تحول الزلزال الذي ضرب العراق ليل الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلى مادة خصبة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد بين الخوف واعتباره عقوبة ربانية؛ بسبب الظلم والفساد المستشري في البلاد، والتندر والسخرية ووسيلة للفكاهة، وذهب اتجاه ثالث أبعد من ذلك، معتبراً أن الزلزال كان بسبب قيام إيران بتفجير قنبلة نووية تجريبية على الحدود العراقية على عمق 30–40 كم تحت سطح الأرض.
مصائب قوم عند قوم تنكيت
قسمت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق المواطنين إلى 3 أقسام؛ البعض اعتبروا الزلزال عقوبة ربانية؛ بسبب الظلم ولفساد الذي يجتاح المدن العراقية، وقاموا بنشر الأدعية والآيات القرآنية فيما بدأت الجوامع بالتكبير وقراءة القرآن والدعاء والصلاة لطمأنة الناس.
الشيخ لقين القيسي رئيس رابطة الدعوة السلفية في العراق، كتب على صفحته الرسمية في فيسبوك أن "الزلازل والفيضانات البراكين والرياح والأمطار والمسخ والخسف والقذف والقتل والأمراض والطواعين- سياط الله وعذابه وغضبه".
ناشطون شاركوا رجل الدين في هذه النظرة للزلازل، فكتب الناشط علي النعيمي أن "ما يجري مذكور في أحاديث آخر الزمان، فاتركوا الرسائل العشوائية وأكثِروا من التوبة والاستغفار".
بينما اتخذ آخرون من الزلزال وسلية للتندر والسخرية ونشر النكات ضد السياسيين العراقيين والأحزاب المشاركة في العملية السياسية أو السخرية من الواقع العراقي بطريقة تُعرف في العراق بالـ"تحشيش."
الكاتب أنور القاسم قال على صفحته الرسمية ساخراً: "ليس المهم الزلزال، المهم التعايش مع الزلزال ".
ونشر آخرون مقاطع فيديو وصوراً تحت هاشتاغ "تحشيشية"، تحمل في طياتها شيئاً من الفكاهة والتندر والضحك، يعتبرونه وسيلتهم وطريقتهم في التعبير عن الكوارث الطبيعية.
تجربة نووية؟
لكن ناشطين وكتّاباً ذهبوا إلى أبعد من "التحشيش"؛ إذ قالوا إن الزلزال الذي ضرب العراق كان بسبب قيام إيران بتفجير قنبلة نووية تجريبية تحت الأرض على حدود العراق.
الكاتب عبد الكاظم العبودي، على صفحته الرسمية، نشر مقالاً مقتضباً عن الزلزال، قال فيه: "هل فعلتها إيران؟ أهو زلزال أم تجربة نووية إيرانية باطنية، ردّاتها الارتدادية على أراضي العراق بالكامل".
لكن الأغرب من هذا، ما نشرته عدد من الصفحات العراقية، وهو عبارة عن مقطع فيديو قالوا إنه بعد الزلزال بساعات، حيث ظهر ضوء ساطع قرب الشمس وهو ما اعتبره بعضهم ناتجاً عن التجربة النووية الإيرانية في عمق الأرض.
وفي الوقت نفسه، نشرت صفحة الأجواء الجوية العراقية الرسمية على فيسبوك خبراً، قالت فيه إن "الزلزال نجم عن قيام الأسطول الخامس الأميركي بتفجير قنبلة نووية تجريبية في الخليج العربي سببت هزات ارتدادية شديدة"، لكن الصفحة قامت بمحو المنشور بعد دقائق قليلة، ما أثار استغراب المتابعين.
وكشف قسم المرصد الزلزالي في هيئة الأنواء الجوية العراقية، الإثنين، عن حدوث 100 هزة ارتدادية أخرى عقب الزلزال، وسجلت كاميرات المراقبة حالة من الهلع بين المواطنين في المراكز التجارية والمقاهي.
هلع وطوارئ
في تمام الساعة 9:25 دقيقة تقريباً من مساء الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ضرب زلزال عنيف بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، شمل المدن العراقية كافة؛ بدءاً من السليمانية ودهوك وأربيل وكركوك والموصل وصلاح الدين وديالى، وصولاً إلى بغداد وبابل وكربلاء والناصرية وميسان والكوت والبصرة والأنبار، وامتد تأثيره إلى دول الجوار في الكويت والسعودية وسوريا.
وهرع الأهالي في أغلب المدن العراقية إلى الشوارع؛ خشية سقوط المنازل والمجمعات السكنية؛ بسبب شدة الهزة التي استمرت في أغلب المدن بين 20 و40 ثانية؛ مما تسبب في وقوع أضرار مادية وبشرية بعدد من مناطق البلاد، وخاصة في مدينة السليمانية
وأعلنت فرق الدفاع المدني العراقية، الإثنين، مصرع 6 أشخاص وجرح 53 آخرين في 4 محافظات عراقية؛ هي: السليمانية وكركوك وأربيل وديالى.
ولقي 5 أشخاص مصرعهم في بلدتي زربندخان وكلار التابعتين لمحافظة السليمانية، فيما جرح 50 آخرون، وأصيب 3 اشخاص بمحافظة كركوك بجروح متفاوتة، وفي ديالى لقي شخص مصرعه نتيجة ارتفاع ضغط الدم بسبب الزلزال.
وبدأت سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدنية تجوب شوارع المدن العراقية؛ تحسباً من أي طارء، فيما خرجت الأسر من منازلها إلى الشوارع والساحات العامة وبقيت معظمها في الشوارع حتى صباح الإثنين.