريطانية".